السراب الداخلي

الفصل السادس: أسرار الغرف

الفصل السادس: أسرار الغرف

في اليوم التالي، شعر جاكوب مارتن بأن الأمور بدأت تتسارع نحو نقطة الانفجار. المعلومات التي حصل عليها من الدكتور ميلر أضافت أبعادًا جديدة إلى القصة، وبدأ يشعر بأن هناك خيوطًا متشابكة تحجب الحقيقة عن العيون. كانت الأمور تزداد تعقيدًا، وكان من الواضح أن كل خطوة يخطوها قد تكشف عن جوانب جديدة من الألغاز المحيطة بالمركز.

بدأ جاكوب يومه بالتفكير في ما قالته إيميلي هارت. شعوره بأن هناك شيئًا أعمق يربط بين مرضى المركز وتجاربهم النفسية زاد من عزيمته. قرر أن يبدأ بمراجعة الغرف الأخرى التي قد تحتوي على أدلة.

توجه جاكوب إلى جناح المرضى، حيث كان هناك عدد من الغرف المغلقة التي لم يتمكن من الوصول إليها بعد. طلب من الدكتور ميلر الحصول على إذن لفتح هذه الغرف ومراجعتها. لم يكن ميلر سعيدًا بالفكرة، ولكن بعد إصرار جاكوب وتأكيده على أهمية الأمر، وافق على مضض.

بدأ جاكوب بزيارة الغرف واحدة تلو الأخرى. كان كل باب يفتحه يكشف عن مساحة بسيطة ونظيفة، لكن بعضها بدا وكأنه يحتفظ بشيء غير عادي. كانت معظم الغرف خالية من أي تفاصيل شخصية، لكن شيئًا ما كان يثير اهتمامه.

في إحدى الغرف، عثر جاكوب على مذكرات مخبأة في أسفل خزانة ملابس. كانت المذكرات عبارة عن دفتر ملاحظات قديم مليء بكتابات متقطعة. قرأ بعض الصفحات واكتشف أنها تتضمن تفاصيل عن تجارب نفسية، وأحداث غامضة تحدث للمرضى.

"هذا دفتر الملاحظات يبدو أنه كان ملكًا لأحد الأطباء أو الباحثين في المركز." قال جاكوب لنفسه، وهو يشعر أن هذه المعلومات قد تكون مفيدة.

بينما كان يراجع المذكرات، وصل الدكتور ميلر إلى الغرفة وقال، "وجدت أنك وجدت شيئًا مثيرًا. ماذا لديك هناك؟"

"هذه المذكرات تحتوي على تفاصيل تتعلق بالتجارب النفسية. يبدو أن هناك نوعًا من الأنشطة السرية التي كانت تجري هنا." قال جاكوب، وهو يعرض الملاحظات على ميلر.

"هذه ملاحظات قديمة. ربما تكون غير دقيقة." قال ميلر، وهو يبدو متوترًا.

"أعتقد أن هناك شيئًا يجب التحقيق فيه. قد تكون هذه الأدلة تعطي نظرة أعمق لما حدث هنا." قال جاكوب، وهو يواصل البحث في الغرفة.

قرر جاكوب متابعة التحقيق، وطلب من ميلر أن يواصل العمل على موضوعات أخرى حتى يتمكن من فحص المزيد من الغرف والمستندات. شعر جاكوب بأن الأدلة التي يجمعها قد تكون قادرة على فك لغز اختفاء إدوارد كينغستون والكشف عن الحقائق المخفية.

في وقت لاحق من اليوم، توجه جاكوب إلى مكتبه ليواصل دراسة الملاحظات التي عثر عليها. كان لديه شعور قوي بأن هذه الوثائق قد تحمل مفاتيح لحل الألغاز التي تجول في ذهنه.

وفي أثناء استعراضه للملاحظات، وجد إشارة إلى تقنية تسمى "التعديل الإدراكي". كانت هذه التقنية تتعلق بالتلاعب بالذاكرة والتجربة الذاتية للمرضى، مما جعل جاكوب يتساءل عن مدى تأثير هذه التجارب على الحالات النفسية للمرضى.

فجأة، سمع صوت طرقات على باب مكتبه. دخلت الدكتورة سارة كولينز، وبدا عليها القلق.

"سيد مارتن، هناك شيء أحتاج إلى إخبارك به. حدث شيء غير عادي." قالت سارة، وهي تنظر حولها بتوتر.

"ما الذي حدث؟" سأل جاكوب، وقد شعر بقلقها.

"أحد المرضى، ليو بارنز، طلب مني التحدث إليك. يبدو أن لديه معلومات قد تكون مهمة حول ما يحدث في المركز." قالت سارة.

"أين هو الآن؟" سأل جاكوب.

"هو في غرفة الاستراحة. يمكننا الذهاب إليه الآن." قالت سارة، وهي تقود جاكوب إلى غرفة الاستراحة.

عندما وصلوا إلى هناك، وجد جاكوب ليو بارنز يجلس في الزاوية، وقد بدا عليه التوتر والقلق. اقترب جاكوب وسأله، "ليو، سارة قالت أنك تريد التحدث إليّ. ماذا تريد أن تخبرني؟"

نظر ليو إلى جاكوب بعينيه القلقتين وقال، "أعتقد أن هناك شيئًا خطيرًا يحدث هنا. أنا بدأت أستعيد ذكريات عن تجارب كانت تتم هنا، وأعتقد أنها قد تكون مرتبطة بما حدث لإدوارد كينغستون."

"ماذا تقصد بالضبط؟" سأل جاكوب، وهو يستعد للاستماع.

"لقد كنت جزءًا من تجربة سابقة، تجارب التعديل الإدراكي. كانت هناك تقنيات تُستخدم لتغيير ذكريات المرضى وتلاعبها. كان الهدف هو تحسين العلاج، ولكنني أشعر أن الأمر قد خرج عن السيطرة." قال ليو، وهو يبدو مضطربًا.

"كيف تؤثر هذه التجارب على المرضى؟" سأل جاكوب.

"أحيانًا تؤدي إلى ارتباك وفقدان للذاكرة، وأحيانًا تجعلهم يشعرون وكأنهم عالقون في ذكريات زائفة. أعتقد أن إدوارد كينغستون قد كان ضحية لهذه التجارب، وربما يكون السبب وراء اختفائه." قال ليو.

كانت هذه المعلومات الجديدة التي قدمها ليو بارنز تحمل وزنًا كبيرًا. بدا أن كل الأدلة تشير إلى وجود شبكة معقدة من التجارب والأسرار التي لم يتم كشفها بعد. شعر جاكوب أن التحقيق قد دخل مرحلة جديدة وأكثر خطورة، وأنه قريب من الكشف عن الحقيقة المظلمة وراء مركز ريدلي.

بينما كان يفكر في خطواته التالية، كان يعلم أن كل قرار يتخذه قد يفتح أبوابًا جديدة من الغموض أو يضعه في مواجهة المخاطر غير المتوقعة. كانت الأمور تتسارع، والوقت كان جوهريًا في كشف الحقائق المخفية في هذا المركز الغامض.