الفصل الثاني عشر: العودة إلى الحقيقة

2 1 1
                                    

الفصل الثاني عشر: العودة إلى الحقيقة

جلس جاكوب وجيسيكا في مقهى صغير على أطراف البلدة، يلتقطان أنفاسهما بعد الهروب الصعب من المركز. كانت أعينهما متعبة، لكن داخلهما شعور متناقض من الارتياح والتوتر؛ فقد انتهت مرحلة، وبدأت معركة جديدة أكثر تعقيدًا.

"علينا أن نتحرك بسرعة"، قال جاكوب بصوت خافت بينما كان يتفحص الملف الذي هربا به. "هذا الملف يحتوي على كل ما نحتاجه لإدانة ميلر والمركز. ولكننا بحاجة إلى الوصول إلى السلطات قبل أن يتعقبونا."

نظرت إليه جيسيكا، عيناها ممتلئتان بالقلق. "هل تعتقد أنهم سيتركوننا ننجو بهذه السهولة؟ ميلر لديه نفوذ، ولن يسمح بفضح كل هذا."

جاكوب كان يعرف أن كلماتها صحيحة. حتى بعد جمع الأدلة، كانت المهمة الحقيقية هي إيصال هذه المعلومات إلى الجهات المعنية قبل أن يجدهم ميلر ورجاله. "سنحتاج إلى خطة محكمة، ولا مجال للأخطاء هذه المرة."

**تواصل مع السلطات:**
أخرج جاكوب هاتفه وبدأ في كتابة رسالة سريعة إلى ضابط كان يعرفه في المباحث الجنائية. كان يعلم أن الخطوة التالية هي تسليم الأدلة دون أن يعلم ميلر بمكانهما.

"يجب أن نكون في مكان آمن حتى يتم ترتيب كل شيء. ليس لدينا سوى فرصة واحدة، ولا يمكننا تضييعها"، قال جاكوب وهو يغلق الهاتف بعد إرسال الرسالة.

بدأت جيسيكا تشعر بضغط الموقف. "ماذا لو لم نتمكن من الهروب؟ ماذا لو تمكنوا من الوصول إلينا قبل أن نصل إلى السلطات؟"

أجاب جاكوب بحزم: "لن يحدث ذلك. لدينا الأدلة، وهم يعلمون أن فضح ما فعلوه سيسبب لهم دمارًا لا يُمكن إصلاحه."

**اللقاء في الظلام:**
عند حلول الليل، تلقى جاكوب رسالة من الضابط الذي وثق به. أخبره الضابط بأنهم سيقابلونه في مكان مهجور على أطراف البلدة لنقل الأدلة بأمان بعيدًا عن أعين المركز. كان الوقت ينفد، والضغط يتزايد.

"يجب أن نتحرك الآن"، قال جاكوب لجيسيكا. "لدينا فرصة واحدة فقط، وعلينا أن نتأكد من تسليم هذه الملفات."

جمعا كل شيء وتحركا بسرعة نحو السيارة. كانت الطرقات خالية تقريبًا، وكان الجو يوحي بالخطر المتربص في كل زاوية. على الرغم من الهروب من المركز، كانت ظلاله تلاحقهم في كل خطوة.

**المواجهة الأخيرة:**
وصل جاكوب وجيسيكا إلى المكان المتفق عليه. كان ضوء القمر ضعيفًا، والأجواء مشحونة بالتوتر. بدا المكان مهجورًا، لكن جاكوب كان يعلم أن أي حركة غير محسوبة قد تضعهم في موقف خطير.

بعد دقائق، ظهرت سيارة أخرى وتوقفت على بُعد أمتار. خرج منها ضابط الشرطة. تقدم جاكوب بحذر، ممسكًا الملف بقوة في يده. "ها هو كل شيء. التجارب، الأسماء، وكل الأدلة التي تحتاجونها لإدانة المركز."

أخذ الضابط الملف وفتحه بسرعة، عيناه تتنقلان بين الأوراق. بدا عليه أنه أدرك خطورة المعلومات التي يحملها. "هذا يكفي لفتح تحقيق واسع النطاق. سأضمن أن كل شيء يُرفع للسلطات فورًا."

شعر جاكوب بارتياح طفيف، لكنه كان يعلم أن التهديد لم ينتهِ بعد. "يجب أن تكون حذرًا. ميلر لن يتراجع بسهولة، وسيفعل أي شيء لحماية المركز."

**العودة إلى الحياة الطبيعية؟**
بينما كان الضابط يتحرك بعيدًا بالملف، نظر جاكوب إلى جيسيكا التي كانت تقف بجانبه. "لقد فعلناها. الآن، علينا فقط انتظار النتائج."

لكن جيسيكا لم تبدُ مرتاحة. "هل تعتقد أن الأمور ستنتهي هنا؟ ماذا عن المرضى؟ ماذا عني؟ هل سأكون دائمًا مجرد جزء من هذا السر؟"

شعر جاكوب بثقل الأسئلة. كان يعلم أن الأمر لن ينتهي بسهولة، وأنه حتى بعد كشف الحقيقة، قد تبقى آثار التجارب وذكريات المرضى الذين تعرضوا للانتهاكات النفسية. "ربما لن نتمكن من إعادة كل شيء إلى طبيعته، لكننا فعلنا ما يجب علينا فعله. لقد كشفنا الحقيقة، وهذا أول خطوة."

ابتسمت جيسيكا بخفة، لكن الحزن لا يزال يخيم على ملامحها. "الحقيقة ليست دائمًا كافية يا جاكوب."

السراب الداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن