الفصل العاشر: إيميلي والكشف النهائي
بعد مغادرة مكتب الدكتور ميلر، توجه جاكوب إلى جناح إيميلي بخطوات متسارعة. كان يدرك أن ما تخفيه هذه الفتاة في عقلها يمكن أن يكون مفتاحًا لكشف كل الأسرار التي تحيط بالمركز، وربما يُظهر حتى مصير إدوارد كينغستون.
وصل جاكوب إلى باب غرفة إيميلي، طرقه بخفة. لحظات مرت قبل أن يُفتح الباب ببطء، لتظهر إيميلي بنظرة متعبة على وجهها الشاحب. كانت تتطلع نحو جاكوب بنظرة مضطربة، وكأنها كانت تنتظره. "مارتن... أعلم أنك ستأتي"، قالت بنبرة هادئة ولكنها تحمل في طياتها قلقًا دفينًا.
"إيميلي، أحتاج إلى التحدث معكِ بخصوص التجارب التي مررتِ بها... أعتقد أنكِ تحملين جزءًا مهمًا من الحقيقة. هل تتذكرين أي شيء عن اختفاء كينغستون؟" سأل جاكوب بنبرة حازمة، محاولًا تهدئة أعصابها.
ابتسمت إيميلي ابتسامة ضعيفة، وقالت: "الذكريات مختلطة... أحلم بأشياء غريبة، أحيانًا لا أستطيع التفريق بين الحقيقة والوهم. لكنني أعلم أن هناك شيئًا خطأ. أشعر بأنني محبوسة داخل عقلي."
جلس جاكوب أمامها بهدوء، وأخذ نفسًا عميقًا. "إيميلي، نحن قريبون من الحقيقة. عليكِ أن تثقي بي. ماذا تتذكرين عن كينغستون؟"
**استعادة الذكريات:**
أغمضت إيميلي عينيها ببطء، وكأنها تحاول استرجاع الصور التي دفنت في أعماق عقلها. "كينغستون... كان مختلفًا عن البقية. لم يكن مريضًا مثلنا. لقد اختفى فجأة، ولكنني رأيته قبل أن يغادر. كنت في جلسة العلاج... بدأوا في استخدام تلك التقنية الجديدة، التعديل الإدراكي... كنت أسمع أصواتًا غريبة... أصوات لم تكن لي."بدأت إيميلي تتنفس بسرعة أكبر، وتابعت: "لقد حاولوا التلاعب بذكرياته، أرادوا محو شيء ما من عقله، لكنني لا أعلم ما هو. كل ما أتذكره هو أنه كان يصرخ، وكأن شيئًا ما قد انكسر داخله."
جاكوب كان يستمع بانتباه، عارفًا أن هذا هو الخيط الذي كان يبحث عنه. "إيميلي، هل تتذكرين من كان حاضرًا أثناء تلك الجلسة؟"
هزت رأسها بنعم. "الدكتور ميلر... وممرضة... جيسيكا."
تجمد جاكوب للحظة. إذن، جيسيكا كانت متورطة أيضًا. كل شيء بدأ يتضح له الآن.
**الكشف النهائي:**
فجأة، فتحت إيميلي عينيها ونظرت نحو جاكوب بخوف. "أنت في خطر، مارتن. لا يمكنك البقاء هنا. إنهم سيأتون لأجلك. لا يريدونك أن تعرف الحقيقة."في تلك اللحظة، سمع جاكوب أصوات خطوات سريعة خارج الغرفة. نهض على الفور، وأدرك أن الوقت قد حان للرحيل. كان يعلم أن حياته أصبحت مهددة.
"إيميلي، شكرًا لك. سأفعل ما بوسعي لمساعدتك وللكشف عن كل شيء. ابقي هنا، وسأعود قريبًا."
خرج جاكوب من الغرفة بسرعة، وهو يعلم أنه أصبح الهدف الآن. كان عليه الهروب من المركز وإيجاد وسيلة لكشف الجرائم التي ارتكبت بداخله.
**المواجهة الأخيرة:**
بينما كان يتحرك بسرعة عبر الممرات المظلمة، سمع أصواتًا خلفه. فتح الباب المؤدي إلى المخرج الخلفي للمركز، ولكن قبل أن يتمكن من الهرب، وجد نفسه وجهًا لوجه مع شخص كان ينتظره — الدكتور ميلر."أعتقد أنك ذهبت بعيدًا جدًا يا مارتن"، قال ميلر بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا واضحًا. "لا يمكنك كشف ما لا يجب أن يُكشف."
نظر جاكوب إلى ميلر بعينين تحدقان فيه بغضب. "إنه انتهى يا ميلر. أعرف كل شيء، وسأجعل الجميع يعرف الحقيقة."
ابتسم ميلر ابتسامة باردة، وقال: "لن تدوم طويلاً لتفعل ذلك."
وفي تلك اللحظة، تقدم نحو جاكوب بخطوات هادئة، لكنه كان يعلم أن الصراع الحقيقي لم يبدأ بعد.
أنت تقرأ
السراب الداخلي
Misterio / Suspenso"السراب الداخلي" رواية بوليسية مثيرة تدور أحداثها في مركز أبحاث نفسي نائي، حيث تتشابك خيوط الغموض مع التوتر النفسي. يحاول المحقق جاكوب مارتن حل لغز اختفاء مريض قديم، ليكتشف أن المركز يخبئ أسراراً أعمق بكثير من مجرد اختفاء. بين التناقضات الطبية والتج...