الفصل الحادي والعشرون: كشف الأسرار
أحكم جاكوب قبضته على ميلر، بينما كان الأخير يكافح للخروج من سيطرته. استقرت أعين ميلر على الجهاز الذي دمره جاكوب قبل لحظات، وبدأ القلق يظهر على ملامحه. كان يدرك أن كل خططه على وشك الانهيار.
"الأمر انتهى يا ميلر،" قال جاكوب وهو يثبت قبضته أكثر على ذراعي ميلر. "لقد انتهت لعبتك."
نظر ميلر إلى جاكوب بعينين غاضبتين وابتسم ابتسامة يائسة. "لا تفهم شيئًا، أليس كذلك؟ حتى لو خرجتُ من هنا، هناك آخرون سيستمرون. الأمر أكبر مما تظن."
دخلت جيسيكا الغرفة، وهي تمسح العرق عن جبينها بعد أن تأكدت من عدم تفعيل أي فخاخ إضافية. "جاكوب، ماذا نفعل به الآن؟ الشرطة في طريقها، لكننا لا نعرف ما إذا كان هناك المزيد من المتورطين."
بينما كان جاكوب يراقب ميلر بحذر، سمع ضجيجاً من خارج المختبر. كان صوت صفارات الشرطة يقترب أكثر فأكثر، وكان يعلم أنه لن يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يصلوا.
"علينا تسليم ميلر فوراً، لكن يجب أن نتأكد من أننا نملك جميع الأدلة ضد هذا المشروع. لا يمكننا المخاطرة بأي شيء." جاكوب حدق إلى الطاولة المليئة بالوثائق المبعثرة. كان يعلم أن كل ورقة تمثل جزءاً من اللغز، وكل قطعة يمكن أن تكشف عن الحقيقة الكاملة لما حدث هنا.
جيسيكا، التي كانت تراقب ميلر بحذر، تقدمت نحو الطاولة. "الوثائق هنا كافية لإدانته. كل شيء يتعلق بتجارب 'التعديل الإدراكي' موجود هنا. لكني أخشى أن يكون هناك شيء آخر لم نكتشفه بعد."
أخذ جاكوب لحظة ليفكر. كان ميلر هادئًا بشكل غير طبيعي، وهذا ما جعله يتساءل. هل يمكن أن يكون هناك شيء آخر يُخطط له؟
"ميلر،" قال جاكوب بصوت صارم. "هل هناك شيء آخر؟ هل أخفيت شيئًا لم نكتشفه بعد؟"
ابتسم ميلر ابتسامة باردة وهو يقول: "لن تعرفوا كل شيء حتى لو حاولتم. ما ترونه هنا هو مجرد واجهة. المشروع الحقيقي لم يكن هنا... لقد بدأ في مكان آخر، وأنتما لن تتمكنا من إيقافه."
شعر جاكوب بوخزة من القلق. "ماذا تعني؟ أين بدأ المشروع الحقيقي؟"
ضحك ميلر ضحكة قصيرة. "لن أخبرك، بالطبع. لكن إن كنت ذكيًا بما فيه الكفاية، فستكتشف قريبًا."
قبل أن يتمكن جاكوب من الرد، دخلت الشرطة إلى المختبر، أسلحتهم موجهة نحو ميلر. "أسقطوا أسلحتكم! هذا هو نهاية الطريق بالنسبة لك، ميلر!" قال أحد الضباط.
رفع جاكوب يديه بعيدًا عن ميلر ببطء وأشار إلى الوثائق على الطاولة. "كل الأدلة موجودة هنا. يجب أن تحققوا في كل شيء. هذا الرجل هو المسؤول عن سلسلة من الجرائم والتجارب غير الإنسانية."
بينما كانت الشرطة تقيد ميلر وتأخذه بعيدًا، تبع جاكوب وجيسيكا الضباط خارج المختبر. كانت السماء قد بدأت تمطر بهدوء، كأن الطبيعة نفسها تنفس الصعداء بعد نهاية هذه الفوضى.
"هل تعتقد أن هذا هو النهاية؟" سألت جيسيكا وهي تنظر إلى جاكوب.
توقف جاكوب للحظة، وألقى نظرة على الغابة المحيطة. كانت الغيوم الداكنة التي تلبدت في السماء تعكس مشاعره. "لا أعرف. ميلر ألمح إلى شيء آخر، مشروع أكبر مما نعرفه. ربما تمكنا من إيقاف هذا الجزء، لكني لا أظن أن القصة انتهت بعد."
سارت جيسيكا بجانبه بصمت، تعيد النظر في كل شيء حدث. "أعتقد أنه علينا أن نستعد لما هو قادم. إذا كان ما يقوله ميلر صحيحًا، فنحن قد نكون في مواجهة خطر أكبر."
بينما ابتعدت سيارة الشرطة التي كانت تقل ميلر، وقف جاكوب وجيسيكا على حافة الغابة، يراقبان المطر وهو يتساقط ببطء. كان هناك شعور بالراحة الطفيفة، لكن القلق من المستقبل كان يثقل على قلوبهما.
"سنجد الحقيقة، مهما كانت،" قال جاكوب بثقة، وهو يثبت نظره على الأفق.

أنت تقرأ
السراب الداخلي
غموض / إثارة"السراب الداخلي" رواية بوليسية مثيرة تدور أحداثها في مركز أبحاث نفسي نائي، حيث تتشابك خيوط الغموض مع التوتر النفسي. يحاول المحقق جاكوب مارتن حل لغز اختفاء مريض قديم، ليكتشف أن المركز يخبئ أسراراً أعمق بكثير من مجرد اختفاء. بين التناقضات الطبية والتج...