الفصل العشرون: المواجهة الأخيرة
الطريق إلى المختبر الفرعي كان شاقًا وطويلاً. الأشجار الكثيفة المحيطة بهما جعلت الرؤية صعبة، لكن جاكوب وجيسيكا استمرا في التقدم بخطى ثابتة. كانا يعلمان أن هذه الرحلة ستكون الأصعب، فكل خطوة كان يرافقها شعور بأن النهاية قد اقتربت، إما باكتشاف الحقيقة أو مواجهة مصيرهما في يد ميلر.
كانت الغابة مظلمة على الرغم من نور النهار، وكأنها تخفي شيئًا وراء كل ظل. السماء ملبدة بالغيوم، مما زاد من شعور القلق الذي أحاط بهما. نظرت جيسيكا إلى جاكوب وهي تحاول الحفاظ على هدوئها، لكنها لم تستطع إخفاء ارتعاش يديها.
"هل تعتقد أننا سنجده هناك؟" سألت بصوت خافت، كما لو أن الغابة قد تسمعها.
أومأ جاكوب ببطء، وعيناه مسمرتان على الطريق الأمامي. "إذا كانت معلومات سارة صحيحة، فهذا هو المكان الوحيد الذي قد يختبئ فيه ميلر الآن. علينا أن نكون مستعدين لأي شيء."
كان الطريق قد بدأ يضيق، مما جعلهما يسيران بحذر بين الأشجار المتشابكة. كل صوت فرع ينكسر تحت أقدامهما كان يبدو كأنه ينذر بالخطر. ومع اقترابهما من الموقع المحدد على الخريطة، بدأت الملامح الخفية للمختبر تظهر تدريجيًا بين الظلال.
أخيرًا، توقفا خلف شجيرات كثيفة على حافة المنطقة التي يقع فيها المختبر. كان المبنى صغيرًا نسبيًا، مبنيًا بأسلوب بسيط لا يلفت الانتباه، كما لو أنه صُمم ليبقى مخفيًا عن الأعين. لم يكن هناك أي حركة واضحة حوله، لكن جاكوب كان يعلم أن الصمت في هذا المكان ليس علامة على الأمان.
"يبدو مهجورًا..." همست جيسيكا وهي تراقب المبنى بحذر.
"هذا ما يريدنا ميلر أن نعتقده. علينا أن نفترض أنه قد نصب فخاخًا أو أن رجاله في الداخل." قال جاكوب بحزم، وهو يدرس المكان بعينيه.
بعد لحظة قصيرة من التفكير، قرر جاكوب التقدم ببطء نحو المدخل الأمامي، بينما كانت جيسيكا تغطيه من الخلف. كل خطوة كانت محسوبة بدقة، وكانت الأعين تراقب أي حركة مشبوهة. عندما وصلا إلى الباب الحديدي للمختبر، توقف جاكوب لبرهة، ثم حاول فتحه ببطء.
الباب انفتح بسهولة غير متوقعة، لكن الحذر ظل يرافقهما. دخل الاثنان إلى الداخل ببطء، وكانت رائحة الهواء الرطب والغبار تملأ المكان. الأضواء الخافتة بالكاد كانت تضيء الممرات الضيقة التي تشبه متاهة.
"يجب أن نكون حذرين، قد يكون هذا المكان مليئًا بالكاميرات أو الفخاخ"، قال جاكوب بصوت منخفض وهو ينظر حوله. لم يكن من الصعب عليه أن يتخيل ميلر وهو يراقب كل حركة يقومون بها.
بينما كانا يسيران عبر الممرات، بدأت الملامح الداخلية للمختبر تكشف عن نفسها. كانت هناك غرف صغيرة على الجانبين، بعضها مليء بأدوات طبية وأجهزة غريبة، والبعض الآخر كان فارغًا. ولكن أكثر ما لفت انتباههما هو غرفة كبيرة في نهاية الممر، كان بابها مفتوحًا على مصراعيه.
![](https://img.wattpad.com/cover/376511380-288-k167265.jpg)
أنت تقرأ
السراب الداخلي
Misterio / Suspenso"السراب الداخلي" رواية بوليسية مثيرة تدور أحداثها في مركز أبحاث نفسي نائي، حيث تتشابك خيوط الغموض مع التوتر النفسي. يحاول المحقق جاكوب مارتن حل لغز اختفاء مريض قديم، ليكتشف أن المركز يخبئ أسراراً أعمق بكثير من مجرد اختفاء. بين التناقضات الطبية والتج...