مرت الأيام ببطء على كلارا، كأن الزمن توقف منذ أن تلقت خبر وفاة جونغكوك. كانت تجلس في غرفتها أغلب الوقت، تتأمل الفراغ الذي تركه خلفه. في كل ليلة، كانت تنام بصعوبة بعد أن تستهلك دموعها دون أن تشعر. قلبها كان مثقلًا بالحزن، وعقلها مشوشًا بين تصديق الحقيقة التي سمعتها وإنكارها.
على الرغم من الألم الذي عاشته، كانت تشعر أحيانًا بأن جونغكوك لم يرحل حقًا. كانت تلك الورود البيضاء التي تجدها كل صباح على باب غرفتها تثير الشكوك في قلبها. كل وردة تحمل معها شعورًا غريبًا.
في كل ليلة، كانت تتكرر نفس اللحظة. هاتفها يرن، يظهر رقم غير معروف. ترفعه إلى أذنها ببطء، تنتظر سماع صوته، لكن الصمت وحده كان يجيب. مجرد اتصال صامت... لا كلمات، لا حديث.
في إحدى الليالي، استلقت كلارا على سريرها، تغلق عينيها بعد أن أمضت يومًا آخر مليئًا بالحزن والتساؤلات. فجأة، رن هاتفها مرة أخرى. ترددت للحظة، لكن شيئًا في داخلها دفعها لالتقاط الهاتف. همست، متوقعة أن المتصل سيجيبها هذه المرة : مرحبا؟
وكالعادة، لم يكن هناك رد. فقط أنفاس خفيفة يمكن سماعها من الطرف الآخر. شعرت بقلبها ينبض بشدة. ودمعة صغيرة بدأت تتجمع في عينها. لكن الصمت كان الإجابة الوحيدة مرة أخرى ، لماذا قلبها اللعين يجعلها تصدق انه لا يزال على قيد الحياة بينما هي على يقين انه في قبره ، تشعر انها ستجن من هذه الأفكار الغريبة التي تراودها.
أغلقت الهاتف ببطء، وهي تحاول أن تفهم ما يحدث. تمتمت لنفسها: هل هو جونغكوك؟ ..... اللعنة حتما قد جننت كلارا
لم تستطع إبعاد هذه الفكرة عن رأسها. شيء في داخلها كان يرفض تصديق أن جونغكوك رحل تمامًا.
كل صباح كانت تجد وردة بيضاء على عتبة غرفتها. في البداية، اعتقدت أنها ربما من جونغكوك لكن بعد مرور أسبوعين ابعدت هذه الأفكار عنها و اعتقدت انه ربما أفراد العائلة الذين يحاولون التخفيف عنها.
في صباح اليوم الخامس عشر، استيقظت لتجد وردة جديدة. حملتها بيدها بحذر، واستنشقت عطرها العذب. كانت الوردة بيضاء نقية، تمامًا مثل الورود التي كانت تطلب من جونغكوك احضارها عندما تكون غاضبة منه . جلست على حافة سريرها، وبدأت دموعها تتساقط.
كانت تشعر به. لم يكن مجرد وهم أو خيال. كل وردة، كل اتصال صامت، كل شعور غريب عندما تدخل إلى غرفتها ليلاً. كانت متأكدة أن هناك امر غريب يحدث ، من يمزح معها بهذه الطريقة المؤلمة ، لأنها حقا ستفقد عقلها من شدة التفكير . لكن تلاشت هذه الأفكار ما ان وضعت يدها على بطنها ترتسم ابتسامة حزينة على ثغرها : اسفة لأنني ساجعلك تعيش نفس ما عانيته ... يدون اب يقف بجانبك و يحمي ظهرك ،اب يساعدك في الوقوف عندما تقع عند أول خطواتك ، اسفة صغيري لن يستمتع فمك الجميل بنداء كلمة "ابي" ... "