part 27

260 19 5
                                    

استيقظت كلارا على ضوء الشمس الذي تسلل من النافذة، وكان ذلك الصباح مختلفًا تمامًا عن أي صباح آخر في حياتها. جلست في السرير، وشعرت بطاقة غريبة تتدفق في عروقها، وكأنها قد استيقظت شخصًا جديدًا.

نظرت حولها في الغرفة، تلك الغرفة التي شهدت الكثير من لحظات الضعف والتردد. لكنها اليوم لم تكن تلك المرأة التي تعتمد على الآخرين أو تخاف من المواجهة. نهضت من السرير ببطء ولكن بثبات، ونظراتها تعكس قرارًا قوياً.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم تقدمت نحو المرآة. وقفت أمامها طويلاً، تراقب انعكاسها بتمعن. لم تكن مجرد نظرة عابرة، بل كانت نظرة تحدٍّ لنفسها القديمة. كفى ترددًا، كفى خوفًا. اليوم يبدأ عهد جديد. قالت لنفسها بصوت ثابت.

تركت شعرها يتدلى بحرية على كتفيها، وارتدت ملابس عملية تعكس قوتها الجديدة. اختارت حذاءً مريحاً لكنه صلب، وكأنها تستعد لمعركة أو تحدٍ جديد.

بينما كانت تغادر غرفتها، مرت بجانب الطاولة الصغيرة حيث ترك جونغكوك الورود البيضاء. نظرت إليها للحظة، لكنها لم تتوقف. اليوم، لن تدع ورودًا أو كلمات غير مقولة تتحكم في مشاعرها. هي التي ستمسك زمام حياتها من الآن فصاعدًا.

عندما نزلت إلى الأسفل، كان الجميع يجلسون حول طاولة الإفطار، لكن هذه المرة، لم تشعر كلارا بأنها مجرد شخص يمر دون أن يلاحظه أحد. كانت تمشي بثقة، خطواتها ثابتة وصوت كعبها يرن في المكان. جميع العيون التفتت نحوها، بما فيهم جونغكوك، الذي كان يجلس بهدوء ويراقبها من بعيد.

لكنه لاحظ شيئاً مختلفاً اليوم. تلك المرأة التي كانت أمامه لم تكن نفس المرأة التي اعتاد التعامل معها. نظراتها كانت جريئة، خطواتها كانت واثقة، وكأنها لم تعد تخشى شيئًا. جلست على الكرسي، رفعت رأسها ونظرت حول الطاولة، وكأنها تعلن للجميع "أنا هنا، ولن أكون ضعيفة بعد الآن"

قالت بصوت قوي، وكان الجميع يشعر بتغيير واضح في نبرتها : صباح الخير

بقي جونغكوك صامتًا، لكنه لم يستطع تجاهل تلك الشخصية الجديدة التي ظهرت أمامه. كانت كلارا قد تغيرت، ولم يعد بإمكانه التعامل معها بنفس الطريقة القديمة. لقد أصبحت قوية، واثقة، ومستعدة لمواجهة أي تحدٍ يضعه القدر أمامها

بدات بتناول فطورها و رغم أنظار ذلك الجالس بجانبها الا ان هدوءها لم يهتز لتقاطع هذه الشرارة الجدة : صغيرتي هل انت بخير ؟ كنت قلقة عليك

ابتسمت كلارا لتجيبها : لا تقلقي جدتي ، أنا بخير

هزت الجدة راسها بلطف ، بينما كلارا التفتت لايمي لتساعدها على تناول فطورها : صغيرتي سنذهب لمكان جميل اليوم سأريك حديقة مليئة بالورود، وأراهن أنكِ ستحبينها

ابتسمت ايمي بفرح، وعيونها لمعت بالحماس :حقًا؟ نذهب الآن؟

لكن قبل أن تتمكن كلارا من الرد، قاطعهم صوت جونغكوك، الذي كان جالساً على رأس الطاولة يراقب بصمت حتى تلك اللحظة :كلارا من أعطاكِ الإذن لأخذ ايمي  إلى أي مكان دون أن تسأليني؟

قلب من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن