فصل 20 _تراقص الأقنعة

20 7 35
                                    

امتلأ الهواء بصوت تحطم الزجاج، تلاه خطوات ثقيله تقترب من باب الخروج. مد يده الملطخة بالدماء إلى جيبه، وأخرج منديلًا أبيض نظيفًا ليمسحه. ثم أخرج ولاعة وعلبة سجائر، وأخرج سيجارة واحدة بأطراف أصابعه ووضعها بين شفتيه.

حاول جاهداً إشعال فتيل باستخدام ولاعة تحمل شعار نحلة ذهبية، لكن قداحه رفضت التعاون بعناد. وبغض النظر عن عدد المرات التي حرك فيها العجلة الصغيرة، لم تظهر لهب. بدأ الإحباط يتسلل إليه وهو يقوم بمحاولة أخرى عبثية لتوليد شرارة.

ومن زاوية عينه، اكتشف حركة خفية، وظهرت شخصية من الظلال. اقترب بصمت، ورفعا الولاعة، وبضربة ماهرة، أشعل سيجارة له ليأخذ أيثان نفسًا طويلاً.

كان رجل نحيل بنيه ذو قوام مستقيم مع قناع مزخرف كان نصف القناع يشبه رأس أرنب، وكانت أذناه منتصبتين وعيناه واسعتين، لكن الجانب الآخر كان مغطى بمجموعة من الزهور. وقف مرتدي القناع ساكنًا، كشخصية غامضة ومحيرة، وكانت هويته مخفية خلف الرموز المتناقضة للطبيعة والأسطورة.

اخذ ايثان نفخه من سجارته بخفه ولم يهاجم رجل بل منتظر ما سيطلبه الغريب فقال صاحب القناع بهدوء

صاحب القناع : تطلبك السيدة كارمن للحضور الى مسرح فابريسيوس في تمام الساعة الثالثة فجراً

صاحب القناع : تطلبك السيدة كارمن للحضور الى مسرح فابريسيوس في تمام الساعة الثالثة فجراً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

استمر إيثان في الاستمتاع برائحة سيجارته وهو يغلق عينيه. دون أن يراه، وقف الرجل ذو القناع المبهر في مكان قريب، وكان وجوده عابرًا مثل حلم متأخر. بمجرد أن أعاد إيثان فتح عينيه، اختفى الرجل، ولم يترك أي أثر لوجوده. ألقى إيثان نظرة على ساعته، ولاحظ أنه لم يتبق سوى ساعة واحدة حتى الساعة الثالثة. بخطوة حازمة،

واصل طريقه كانت شوارع هاسبيرج الليلية تتلألأ تحت أضواء المدينة المبهرة، فتغمر المناطق المحيطة بها بتوهج نابض بالحياة. وكان المحتفلون يتنقلون، وكانت ملابسهم الملونة تبرز على خلفية من الظلال. وكان بعضهم، وقد بدا عليهم السكر، يتمايلون ويتعثرون في طريقهم، وتنطلق الضحكات من أفواههم. وكان آخرون يحملون همومهم على وجوههم، وكان إجهاد همومهم محفورًا في تعابيرهم. ثم كان هناك أولئك الذين يسيرون جنبًا إلى جنب، ويتبادلون المزاح الخفيف مع رفاقهم، وتملأ ثرثرتهم المبهجة الهواء. حتى انتهت تلك بهرجه المدينة وضوضائها حين تقدم نحو غابه حالكة السواد تتناسب معه

BEYOND LOSSES → وما بعد الخسائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن