ذلك الضوء الذي إجتاز النوافذ..،أصوات الزِحام والناس والسيارت في الأسفل..،ذلك الضجيج الذي وصل إليهم في الطابق السادس..،تلك الأصوات هي أصوات الصباح..،تلك الأشياء هي من تميّز الصباح..لتعلن انه بداية يوم جديد.كان يجلس علي الطاولة في غرفة المعيشة يقرأ الجريدة كعادته كل صباح،بينما كانت زوجته تضع الطعام علي الطاولة لتناول وجبة الإفطار..؛انتهت عبير من إعداد الطاولة ودلفت إلي المطبخ ثم عادت وفي يدها كوب من الشاي الساخن الذي اعتاد زوجها علي إحتسائه مع الفطور.
"اتفضل"
ترك داود الجريدة من يده ووضعها علي طرف الطاولة،ثم تناول منها كوب الشاي مرددا بهدوء:
"تسلم ايدك ياست الكل...،ممكن بقى تروحي تصحي رِجل الكرسي اللي نايم جوه ده"انزعجت عبير من حديثه فقالت:
"اخص عليك ياداود...ماتقولش كده علي الواد""هو انا قولت حاجة غلط..،مش دي الحقيقة..مش هو زيه زي رجل الكرسي في البيت ملوش أي فايدة"
"مش صح ياحج..."
كان هذا صوت موسى الذي خرج من غرفته لتوه وسمع حديثهما الأخير..،نظرا كلاهما إليه فوجدوه يقترب منهما وهو يسترسل حديثه:
"رجل الكرسي ليها فايدة..،يعني حضرتك ماتقدرش تقعد علي كرسي ب ٣ رجول بس..هيقع بيك علي طول..،يبقي رجل الكرسي مهمة ولا لأ؟؟"انهي جملته هو يأخذ قطعة من الخيار من الطبق علي الطاولة،وقام بتناولها وهو ينظر صوب والده ببرود شديد،شعل الاخير يغتاظ منه،وسرعان ماأردف بحنقٍ:
"تصدق معاك حق..رجل الكرسي فعلا ليها فايدة عنك..،أنا آسف إني حطتها في مقارنة معاك..،هي تكسب"تجاهل موسى حديث والده ذاك،ونظر صوب والدته بعيداً عن نظرات والده الغاضب،وتحدث معها:
"صح ياحجة..هو خالي ودلال هيرجعوا النهاردة؟"سحبت عبير مقهد وجلست عليه وهي ترد علي الاخير:
"أيوه هيرجعوا النهاردة إن شاء الله..،أسبوع شهر العسل خِلص خلاص"رد عليها موسى بسخرية:
"مش فاهم شهر عسل ايه ده اللي في اسبوع..،وازاي اصلا!"ترك داود كوب الشاي من يده وردّ علي موسى بحنقٍ:
"بلاش ياض التناكة دي..،بكره نشوف هتودي حبيبة القلب المستقبلية فين.."وضع داود يده علي ذقنه ثم اردف:
"وأدي دقني ايه لو عرفت توديها لمطعم حتي مش شهر عسل ياحيلتها"نظر موسى لوالده ثم أجابه ببسمة جانبية هادئة وثقة باتت واضحة من نبرته الجادة:
"كل بكره هيشوف ياحج أنا هعملها ايه..مش بس حضرتك اللي هتشوف لوحدك"ضحك والده عليه بإستهزاء ثم اردف بسخرية:
"وده هتعمله ازاي بقي ياعين أمك..،من القرشين اللي بتاخدهم من السايبر واللي بتدفع نصهم في الإيجار..،ولا من الفلوس اللي بتاخدها كل فترة مني؟"
أنت تقرأ
موسى
General Fiction"كُنْتِ أكبر أحلامي..واليوم صرتِ أعظم انتصاراتي...وقلبي يشهد أنكِ لطالما كُنتِ أَهَمُّ أُمنياتي" لاتحكم من الكتاب من غلافه..،فالمظهر الخارجي مجرد واجهة يراها الجميع..،أما الجوهر فيشبه قاع المحيط..،فليس الجميع يصل إليه و يري مايخفيه.