الفصل السابع عشر(تُركَ وحيداً مُهاجَر)

152 25 18
                                    

"أقاتلُ كلَّ جبارٍ عنيدٍ __ ويقتلُني الفِراقُ بلا قِتالِ"

-عنترة بن شداد
_____________________

"اللي هقوله دلوقتي هي..هيفاجأك أكيد،بس أنا مقدرتش أحتفظ بي لنفسي..أكتر من كده..،هتحسيه غريب وده حقك،بس أنا عايزك تعرفي إن..إن اللي هاقولهولك دلوقتي حقيقي..حقيقي جدا وطالع من قلبي.."

سكت للحظات يطالعها في صمت وهي تتابعه بترقب للقادم بوجهٍ لم تظهر عليه أي ردة فعل حتي الأن،إلي أن تنهد من جديد ليقطع هذا الصمت ويستأنف حديثه وأخيراً:

"فيروز..أنا..أنا ب.."

انقبضت ملامحه فجأة وتوقف عن التحدث واتسعت مقلتيّه عندما وصل إليه صوت جده يهتف بصوت مرتفع مذعور اخترق مسامعه:

"مصطفى!!"

حدّق بها بصدمة ووجه منقبض،وأنفاس تكاد تنقطع مما يخطر علي باله في هذه اللحظة،لاحظت هي ملامح الذعر والصدمة تلك فسارعت في سؤاله بذعرٍ وخوف:
"مالك ياموسى؟؟ايه اللي حصل؟؟"

ابتلع ريقه وحاول جمع كلماته ليجيبها،فخرجت منها الكلمات برجفة:
"ج..جدي بي.بينادي علي عمي مصطفى"

"مش المفروض عمو مصطفى سافر النهاردة"

"الم..المفروض أه"

"طب ادخل بسرعة شوف اللي حصل!"

أومأ لها بالإيجاب بحركات سريعة ثم هرول للداخل تحت نظراتها القلقة والمتوجّسة،وقد دار في عقلها ألف قصة وقصة بعد حديثه هذا.

بينما الأخر دلف للداخل وهو يردد بهلعٍ:
"ايه اللي حص ياجد.."

انقطعت كلماته واتسعت حدقتيّه عندما رآه يقف أمامه مجاوراً للباب،وهتف بصدمة وغير تصديق:
"عمي مصطفى!!"

تنفس مصطفى هو يوزع نظراته علي والده وموسى ثم تقدم نحوهم وهو يسحب حقائب سفره خلفه ثم وضعهم جانباً واتجه نحو والده حتي توقف في مقابلته وقبل أن ينبس بحرف كان موسى قد سبقه وهتف بإستغراب:
"مش حضرتك المفروض تكون في الطيارة دلوقتي"

نظر مصطفى نحوه وضمّ شفتيه ثم قال:
"المفروض..بس حصل ظرف ومنعني أكون عليها"

لم يفهم أحدهما مايقصده بحديثه المُبهم هذا وظل يتبادلان النظرات معه بجهلٍ وتعجب.
_____________________

كانت تتحرك في غرفتها ذهاباً وإياباً في حالة من التوتر والقلق قد سيطرت عليها بعد ما سمعته منه منذ دقائق،أخذت تفكر فيما قد حدث؟؟،ومامدى سوء الأمر؟؟.

هاجمتها الأفكار السيئة دفعة واحدة وهي تتخيل أسوء القصص،فنفذ صبرها للإنتظار وشرعت في الخروج من الغرفة وهي تقول:
"لا انا مش هقدر استني،لازم أعرف ايه اللي حصل"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 13 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن