الفصل السابع(لقاء طال انتظاره)

495 30 2
                                    

(لكي في قلبي شوق وحنين..جعلني أطالب بلقائكِ في كل حين)

يوم جديد قد أتي..ولكنه ليس أي يوم بالنسبة له..،فلكل منّا يوم ينتظره بفارغ الصبر..،يوم من بين كل الأيام تريده ان يأتي بأسرع مافي الإمكان..،يوم مميز في حياتك..تتمني ان يأتي ويصبح واقع وليس مجرد حلم..،وهذا اليوم قد أتي بالنسبة لبطلنا..،فاليوم يوم اللقاء الذي طال انتظاره..،يوم لقاء من اشتاقت العين لرؤيتها..،ومن طالب القلب بعودتها.

كان يقف امام المرآة يغلق أزرار قميصه الأبيض،والذي ارتدي أسفله بنطال من خامة الجينز الأسود..،وبمجرد أن انتهي بدأ بتصفيف خصلات شعره السوداء...وهو يبتسم بسمة واسعة لم تختفي من علي وجهه بل زادت اتساعاً،وباتت السعادة ظاهرة علي تقاسيم وجهه المشرق.

وضع موسى فرشاة الشعر على المنضدة،وأخذ زجاجة العطر بدلا منها،وقام بالوضع منها على نصف جسده من الأعلي،وبمجرد أن انتهي أعادها مكانها،ثم اقترب بوجهه من المرآة ودقق النظر في عيناه ثم قال:

"واضح عليا اني مانمتش ولا ايه!!.."

ابتعد عن المرآة وهو يحرك رأسه بالنفي مرددا:
"لا لا..مش باين..،محدش هياخد باله إن شاء الله "

أنهي جملته بإبتسامة خفيفة،وشرع في ترتيب ياقة قميصه،ثم ارتدي ساعة يده السوداء وطاقية رأسه التي بنفس اللون والتي نقش عليها باللون الأبيض حرف(M)،وبمجرد أن انتهي خرج من الغرفة واتجه نحو الباب،أمسك بأحد أحذيته،وارتدي واحداً باللون الابيض،ثم شرع في فتح الباب،وخرج من الشقة.

ترجل من علي السلم بخطوات ثابتة،وابتسامة هادئة حتي وصل إلي الطابق الأول وتحديدا ورشة النجارة الخاصة بوالده.

دلف موسى للداخل حيث كان داود ومصطفى شقيقه يجلسان علي مكتب الأول،وحولهما يعمل العمال.

"السلام عليكم"

ردوا السلام عليه جميعا،بينما هو اقترب من مكتب والده الذي سأله بحنقٍ:

"خير!..البيه مشرفنا ليه؟!"

مد موسى يده لوالده مرددا بخبث:
"مفتاح العربية..،أظن أمي قالتلك"

زفر داود بضيق ثم أخرج مفتاح سيارته من جيب عبائته وأعطاها للأخير مرددا بحنقٍ:
"خد..،عالله يحصلها حاجة،أو تنخدش خدش واحد بس"

"ماتخافش عربيتك في أيدي أمينة..،ايدك بقي علي ٢٠٠ جنيه "

"وده ليه ان شاء الله؟!"

"لزوم تنضيف العربية..أصل شكلها يقرف بصراحة..ومترّبة جدا"

"مش مترّبة ولا حاجة أنت اللي عايز تلهف الفلوس لنفسك"

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن