-الأمر أشبه بأنني أريدك أن تعلم،ولا أود إخبارك.
"جبران خليل جبران"
_____________________أراد أنا يطمئن عليها بهذا السؤال،أراد أن يعرف إذ كانت بخير أم لا بعد كل مامرت به اليوم،فاليوم كان عصيب عليها أكثر منه حتى وهو يدرك هذا جيداً،لذا اهتم بمعرفة حالها والإطمئنان عليها أكثر من نفسه،ولكن كل ماحصل عليه بعد كلماته تلك كان سؤال أخر تفوهت به،أو الأصح كان طلب:
"ممكن أسالَك سؤال؟؟"
لم يفكر كثيراً بل أومأ لها سريعاً بالإيجاب مع قوله الرتيب:
"أكيد""أنتِ اتجوزتني ليه؟؟..علشان شفقان عليا صح؟؟"
وهنا كأنها ألقت عليه صخرة من قمة جبل،صخرة كبيرة الحجم سبق له أن رأها،وكان علي علم أنها في أي وقت ستسقط عليه،لذا كان متأهب لهذه اللحظة ومستعد لها..
أخرج شيهقاً عميقاً وهو يطالع يديّها التي دُفنت بين كفيّه،ثم رفع عينه لتتلاقى مع عينيها التائهة مرة أخرى،وابتسم لها بسمة هادئة لم تفهمها ولم تدرك سببها،ولكن لم تفكر في هذا كثيراً بل انتبهت له سريعاً عندما قال:
"أنتِ تعرفى ايه الفرق بين الحب والشفقة؟؟"
تفاجأت من سؤاله وقبل أن تبدأ التفكير في الإجابة وجدته يسترسل حديثه بقوله الهادئ:
"الشفقة هي إنك تتعاطف مع شخص معين وتحس بالحزن عليه،وتدرك حجم الألم والمعاناة اللي هو عاشها أو بيعيشها،والرغبة إنك تساعده وتدعمه وتخفف عنه..،أم الحب بقا فهو مودة،واحترام واهتمام بالشخص ده،الحب مابيوقفش عند إنك عايز تساعده وبس لأ،الحب إنك تحس بالفرح في قربه وتبقى عايز تشاركه في زعله وفي سعادته،وتبقى عايز تكون معاه علي طول..تكون قريب منه دايماً..،وأنا بقا مش هكدب عليكِ،أنا لما سمعت عنِّك شفقت عليكِ،بس لما شفتِك حبيتِك"تفاجأت من صراحته وخاصة جملته الاخيرة التي عبّرت عما شعر به تجاهها،ولم يتوقف عند هذا الحد بل أضاف بنفس الوتيرة:
"أنا لما سمعت عنك وعن وضعك من الشيخ "سالم" شفقت عليكِ بجد،والسبب إن حالتك فكرتني بحالة والدتي لما بابا طلقها وسافر وسابنا أنا وهي،زعلت عليكِ رغم إن ماعرفكيش،وجالي فضول تجاهك وبقيت عايز أتعرف عليكِ،عايز أقرب منك وأساعدك،ففكرت وماأخدتش وقت كتير في التفكير وقررت إني أتقدملك،أخد الريسك وياصابت ياخابت،وأنا سبق وقلتلك الكلام ده يوم كتب كتابناً،المهم بقا لما جيت..وأول ماعيني وقعت عليكِ..قلبي حبِّك،وشارو عليكِ واختارك قبل ماأتكلم أنا وأختارك..،ارتاحلك..من أول نظرة ارتاحلك..عرف إنك إن اللي هتمليه وتريحه وتطمنيه،عِرف إنك أنت اللي تستاهله حبه..،فحبك وأنا حبيتك وبقيت مُتيّم بكِ مش شفقان عليكِ..،وصدقيني الكلام ده طالع من قلبي ليكِ ياليلى..،أنا دلوقتي عايز أكون جنبك عايز أعوضك عن كل اللي عشتيه،عايزك تثقي فيا..وتحبيني زي ماأنا بحبك"
أنت تقرأ
موسى
Ficción General"كُنْتِ أكبر أحلامي..واليوم صرتِ أعظم انتصاراتي...وقلبي يشهد أنكِ لطالما كُنتِ أَهَمُّ أُمنياتي" لاتحكم من الكتاب من غلافه..،فالمظهر الخارجي مجرد واجهة يراها الجميع..،أما الجوهر فيشبه قاع المحيط..،فليس الجميع يصل إليه و يري مايخفيه.