الفصل السادس عشر(غريقٌ في بحرٍ أفكاره)

185 17 24
                                    

-أريد أن أقول الكثير
والكثير من الكلمات،
ولكن أخشى أن أخسركِ
إذا تفوهت بها،
وأُصبح لكِ مجرد صديق
كان لديكِ معه ذكريات.
_____________________

"أنا عايزة أفهم إزاي يحصل كل ده ومحدش فيكم يفكر يقولي!!"

نبست تلك الكلمات بغضبٍ وإستياء بعدما علمت منه ماحدث ومامر به اليوم،بينما هو زفر بضيق بسبب حديثها الذي كررته علي مسامعه أكثر من مرة منذ وصوله،وحرك رأسه يميناً وهو يتأفف بضجرٍ،فأمسكت هي بذقنه ووجهته نحوها لتضع له الدواء علي جرح فمه مع قولها الجاد:

"بصلي هنا!!"

زفر بقوة واستغفر في سره محاولاً تهدئة أعصابه،ثم أمسك بيدها التي تضع بها الدواء وأبعدها عن فمه مرددا بضجرٍ:
"كفاية بقا أبوس ايديك،بقالك ساعة بتحطيلي مرهم علي جرح قد النملة أومال لو كانت شفتي مفتوحة كنت عملتي ايه!!"

"بعد الشر عنك،الحمد لله إنها جات لحد كده"

مسح وجهه بإستياء وهو يقول:
"استغفر الله العظيم"

وضعت دلال الدواء علي المنضدة الصغيرة أمامهما ثم عادت للأخير وهو تردد بإستياء:
"برضه عايزه أفهم إزاي محدش يقولي اللي حصل!!،هو أنا علشان بعدت عنكم كام دقيقة تنسوا إن موجودة ومحدش فيكم يعبرني ويتصل بيا يقولي اللي حصل!!"

"الصبر يارب"

"رد عليا!!"

فقد أعصابه من صرختها تلك فهتف بنفاذٍ صبر:
"أرد أقول ايه بس مش فاهم أنا!!،هو حد كان رايق أو فاضي يتكلم أصلا،دي أمي نفسها ماعرفتش غير لما رجعت من عندك"

اقتعنت بحديثه وانطفأ لهيب غضبها قليلا فتحدثت بنبرة أهدأ من سابقتها:
"أكيد داود اتخانق معاك مش كده؟؟"

"أكيد طبعاً،دي فيها جدال"

"علشان كده كنت عايز تتكلم معايا؟؟"

سكت وذاب بروده،ثم تنهد ورد عليه بيأسٍ وأسى:
"لا..،عايز أتكلم معاكٍ في حاجة تانية،حاجة ماقدرش أتكلم عنها غير معاكٍ وبس"

فهمت مايقصده بحديثه ووصل إليها شعور الحزن الذي اجتاح قلبه،فتنهدت ثم قال بنبرة هادئة رتيبة:
"موضوع فيروز مش كده؟؟"

أومأ لها بالإيحاب وهو ينظر لكفيه الذي ضمهما أمامه بقوة،ثم نظر إليها وقال:
"هتسافر..هتسافر بعد أسبوع بس،عمي يحيى كان عايزهم يسافره بعد بكره بس هي وخالتي نادية أصرّوا عليه يفضلوا أسبوع كمان..،يعني هي هتمشي تاني بعد أسبوع،يعني مش هشوفها تاني خلاص"

"المفروض إن أنت عارف إنها من أول مارجعت وهي هتسافر تاني،يعني مش هتفضل هنا علي طول،وأنا قولتلك أول يوم رجعت فيه إنك لازم تتستعجل لو هتعمل حاجة قبل ماالوقت يجري من ايديك،ووقتها أنت قولت إنك عايز تفرح برجوعها في الوقت الحاضر،وبعدين هتبقى تفكر،وادينا دلوقتي في بعدين وأنت لسه مش عارف هتعمل ايه"

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن