الفصل الأول(ذكرى وفاة)

4.1K 71 11
                                    

-قصة جديدة تُكتب...

*قبل القراءة أود توضيح شيء هام...
ستجد الشخصيات كثيرة جدا ويصعب حفظهم ولكن ليس عليك ذلك لأن أغلبهم  شخصيات ثانوية،ولكن ليس جميعهم،ومع ذلك كل مع عليك ان تفعله هو التركيز على الأسماء التي تكرر كثيراً،هذا فقط ليس أكثر.

صلي علي رسول الله...

وقراءة ممتعة...
_____________________

هنا،في قلب هذه الحارة الشعبية،التي تضج بالحياة وتنبض بالحكايات،يقف هذا المنزل العتيق شامخًا بستة طوابق،كل طابق منه يحمل في طياته قصةً وأسرارًا،تتشابك فيها الأجيال وتتلاقى فيها الأفراح والأحزان.

الطابق الأول ليس مجرد طابق،بل هو قلب العائلة النابض،حيث ورشة النجارة التي تُعتبر المهنة الأساسية للأسرة،ورثها الأبناء عن الأجداد،وصارت مصدر رزقهم وعنوان مهارتهم. صوت المطارق والمناشير يملأ المكان صباحًا،ليعلن بداية يوم جديد من الكدّ والعمل.

الطابق الثاني يحتضن كبير العائلة،الحاج محمد عمران،الذي تجاوز الثمانين من عمره،لكنه لا يزال يتمتع بصحة يحسده عليها كثير من شباب اليوم. رجل ذو هيبة ووقار،يجلس في شرفته كل صباح يحتسي شايه ويتابع بحكمة ما يدور حوله،وكأن الحارة كلها جزء من حكايته الطويلة.

الطابق الثالث يسكنه الابن الأكبر أحمد،ذو التسعة والخمسين عامًا،وزوجته منيرة،بعد أن استقل أبناؤهم الثلاثة "بلال،فادي،ويمنى" في بيوتهم الخاصة. فرغم هدوء الطابق بعد رحيل الأبناء،إلا أن أصداء ضحكاتهم وذكريات طفولتهم ما زالت تحوم في الأرجاء.

الطابق الرابع كسابقه،إذ يسكنه محمود،الابن الثاني للحاج محمد،والبالغ من العمر سبعة وخمسين عامًا. يعيش مع زوجتيه هبة ورفيدة،بعد أن تزوج أبنائه الأربعة؛ "عزت ونورهان" من زوجته الأولى،"مريم وكريم" من زوجته الثانية.

أما الطابق الخامس،فهو كئيب على غير عادته،بابه مغلق ونوافذه موصدة،بعد أن هجره صاحبه مصطفى،الابن الثالث للعائلة،عقب طلاقه وسفره إلى الخليج بحثًا عن مستقبل جديد. لم يتبقَ من وجوده سوى بعض الأثاث المغطى بالغبار،وصور قديمة تروي حكاية رجل رحل تاركاً ذكرياته هنا.

وأخيرًا،الطابق السادس،حيث يقيم الابن الأصغر داود،البالغ من العمر خمسين عامًا،مع زوجته عبير وابنهما الوحيد موسى.

هكذا،يقف هذا البيت العتيق شاهدًا على حكايات أهله،بين الأفراح والمآسي،بين الذكريات والآمال،حيث تتداخل الأيام وتمضي الأعوام،لكن الروابط تبقى،كما تبقى جذور هذه العائلة ممتدة في أعماق هذه الحارة الشعبية،التي لا تعرف سوى الدفء والانتماء.

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن