الفصل الثاني عشر(ليس غريباً!)

193 11 12
                                    

هناك مشاعر تولد..
ومشاعر تتبدد..
ومشاعر تتجدد..
_____________________

كلمة!
مجرد كلمة تفوه بها جعلتها تغرق في ذكريات قد مضت،لتجد سبباً لهذا الإعتذار المفاجئ،ولكن عندما فشلت في ذلك،لم تجد حلاً إلا سؤاله.

"دلال!"

وضعت القماشة في المياه وأخذت بضغطها وهي تجيبه ببسمة هادئة لإدراكها لحالته تلك:
"نعم!"

اتتها الإجابة سريعة منه وهو يغمض عينه مرة أخري:
"أسف"

اختفت ابتسامتها وتشنجت ملامحها وتوقفت عما تفعله،ورمقته بدهشة واستغراب بعد كلمته تلك والتي لم تسمعها منه منذ وقت طويل وخاصة بهذه الجدية..؛بدأت التساؤولات تكثر في عقلها بعد هذه الكلمة بالتحديد،وكان أهمهم..لما ومن أجل ماذا هذا الإعتذار؟!.

ظلت تطالعه في صمت وتعجب لثواني معدودة،حتي اتخذت الخطوة وشرعت في سؤاله بنبرة هادئة:
"ليه؟!..بتعتذر ليه؟؟،وعلشان ايه؟؟"

لم تصل إليها إجابة منه،فوضعت يدها علي ذراعه وأخذت تناديه:
"موسى!..موسى!"

استيقظ وأخيراً علي صوتها،وأجابها دون أن يفتح عينيه:
"نعم!"

أبعدت يدها عنه وصمتت لثواني ثم أردفت:
"بتتأسف مني ليه؟!"

فتح عينه قليلا بتعب وأردف بإرهاقٍ:
"مين اللي اتأسف؟؟"

"أنتَ..،أنتَ من شوية اتأسفت..،قلت أسف"

"قلت أسف ليه؟؟"

"ماأنا بسألك"

حرك رأسه بالسلب تزامناً مع قوله:
"أنا معرفش،معرفش مين اللي اتأسف،ومعرفش ليه،أنا عايز أنام بس..،سبيني أنام"

أنهي جملته وهو يغلق عينه مجددا،وغط في نوم عميق بسبب تعبه الشديد؛بينما هي استمرت في الحفاظ علي هدوءها وثابتها،ولم تضغط عليه ليجيبها،فهي تدرك وضعه وحالته هذه جيدا.
ارتسمت علي وجهها بسمة صغيرة وهي تستعيد إحدي ذكرياته معها...

Flashback (قبل 13 عام)

دلف إلي شقته وهو يحمل حقيبة بلاستيكية منتفخة قليلا؛ثم نزع حذائه واتجه نحو غرفته ودلف إليها،وما إن وقعت عينه عليها وهي تجلس علي فراشه وحولها الكثير من الكتب،تحدث بحنقٍ:

"يعني أنتِ سايبة العمارة كلها وقاعده تذاكري في أوضتي!"

طالعته ببسمة هادئة وهو تجيبه بنبرة واثقة امتزجت بالتحذير له:
"عندك مانع"

حرك راسه بالنفي تزامناً مع قوله بلينٍ،ونبرة تنافت مع سابقتها:
"لأ،خدي راحتك خالص"

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن