︱09︱كُن عَائلتِي

577 92 37
                                    

..



كيفِ يمكن للمرء أن يفقد القدرة على الحبِّ في طريق البحث عنه ... كيف يمكن للمرء ان يمس القطعة التي كانت أغلى ما يملك ، كيف؟.. ذلك السؤال تكرر في رأسي حتى شعرت بألم احتراقه دون النجاح في الحصول على اجابة...

أردت أن أصرخ و أبكي .. أن أخبرهم أني لم أعد أستطيع تحمل هذا.. ان كان الموت ما يرغبون به، فاليسمحو لي بالحصول عليه...

لما يتصرفون بتلك الأنانية والجشع؟.. لما؟.. هل لأني استحق هذا... لكن ماذا فعلت لأسلتحق؟.. تلك الصفعة!!..

تلك كانت موجة من السكاكين التي غرزت عميقا هنا...

وضعت يدي على موضع قلبي اتحسسه.. أشعرُ به ينزف رغم أنه يبدو بخير... ذلك النزيف الذي يحفر عميقا...

منذ الصباح وانا في هذه الغرفة..

غرفة شهدت معاناتي ولازالت تحتويني بكاملي صراخي المكتوم .. صراخي الذي عجزت عن اخراجه حتى امامهم صباحا.. صراخ إن أخرجته متأكدة أني سأشارك معهم لهيبا يحرقهم بسبب كمية الشرار اليت تحتويها الكلمات ...

هل سبق وان شعرت بالخيبة من شخص ظننت لوهلة انه ليس كما يبدو...
وانه لربما هنالك تفسير له.. وضعت له تفسير.. أجل وضعت .. وضعت ألف حجة وتفسير في دواخل عقلي لذلك الذي يسمى ابي...

ظننت انه يحبني ولو قليلا في اعماقه.. فلقد فقدت املي بتلك التي دعوتها امي ودعتني عدوتها ..

تلك التي انجبتني من رحمها ولم ترحمني ..

"من يعلم ماذا فعلت" .. كلمات لاذعة تصيبني بالغثيان.. لما اتسائل.. ان كانت والدتك مريضة نفسية مثل تلك لا داعي لإلقاء اعذار واهية...

ان تكون مولودا في يوم بشع يذكر احدا بذكرى بشعة ليس مبررا ليكرهك؟ ... لكنه كان دافعا قويا يجعل تلك التي تظهر امام الملئ  بابتسامتها اللطيفة مخبئة وحشيتها داخل احشاءها منتظرة اياي لتخرج كراهية اتجاهي اردت ان تقتلني لأتخلص منها..

سماع  بضع دقات على باب غرفتي جعل جسدي يرتعش... ليس من الخوف فقد أكل اضلاعي من داخلي .. وانما من الألم .. ارتعاش حزين يظهر كم اني وصلت لمرحلة تمنيت الموت فيها وكرهت ذلك الذي اوقف عمليتي... اوقف شيئا كان ليخلصني من حياة دمرتني ودمرت مستقبلي...

تقدمت من الباب بخطوات بطيئة متعبة من حياة انهكتني  ..

كل خطوة اشعر ان الألم يتضاعف في داخلي واشعر برغبة في القاء نفسي في حضن شخص ما وابكي.. ابكي حتى يخرج الدم من عيوني ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كيف تتغير المسارات || How Paths Changeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن