.......
بعد يوم طويل من التدريب مع غوجو، قررت ليلاف العودة إلى منزل "والدها". رغم أنها كانت تشعر بغربة شديدة تجاه هذا العالم، كان شيء ما فيها يدفعها للاستمرار. كان هناك شيء يربطها بذلك الرجل الذي ادعى أنه والدها، ورغم شكوكها المتواصلة، لم تستطع التخلص من شعور غريب في أعماقها.
عند وصولها، كان الرجل في انتظارها في المدخل، وجهه يحمل تعبيرًا قلقًا، كأنه كان يتوقع وصولها في أي لحظة.
"أين كنتِ؟" سأل بصوت منخفض، ولكن مليء بالقلق.
"كنت أتعلم." قالت ليلاف ببساطة، بينما كانت تحاول تجنب النظر في عينيه. كانت تعلم أن نظراته الثقيلة كانت تحمل الكثير من الأسئلة التي لم تكن مستعدة للإجابة عليها.
أمسك الرجل بذراعها بلطف، وهو يوجهها إلى الداخل. "أنتِ بحاجة للراحة، ليلاف. كنتِ تمارسين الرياضة طوال اليوم. يجب أن تستعيدي طاقتك."
شعرت بشيء من الارتباك عند لمسه لها، لكن كان عليه أن يلمسها ليقودها إلى الداخل. ومع ذلك، ابتعدت عن يده بسرعة فور دخولها المنزل، وأخذت نفسًا عميقًا.
"لم أطلب منك مساعدتي." قالت بنبرة حادة، لكنها كانت محاولة لإخفاء الشعور بالعجز الذي كان يغمرها.
أوقف الرجل نفسه للحظة، ثم قال بصوت هادئ: "أعلم أنكِ قد تشعرين بذلك، لكنني هنا لأساعدكِ. لأنكِ ابنتي."
"أنت لا تعرفني." قالت ليلاف وهي تلتفت بعيدًا عنه.
لكن الرجل لم ييأس، بل استمر في مراقبتها بعينين مليئتين بالقلق والحب. "كنتِ طفلة صغيرة عندما رحلتِ عني. لكنني ما زلت أتذكر كل شيء. أريدكِ أن تكوني بخير، ليلاف."
كانت هذه المرة الأولى التي تسمع فيها كلمات من شخص يعتبر نفسه والدها، لكن الحقيقة هي أنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت هذه الكلمات تعني شيئًا لها أم لا.
"أريد فقط أن أعود إلى حياتي." قالت بصوت خافت، دون أن تنظر إليه.
لكن الرجل لم يُظهر أي علامة على الإحباط، بل اكتفى بالابتسام بلطف. "سأكون هنا مهما كان. وإذا كنتِ بحاجة للوقت، سأمنحكِ كل ما تحتاجين إليه."
ليلاف في مواجهة ماضيها...
في الأيام التي تلت ذلك، كانت ليلاف تتجنب الحديث الكثير مع الرجل. كان يلتزم الصمت في معظم الأوقات، تاركًا لها المجال لتفكر في ما يمكن أن يحدث. ورغم أنها بدأت تشعر بشيء من الراحة بالقرب منه، كانت أسئلتها تتزايد أكثر من أي وقت مضى.
كانت تتساءل عن سبب وجودها في هذا المكان، ولماذا كانت تشعر بهذه الغربة العميقة في كل زاوية من هذا العالم الغريب. وفي نفس الوقت، كانت هذه الأسئلة تثير مشاعرها في مواجهة ماضيها الذي كان يحمل الكثير من الألم.
في إحدى الأيام، بينما كانت تجلس في الحديقة خلف المنزل، لاحظت الرجل وهو يقترب منها. هذه المرة، لم يمد يده إليها، بل اقترب بصمت وجلس بجانبها.
"هل تريدين التحدث عن شيء ما؟" سأل بهدوء.
فكرت ليلاف للحظة، ثم أجابت بنبرة منخفضة: "لماذا أعود إلى هنا؟ ماذا يحدث لي؟"
نظر إليها الرجل بقلق. "ليلاف، الحياة ليست دائمًا كما نتوقع. أحيانًا نواجه تحديات لا يمكننا فهمها. لكنني هنا من أجل مساعدتكِ."
كان صوته هادئًا، لكنه مليء بنية صادقة. كان يحاول أن يخفف من قلقها، لكنه لا يعرف تمامًا كم كانت تعاني.
"لا أريد أن أكون هنا." قالت ليلاف، عيونها تملؤها الحيرة والقلق.
ولكنه لم يرد، فقط بقي صامتًا بجانبها. كان يعلم أن الكلمات لا تكفي في بعض الأحيان.
"أنا لا أريد أن أكون هنا." كررت بصوت أكثر إصرارًا.
لكن في أعماقها، كانت تعرف أنه مهما حدث، لم يكن هناك خيار سوى مواجهة هذا الواقع الغريب.
............
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
General Fiction"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...