..............مرت الأيام، ومع مرور الوقت، بدأت مشاعر غوجو ساتورو تجاه ليلاف تتضح أكثر. كان في البداية يحاول أن يتجاهل هذا الشعور، لكن لا شيء كان يسير كما كان يخطط له. كان هناك شيء في طريقة حديثها، في نظراتها، في صمتها الذي كان غالبًا ما يحيط بها، جعل قلبه ينقبض بشدة. كانت ليلاف بالنسبة له لغزًا معقدًا، شخصًا لا يستطيع فك شفراته بسهولة.
في إحدى الأيام، بعد مهمة أخرى ناجحة، قرر غوجو أن يقترب منها أكثر. كان فريقه قد عاد إلى المعهد بعد القضاء على لعنة خطيرة، وكانت ليلاف تجلس وحدها في أحد أركان المركز، كما كانت تفعل في أغلب الأحيان. كان غوجو قد لاحظ أنها بدأت تنسحب أكثر، بعيدًا عن الجميع. كان يراها تغرق في صمتها، وتبقى بعيدة عن المحادثات التي تدور بين أعضاء الفريق.
اقترب منها بهدوء، وجلس بجانبها دون أن يقول كلمة. في البداية، كان صامتًا، يتأمل في تفاصيل وجهها، وفي عينيها التي كانت مليئة بالأفكار التي لم تكشف عنها بعد. ثم، وفي محاولة لكسر الصمت، قال بنبرة هادئة، "أنتِ صامتة جدًا اليوم، هل كل شيء على ما يرام؟"
ليلاف نظرت إليه بتعب، ثم ابتسمت ابتسامة غير مكتملة، كما لو أنها تحاول إخفاء شيء ما. "نعم، كل شيء بخير، فقط... أحتاج بعض الوقت."
فهم غوجو من نظرتها ومن الكلمات التي قالتها أنها كانت بحاجة إلى بعض المساحة، ولكن شعورًا غريبًا كان يزداد في قلبه. كان يعرف أن هناك شيئًا أكبر من مجرد الراحة أو الوقت للراحة. كانت هناك أحاسيس مختلطة في عينيها، وكان يعلم أنها ليست بخير. ربما كانت تحاول إخفاء شيء عن الجميع، لكن غوجو شعر بذلك بوضوح.
بينما كان يحاول فهم هذا الوضع، دخل ميغومي ويوجي إلى الغرفة، وجلسوا بالقرب منهم، محاولين جعل الجو أخف وأكثر حيوية. ومع ذلك، كان غوجو لا يزال غارقًا في أفكاره، يراقب ليلاف من بعيد. شعر بأنها كانت تحاول أن تبني جدارًا بينها وبين الجميع، بما فيهم هو، وكان ذلك يؤلمه بطريقة غير متوقعة.
وفي تلك اللحظة، تذكر شيئًا عن نفسه، شيئًا كان قد نسيه منذ فترة. كان غوجو لا يحب أن يشعر بأنه ضعيف، وكان دائمًا يحاول أن يظل بعيدًا عن مشاعره، لا يريد أن يترك نفسه مفتوحًا لأي نوع من الألم أو الخيانة. لكن مع ليلاف، كانت الأمور مختلفة. كان يشعر بشيء غريب داخل قلبه، وكان يعلم أنه يجب عليه مواجهة هذا الشعور، مهما كان مؤلمًا.
كان غوجو يراقبها بعينين شاردتين، وأخيرًا قرر أن يعبر عن شعوره، حتى لو كان ذلك سيجعل الأمور معقدة أكثر.
"أنتِ مشغولة كثيرًا في تفكيرك هذه الأيام." قالها وهو يراقبها بعناية، محاولًا كسر حاجز الصمت بينهما. "إذا كنتِ بحاجة لشخص لتتحدثي معه، أنا هنا."
نظرت ليلاف إليه، كان هناك شيء في عينيها. شيء يمكن أن يكون مألوفًا، لكنها لا تريد أن تعترف به بعد. "أنا لا أحتاج أحدًا، فقط بعض الوقت لأفهم الأمور." كانت كلماتها قاسية بعض الشيء، لكن غوجو كان يعلم أنها لا تعني ذلك تمامًا.
"لكنني هنا إذا أردتِ التحدث." قالها بابتسامة صغيرة، رغم أنه كان يشعر بشيء في قلبه لا يستطيع تفسيره.
كان هناك لحظة صمت بينهما، وعندما حاول غوجو الابتعاد، شعرت ليلاف بشيء غريب في قلبها. كانت كلمات غوجو، رغم بساطتها، قد أحدثت تأثيرًا عميقًا في أعماقها. كانت تحاول إخفاء مشاعرها، لكنها كانت تبدأ في الشعور بشيء أكبر مما كانت تتخيله. شعور بالراحة، شعور بالقبول. شعور بأنها قد تجد في هذا العالم، حتى لو كان وهمًا، مكانًا تستطيع فيه أن تكون نفسها، حتى لو كانت لا تزال تكافح مع نفسها.
ومع مرور الأيام، بدأت ليلاف تتجنب المزيد من التلامس مع غوجو، لكنها كانت تبدأ في فحص كل لحظة تمر بينهما. كانت تدرك أن هناك شيء غريب بينها وبينه، شيء كان يختبئ خلف جدار صلب من اللامبالاة الذي بنته حول نفسها. لكن كان غوجو أيضًا يدرك شيئًا آخر، أنه بدأ يحبها أكثر من أي وقت مضى، وأصبح يعاني من ذلك الخوف العميق من أن يتركه أحدهم، تمامًا كما تركه غيتو في الماضي. ومع ذلك، كان شيئًا ما في قلبه يدفعه إلى أن يظل بالقرب منها، حتى وإن كان ذلك يعذب قلبه.
.................
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
General Fiction"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...