كان الجو في قاعة التدريب مشحونًا بطاقة عميقة، بينما كانت ليلاف تركز على الحركات التي كان غوجو يوجهها لها. مع مرور الوقت، بدأت تشعر ببعض التحسن، على الرغم من أن كل خطوة كانت تجلب لها شعورًا بالمرارة والحيرة. كانت الحركة تتطلب الكثير من القوة والتركيز، ولكنها كانت تشعر أن شيئًا ما يعوقها، كأنها ليست هنا بالكامل.
غوجو كان يقف أمامها، وعيناه تراقبان كل حركة من حركاتها. كان يبدو هادئًا كعادته، ولكنه كان يدرك تمامًا أنه في بعض اللحظات يحتاج إلى المزيد من الجهد لإيصالها إلى المستوى الذي يتطلبه هذا العالم. لم يكن يفكر في ليلاف كطالبته العادية، بل كان يشعر أن هناك شيئًا غريبًا حولها. كانت محاولاتها مشوبة بالحذر، وكأنها تحاول حماية شيء ما داخلها.
"أنتِ تركزين جيدًا اليوم." قال غوجو أخيرًا وهو يبتسم برقة، لكنه لاحظ التوتر الذي لا يزال يسيطر على جسدها.
ردت ليلاف ببرود: "أحاول أن أتعلم. لكني لست متأكدة من أن هذا العالم هو ما أريد أن أكون فيه."
غوجو كان يراقبها بعناية، يحاول أن يفهم لماذا تتصرف بهذه الطريقة. كانت هناك لحظات من الضعف تظهر في تصرفاتها، لكنه لم يكن قادرًا على الوصول إليها بشكل كامل. مع ذلك، كان يدرك أن ما تحتاجه ليس مجرد تدريب، بل دعمًا عاطفيًا لم تفصح عنه بعد.
"أنتِ ستجدين طريقك في النهاية، لكن عليكِ أن تتركِ الماضي خلفك." قال غوجو، وهو يغمز بعينه ويغير الموضوع بسرعة: "الآن، دعينا نبدأ التدريب مرة أخرى."
في تلك اللحظة، دخل ميغومي القاعة بهدوء، وهو يراقب ما يحدث. كان يبدو عليه الفضول، خاصة بعدما رأى تدريبات ليلاف مع غوجو. كان يعلم أن غوجو لا يتعامل مع أحد بهذه الطريقة إلا إذا كان هناك شيء مهم.
"غوجو، عندي سؤال." قال ميغومي وهو يقترب منهم.
نظر غوجو إليه بملل، لكنه أجاب بسرعة: "ما الأمر؟"
ميغومي كان يقف هناك قليلاً، يدرس الموقف بتمعن. كان قد لاحظ شيئًا غريبًا في طريقة تعامل غوجو مع ليلاف. كان هناك شيء لم يكن واضحًا له بعد، لكن الأجواء بينهما كانت مختلفة عن أي تدريب آخر شهده.
"أريد أن أسأل عن ليلاف." قال ميغومي أخيرًا، وهو يوجه نظره إلى غوجو. "هل هي جزء من الفريق الآن؟"
غوجو نظر إلى ميغومي لفترة طويلة، ثم ابتسم بتكلف، كما لو أنه قرر أنه حان الوقت ليفتح الأمور أمام الجميع. "نعم، ليلاف ستنضم إلى الفريق. حان الوقت لكي تعرفي باقي الطلاب هنا."
توجه غوجو نحو ليلاف، وهو يقف بالقرب منها. "اليوم، ستكونين جزءًا من شيء أكبر. سأقدمك لزملائك الجدد."
نظرت ليلاف إلى غوجو بترقب، ثم ابتعدت قليلاً. لم تكن جاهزة لذلك. فكرة الانضمام إلى مجموعة أخرى من الأشخاص كانت تجعلها تتردد. كانت دائمًا تفضل العزلة، وكانت تشعر بعدم الارتياح عندما تكون محط أنظار الآخرين.
غوجو لاحظ ترددها، لكنه لم يعلق. "هيا، ليلاف. الوقت قد حان. لدينا مهام كبيرة في المستقبل، وأنت بحاجة إلى الفريق."
كانت خطوات ليلاف ثقيلة، لكن بعد أن أخذت نفسًا عميقًا، تابعت السير خلف غوجو نحو الباب الذي فتحه على مصراعيه.
في الغرفة التالية، كانت هناك مجموعة من الطلاب، يتدربون ويبحثون في بعض الكتب. عندما دخلوا، توقفوا جميعًا ليتفرجوا على ليلاف.
"هذه هي ليلاف." قال غوجو بثقة. "أردت أن تعرفوها. ستكون معنا في المرة القادمة عندما نواجه تحديات جديدة. كلكم سيحتاجون للتعاون، بما أن كل واحد منكم لديه قوة مختلفة."
ألقى ميغومي نظرة على ليلاف، وقال بابتسامة خفيفة: "أهلاً بكِ في الفريق، رغم أننا لا نعرف الكثير عنك."
بقيت ليلاف صامتة، متفاجئة نوعًا ما من تفاعلهم الهادئ. كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها شيء من الراحة بين مجموعة من الأشخاص، لكن في داخلها كان هناك شيء لا يزال يشير إلى أنها لا تنتمي تمامًا لهذا المكان.
"أهلاً." قالت بصوت منخفض، وهي تتحاشى النظر في عيونهم.
بينما كانت تقف بجانب غوجو، شعر الأخير بشيء غريب يتسلل إليه. كانت ليلاف لا تزال تحتفظ ببعض الحواجز، حتى في مواجهة هذه المجموعة التي كانت من المفترض أن تكون جزءًا منها. لكن غوجو كان يعلم أن الوقت سيأتي عندما تبدأ هي نفسها في الانفتاح. قد لا تكون مستعدة الآن، لكن في المستقبل، سيكون لكل شيء وقته.
التدريب بدأ يأخذ طابعًا أكثر جدية.
غوجو بدأ يوضح لكل من الطلاب الآخرين كيفية التنسيق مع ليلاف. كانت تركز جيدًا في التمرينات، لكن أعينهم عليها كانت ثقيلة. كان عليها أن تتعلم كيف تبني ثقتها مع الجميع، وأنها ليست وحدها في هذا العالم الغريب.
في تلك اللحظة، شعر غوجو بشيء غريب يمر بداخله. كانت ليلاف أكثر من مجرد طالبة جديدة. كان هناك شيء في قلبه لا يستطيع تفسيره بالكامل، لكن كلما رآها تقاوم هذا العالم بكل قوتها، كلما أصبح أكثر فضولًا تجاهها.
..........
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
Tiểu Thuyết Chung"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...