........
تبعته ليلاف عبر الممرات، خطواتها مترددة، لكن عينيها تراقب كل شيء بحذر. لم يكن لديها فكرة واضحة عما يخطط له غوجو، لكنها لم تستطع تجاهل شعور داخلي بأنها بحاجة لمعرفة المزيد عن هذا العالم، حتى لو كان ذلك يعني التعامل مع شخص غريب الأطوار مثله.
"إلى أين تأخذني؟" سألت أخيرًا، محاولة أن تحافظ على نبرة صوتها هادئة وغير متوترة.
التفت غوجو نحوها بخطوة مفاجئة، مما جعلها تتراجع خطوة غريزيًا. رفع يديه مستسلمًا بابتسامة مرحة وقال:
"واو، لا داعي لأن تكوني متوترة. أنا لا أعض، إلا إذا طلبتِ ذلك."
عبست ليلاف، ولم ترد.
"حسنًا، حسنًا." قال وهو يعيد يديه إلى جيبيه. "أنتِ بحاجة إلى تدريب عملي، وصدف أن لدي فكرة عبقرية!"
"تدريب؟" سألت وهي ترفع حاجبها.
"بالطبع. لن تفهمي هذا العالم إذا كنتِ عالقة في المكتبة تقرأين كتبًا طوال اليوم. الوقت لتجربة شيء حقيقي."
تابعته بصمت إلى أن وصلا إلى قاعة تدريب ضخمة. الجدران كانت مبطنة، والأرضية مصنوعة من مادة تشبه المطاط. هناك عدة أدوات متناثرة حول القاعة، لكن الشيء الوحيد الذي جذب انتباهها كان الساحة المفتوحة في المنتصف.
"هذا المكان مخصص لتدريب الشامان المبتدئين. لكن بما أنكِ جديدة تمامًا، سأبدأ معكِ بشيء بسيط."
توقفت ليلاف في مكانها، وحدقت به بشك.
"أعتقد أنك تسرعت قليلاً. أنا لست هنا لتعلم القتال."
"وهذا ما يجعل الأمر أكثر إثارة!" قال بابتسامة عريضة، وهو يشير لها بأن تتبعه إلى الساحة.
"لن أشارك في أي شيء." قالت بثبات، وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها.
"حسنًا، لن أجبركِ." قال وهو يميل برأسه قليلًا، لكنه أضاف بابتسامة خبيثة: "لكن إذا لم تتعلمي الدفاع عن نفسك، ستصبحين هدفًا سهلاً هنا."
شعرت ليلاف ببرود في كلمات غوجو. رغم نبرته المرحة، إلا أن كلماته حملت تحذيرًا حقيقيًا.
"أنتِ تعلمين، هذا العالم ليس مكانًا آمنًا. هناك لعنة خلف كل زاوية. إذا لم تتعلمي كيف تحمين نفسك، ستفقدين حياتك قبل أن تعرفي ما حدث."
بقيت ليلاف صامتة للحظة. لم تكن تعرف إذا كان يحاول إخافتها أم مجرد التلاعب بها. لكنها أدركت أنه محق، على الأقل جزئيًا.
"حسنًا." قالت أخيرًا، بصوت هادئ لكنه يحمل قوة خفية. "سأشارك، ولكن لا تتوقع مني الكثير."
"هذا هو الحماس الذي أتحدث عنه!" صاح غوجو بحماس، وصفق بيديه.
خطت ليلاف بحذر إلى الساحة، وقفت مقابله مباشرة. لكنه لم يتحرك.
"أريد أن أرى شيئًا أولًا." قال وهو يميل برأسه قليلاً.
"ماذا؟"
"كيف ستتفاعلين إذا اقتربت منكِ فجأة."
قبل أن تتمكن من الرد، تحرك غوجو بسرعة خاطفة ووقف قريبًا جدًا منها، على بعد بضع بوصات فقط. شعرت ليلاف بدمها يغلي، وارتجف جسدها لا إراديًا.
"ابتعد!" صرخت، وتراجعت خطوة سريعة، يدها ترفعها أمامه في محاولة لردعه.
توقف غوجو، لكنه لم يتحرك بعيدًا. "هممم..." تمتم وكأنه يدرس ردة فعلها. "أنتِ تكرهين اللمس، أليس كذلك؟"
"هذا ليس من شأنك." ردت بحدة.
"بالطبع ليس من شأني." قال وهو يبتسم ابتسامة غامضة. "لكن إذا كنتِ تريدين البقاء هنا، عليكِ التغلب على ذلك. الأعداء هنا لا يهتمون بمساحتك الشخصية."
قبضت ليلاف يديها بقوة، وحاولت السيطرة على نفسها. كانت تكره أن يكون أي شخص قريبًا منها بهذا الشكل، لكن غوجو كان محقًا.
"حسنًا، لنبدأ التدريب. سأعلمكِ شيئًا صغيرًا اليوم." قال وهو يبتعد قليلًا، ليمنحها مساحة أكبر.
"ماذا تريدني أن أفعل؟"
"لكمة بسيطة. فقط اضربي الهواء أمامكِ بكل ما لديكِ من قوة."
نظرت إليه بارتباك. "هذا كل شيء؟"
"نعم. لكن لا تستهيني بها. ما أريد رؤيته هو كيفية استخدامكِ لطاقة جسدك."
بدأت ليلاف بتجربة الضربات، وكانت مترددة في البداية. لكن مع كل ضربة، شعرت أن جزءًا صغيرًا من إحباطها يخرج معها. كانت ضرباتها ضعيفة، لكنها تدريجيًا بدأت تتحسن.
"جيد جدًا!" قال غوجو بحماس. "أعتقد أن لديكِ إمكانيات، حتى لو لم ترغبي بالاعتراف بذلك."
شعرت ليلاف بقليل من الرضا، لكنها لم تظهر ذلك. اكتفت بتثبيت نظرها عليه وقالت:
"هذا كل شيء لليوم؟"
"بالطبع لا!" قال بابتسامة خبيثة. "هذه مجرد البداية."
..............
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
Ficção Geral"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...
