13 o(╥﹏╥)o

3 1 0
                                    

...........

بعد الأيام التي تلت تلك المهمة مع ليلاف، بدأ غوجو ساتورو يشعر بشيء غريب ينمو في داخله. كان دائمًا يعلم أنه يمكنه أن يكون قائدًا وقويًا، وقادرًا على التعامل مع جميع المواقف بتعقل، ولكن كان هناك شيء في قلبه بدأ يتغير. شيء حول ليلاف.

في البداية، كان يراها مجرد شخص آخر في فريقه، مجرد فتاة جديدة تم إضافتها بسبب ظروف غريبة. لم يكن يهتم كثيرًا بمشاعر الآخرين، وكان يركز على المهمة، على طريقة تدريبهم، وعلى ضمان أن كل شيء يسير على ما يرام. لكن هناك شيئًا في سلوكها، في طريقة ردود أفعالها، جعلته يبدأ في التفكير.

ليلاف كانت غريبة. لم تكن مثل باقي الطلاب أو الأشخاص الذين يعرفهم. كانت في البداية لا تكترث بشيء، ولا تُظهر اهتمامًا بما حولها. لكنها كانت في نفس الوقت مختلفة. كان غوجو يلاحظ كيف أنها أحيانًا تتجنب الأنظار، وتبتعد عن الجميع في اللحظات التي تتطلب تفاعلًا اجتماعيًا. وكان ذلك يثير في داخله الفضول.

ولكن، في الأيام الأخيرة، بدأ غوجو يلاحظ شيئًا آخر. في إحدى التدريبات، عندما كانوا يقاتلون ضد لعنة، رآها للمرة الأولى تحارب بطريقة أكثر إصرارًا، أكثر قوة. عيناها كانت مشتعلة بالتصميم، وكان قلبه ينبض بشدة أكثر من المعتاد. شيء في داخلها كان يثير فيه شعورًا لم يعهده من قبل. لم يكن هذا مجرد إعجاب عابر، بل كان شيئًا عميقًا، شيئًا يجعل قلبه يعتصر كلما كانت بالقرب.

في تلك اللحظة، تذكر شعورًا غريبًا مر به في مهماتهم السابقة. كان يلاحظها دائمًا، ولكن الآن أصبح يشعر بحاجته إليها، لم يكن الأمر فقط أنها جزء من الفريق، بل كان هناك شعور بالتعلق، شيء غير مريح بالنسبة له. كان يشعر بأنها تبدأ أن تكون أكثر من مجرد شخص عابر في حياته.

ومع ذلك، كان غوجو يقاوم هذا الشعور، يعاند نفسه. كان يخشى أن ينجر وراء هذه المشاعر. لماذا؟ لأن غيتو، صديقه المقرب، كان قد تركه في الماضي بسبب مشاعر مشابهة، وكان يعلم جيدًا أن أي شخص يحبه قد يتركه في النهاية، تمامًا كما حدث مع غيتو. كان ذلك يخيفه. لم يكن يريد أن يكون ذلك الشخص الذي يتعلق بشخص آخر ويخسرهم. كان لديه هذا الجدار العاطفي الذي بناه حول نفسه منذ سنوات، ولا يراه من الحكمة أن يهدمه الآن.

ليلاف، من جانبها، كانت تشعر بشيء مختلف تجاه غوجو، لكنها كانت أيضًا تحاول تجنب ذلك الشعور. كانت قد تذكرت الحلم، ذلك الحلم الذي جعلها تشعر بأنها غير مكانها هنا. وكانت تشعر بالحاجة للابتعاد عن كل ما يربطها بهذا العالم. حتى مع غوجو، كان هناك شيء جعلها تشعر بالتوتر كلما اقترب منها، لكن في نفس الوقت كان من الصعب تجاهل الحماية التي كان يوفرها لها، والشعور الغريب الذي كانت تشعر به عندما كان قريبًا. كان ذلك الشعور يجعل قلبها ينبض بسرعة، لكنه شعور كانت ترفضه.

بينما كان الجميع يستعد لمهمة جديدة، جلس غوجو بعيدًا قليلاً عن البقية. كان يراقب ليلاف عن كثب، كما لو كان يحاول أن يقرأ ما في قلبها، لكن كان يعلم أن ذلك مستحيل. كانت الفتاة معقدة جدًا، ولم يستطع تحديد ما الذي يدور في ذهنها. شيء واحد كان مؤكدًا بالنسبة له، وهو أن ليلاف تترك تأثيرًا قويًا في حياته.

في يومٍ آخر، وبعد مهمة ناجحة ضد لعنة خطيرة، قرر الفريق التوجه إلى مطعم للاحتفال بنجاحهم. كما كان متوقعًا، اختارت ليلاف الجلوس بعيدًا قليلاً، تجنبًا للاختلاط بشكل مفرط مع الآخرين. ارتدت ملابس أنيقة، لكن محتشمة جدًا. لم تكن تهتم بالظهور بأبهى حلة، بل كانت تفضل أن تكون في وضعٍ مريح بعيدًا عن الأنظار. بينما كان الفريق يتناول طعامه، حاول غوجو إلقاء نظرة خاطفة على ليلاف. كانت تجلس بصمت، لم تتفاعل كثيرًا مع المحادثات حولها، ومع ذلك كان من الواضح أنها كانت أكثر هدوءًا مما كانت عليه سابقًا.

"هل كل شيء على ما يرام؟" سأل غوجو بعد فترة، مدفوعًا بشيء لم يستطع تجاهله. كان السؤال يبدو عابرًا، لكنه كان يحمل في طياته قلقًا لا يستطيع إخفاءه.

ليلاف نظرت إليه، وأجابته بابتسامة فاترة. "نعم، كل شيء بخير."

لكن غوجو شعر بشيء في كلماتها، كما لو كانت تحاول إخفاء شيء عميق. كان يعرف جيدًا كيف يبدو ذلك، كان يفعل نفس الشيء مع مشاعره. لكنه في هذه اللحظة قرر أن يبتعد عن الضغط عليها، ويترك لها مجالًا للراحة.

في تلك اللحظة، بدأ غوجو يدرك أنه لا يستطيع فقط أن يظل بعيدًا عن مشاعره، وأنه يجب عليه أن يواجه نفسه في النهاية. كان يعلم أن هناك شيئًا بينه وبين ليلاف، شيئًا لا يمكن إنكاره. لكنه كان يخشى أن يواجهه. كان لديه خوف كبير من أن مشاعره قد تؤدي به إلى نفس النتيجة التي عاشها مع غيتو.

ولكن كلما مر الوقت، كلما بدأ هذا الشعور يكبر بداخله. وكما كان يخشى، أصبح هذا القلق جزءًا من قلبه، شيء لا يستطيع إيقافه، شيء سيضطر لمواجهته عاجلاً أم آجلاً. غوجو بدأ يدرك أن مشاعره تجاه ليلاف كانت أكثر من مجرد إعجاب بسيط، وأنه في النهاية سيحتاج للاعتراف بذلك، حتى لو كان ذلك سيؤذيه.

...............

Put a star ⭐

ليلة واحدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن