.........مرّت الأيام، ومعها تطوّرت العلاقة بين غوجو ساتورو و ليلاف بشكل بطيء وغير متوقع. رغم أن ليلاف كانت تبتعد عن الجميع، بما فيهم غوجو، إلا أنه كان يحاول مرارًا أن يقترب منها بطريقة غير مباشرة. كان يشعر بشيء غير مريح يعتريه كلما حاول الابتعاد عن تلك الفتاة الغامضة، حتى وإن كان يحاول إقناع نفسه أنه لا يهتم كثيرًا بها. لكن كانت مشاعره تزداد تعقيدًا يوما بعد يوم.
في أحد الأيام، حيث كان الجو هادئًا والمدينة تشهد بداية موسم جديد، وصل نانامي إلى المعهد في مهمة جديدة. كان غوجو قد أخبر ليلاف عن نانامي من قبل، لكنه لم يكن يتوقع أن يكون لهذا اللقاء تأثيرًا على مشاعره بهذا الشكل.
عندما التقى نانامي بـ ليلاف لأول مرة، كان هناك شيء واضح في عيني ليلاف. كانت تراقب نانامي بعناية، رغم أنها كانت تحاول إخفاء اهتمامها. لم تستطع تجاهل مظهره المهذب وجديته في العمل. نانامي، ذو الشخصية الرصينة والهادئة، كان مختلفًا عن غوجو، وكانت ليلاف تجد فيه شيئًا من الراحة. لا شعوريًا، بدأت تتجه نحوه بحذر، كما لو أنها تجد في شخصيته ثقلًا يمكنها الاعتماد عليه.
لكن غوجو، الذي كان يراقب الموقف من بعيد، شعر بشيء غريب في صدره. كان يعرف أن نانامي محترف، وأنه قد يكون مصدر فائدة كبير للفريق، لكن لا يستطيع التخلص من الشعور الذي كان يغلي في داخله. غوجو، الذي دائمًا كان يتباهى بثقته بنفسه، لم يشعر أبدًا بهذه الغيرة في حياتها. كانت ليلاف تشارك الضحكات مع نانامي، وكانت تبدو مرتاحة حوله بطريقة لم يظهرها أبدًا مع غوجو. كان ذلك يزعجه أكثر مما توقع.
حاول غوجو أن يبقي نفسه هادئًا، ولكن كان هناك شيء في نفسه بدأ يتحطم. شعر أن نانامي قد يكون البديل الذي تحتاج إليه ليلاف، الذي يمكنها أن تعتمد عليه بشكل أكثر من غوجو. لكنه لم يستطع تفسير هذا الشعور. هل هو مجرد خوف من فقدانها؟ أم أن هناك شيئًا عميقًا يربطه بها لا يستطيع فهمه؟
في اليوم التالي، بينما كانوا في مهمة معًا لمواجهة لعنة قوية، كان غوجو و نانامي يعملان معًا بشكل متناغم، بينما ليلاف كانت تتدرب وتتعلم بشكل أسرع. في إحدى اللحظات أثناء المعركة، اقترب منها نانامي لمساعدتها بعد أن كانت في موقف خطر، مما جعل غوجو يشعر بالتوتر بشكل أكبر. كان يعاين كل حركة، وعينيه تراقب عن كثب.
بعد المعركة، قرر غوجو أن يستجمع شجاعته، وأن يتحدث مع ليلاف حول مشاعره. لكن قبل أن يفعل ذلك، دخلت نانامي إلى الغرفة، وقام بالحديث مع ليلاف بشكل محترم، مع لمسة من الجدية التي جعلت غوجو يشعر أكثر بالقلق. شعر بأن نانامي كان يحاول أن يقترب منها أكثر، وداخل قلبه، اشتعلت نيران الغيرة التي كانت غريبة عليه.
"هل كنتِ بخير اليوم؟" سأل نانامي، مع ابتسامة هادئة.
ليلاف ابتسمت له بابتسامة حذرة، وقالت، "نعم، كانت المعركة شديدة لكنني بخير."
ثم التفتت إلى غوجو، الذي كان يقف بعيدًا عنهم وهو يتظاهر بعدم الاهتمام، لكنه كان يراقب الوضع عن كثب. بدأ قلبه ينبض بسرعة، وكان لديه شعور قوي بأن الوقت قد حان للاعتراف بمشاعره تجاه ليلاف، لكن شيئًا في داخله كان يجعله يتراجع. كان يخشى أن يقترب منها أكثر، لأنه في أعماقه كان يعلم أن هذا قد يجلب له الألم الذي طالما حاول تجنبه.
نانامي لاحظ تردد غوجو، وقال بابتسامة خفيفة: "أعتقد أن لدينا جميعًا شيء نتعلمه من هذه المعركة، لكن عليكم أن تكونوا أكثر حذرًا في المرات القادمة."
بينما كانت ليلاف تستمع إلى حديثهما، شعرت بشيء غريب يطرأ على قلبها. لم يكن هذا بسبب نانامي أو غوجو، ولكن بسبب نفسها. كانت تدرك أنها كانت محاصرة في عالم لا تعرفه تمامًا، وأنه مهما حاولت تجنب مشاعرها تجاه غوجو، فهي في النهاية مضطرة لمواجهتها.
في تلك اللحظة، أدرك غوجو شيئًا مهمًا. مشاعره تجاه ليلاف كانت تتطور بشكل أسرع مما كان يتوقع، وكان يعلم أنه بحاجة للتعامل معها، حتى لو كان ذلك يعني أن يعترف بتلك المشاعر التي كانت تخيفه. بينما كان يراقبها، أدرك أنه لا يريد أن يراها تهتم بشخص آخر أكثر منه.
لكن ما كان يجهله في تلك اللحظة، هو أن ليلاف كانت تشعر بتناقض داخلي عميق. كانت تجد نفسها تقترب من غوجو أكثر، لكن في نفس الوقت، كانت تحاول الهروب من تلك المشاعر، لأنها كانت تشعر بأنها لا تنتمي إلى هذا العالم.
...........
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
Fiksi Umum"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...