.............
بعد التدريب البسيط الذي خاضته ليلاف، كان اليوم قد انتهى. لكنها شعرت بشيء غريب، شيء غير قابل للتفسير، كان يختلط داخلها بين الذهول من العالم الذي وجدت نفسها فيه، والقلق من فكرة البقاء هنا.
غادر غوجو القاعة ولم يعلق على ما جرى اليوم. كان يتصرف كالمعتاد، كما لو أن الموقف ليس له أي أهمية بالنسبة له. لكن في قلبه كان هناك شيء مختلف. شيء لم يستطع تحديده بعد، لكنه شعر به كلما اقترب منها.
"لست بحاجة لإكمال هذا." تمتمت ليلاف لنفسها أثناء مغادرتها القاعة، وهي تسير عبر الممرات الطويلة. لم تكن قادرة على فهم ما يجري، لكنها كانت تشعر أن شيئًا ما في هذا العالم لا يتوافق مع ما اعتادت عليه.
في مكان آخر...
غوجو كان يجلس بمفرده في مكتبه. عينيه تتنقلان بين الأوراق أمامه، لكنه كان في حالة شرود. لم يكن عقله في المكان الذي كان يجب أن يكون فيه. كانت تفكيره في ليلاف، في تلك الفتاة التي بدت متحفظة، قلقة، ومريبة، لكن بطريقة ما، أثارت فيه شعورًا لم يكن يتوقعه.
لم يكن يريد أن يواجه ذلك. كان غوجو دائمًا يُظهر تماسكًا ظاهريًا. كان قادرًا على التعامل مع أي شيء، لكن مع ليلاف كان الأمر مختلفًا. كان هناك شيء في عينيها، في نظراتها المبتعدة، جعل قلبه يوشك على الانفجار.
"لا." همس لنفسه وهو يرفع يديه في محاولة لصد أفكاره. "لا يمكنني الوقوع في هذا. لا يمكنني أن أسمح لها بأن تكون جزءًا من ذلك."
غوجو كان يخشى هذا. لقد فقد صديقه غيتو، وأصبح لديه خوف عميق من أن أي شخص يقربه قد يتركه في النهاية. هذه هي الطريقة التي يعمل بها قلبه الآن. إذا أحب شخصًا، فسيتركه أيضًا.
في اليوم التالي...
عادت ليلاف إلى القاعة نفسها حيث تدربت في اليوم السابق. كانت تتوقع أن يبدأ غوجو اليوم بجعلها تقوم بشيء مختلف تمامًا. لكن، عندما دخلت القاعة، وجدت غوجو في الزاوية، يبدو أنه كان يفكر في شيء ما.
"ماذا هناك؟" سألته.
التفت إليها غوجو، وابتسم ابتسامة باهتة. "أوه، لا شيء. هل مستعدة لليوم؟"
"لا أعتقد أنني مستعدة لأي شيء." قالت بنبرة جافة.
"هذا جيد." أجاب وهو يميل رأسه إلى الجانب، ثم أضاف: "أريدكِ أن تتعلمي كيف تتحكمين في ردود أفعالك. الكثير من المواقف التي ستواجهينها في هذا العالم ستكون مفاجئة. يجب أن تكوني قادرة على التعامل مع الصدمات."
حاولت ليلاف أن تظل متماسكة، لكن الكلمات التي قالها غوجو كانت تحفر في قلبها. كانت تعرف أن هذا كان أمرًا حقيقيًا، وأنه لا مفر من مواجهة ما يخبئه هذا العالم. لكن هل ستكون قادرة على التأقلم؟
غوجو لاحظ صمتها الطويل، لكنه لم يتحدث. كانت هناك لحظات كثيرة في الماضي حيث شعر بتردد في نفسه. لكنه كان يحاول تجاهل ذلك، خاصة عندما كان يتعلق الأمر بشخص مثل ليلاف.
"لا تشعري بالذنب، ليلاف. لا توجد مشكلة في أن تكوني ضعيفة أحيانًا." قال غوجو وهو ينظر إليها بعينين شفافيتين.
لكن ليلاف لم تكن مستعدة لاستقبال تلك الكلمات. هي فقط كانت تحاول أن تجد مكانًا لها في هذا العالم الذي لا تعرف عنه شيئًا.
الأحداث تتصاعد...
وفي كل لحظة كانت ليلاف تقترب أكثر من فهم هذا العالم، كانت تظهر لها أشياء تجعلها تشك في نفسها وفي كل ما كانت تؤمن به. شيء غريب كان يربطها بهذا العالم، وكأنها كانت عائدة إليه رغم أنها لا تعرف لماذا.
لكن غوجو، مهما حاول إخفاء مشاعره، كان يراقبها عن كثب. كلما رآها تحاول أن تتعلم وتتعلم، بدأ يشعر بمزيج من الإعجاب والقلق. كان يخشى أن تبتعد عنه، كما حدث مع غيتو. هذا كان خوفه الحقيقي.
لكن ليلاف كانت فقط تحاول النجاة.
...................
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
Fiction générale"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...