.............
بعد المعركة الشرسة ضد اللعنة، عاد الفريق إلى القاعدة، حيث كانوا جميعًا في حالة من الإرهاق ولكن شعور بالإنجاز كان يملأ الأجواء. كانت ليلاف تشعر بشيء جديد في داخلها. كانت قد واجهت قوتها الخاصة لأول مرة، واكتشفت أنها تستطيع أن تكون جزءًا من الفريق، بل ربما عنصرًا مهمًا فيه. مع ذلك، كان هناك شيء آخر، شعورٌ غير واضح يطغى عليها، شعورٌ يعكر صفو هذا الانتصار البسيط.
غوجو كان يشعر ببعض الرضا على الفريق بشكل عام، لكنه كان يراقب ليلاف عن كثب. كل خطوة كانت تتخذها، كل كلمة كانت تنطق بها، كانت تثير فضوله بشكل غريب. كان يعلم أن هناك شيء غير مألوف في هذه الفتاة، لكن لا يزال لم يكن مستعدًا للاعتراف بذلك أو حتى فهمه.
قرر غوجو أن يخرج الجميع للاحتفال. كان يريد أن يكون الاحتفال بسيطًا، لكنه كان يعلم أن الفريق بحاجة إلى هذه اللحظات من الراحة، خاصة بعد أول معركة لهم معًا.
"حسنًا، الجميع! بما أن هذه كانت أول معركة لكم مع ليلاف، سنخرج جميعًا لتناول العشاء." قال غوجو بصوته المميز، الذي يتسم دائمًا بالثقة. "لنأخذ استراحة صغيرة من كل هذا الجنون."
كل الأعضاء، بمن فيهم يوجي و نوبارا، رحبوا بالفكرة، خاصة بعد كل الجهد الذي بذلوه. ومع ذلك، كان هناك شيء غير متوقع: ليلاف. كان لديها مقاومة غير مبررة لهذا النوع من الاحتفالات. كانت تفضل البقاء في مكانها، بعيدًا عن التجمعات.
لكن غوجو لم يكن ليتخلى عن محاولاته. "هيا، ليلاف، ستستمتعين بها. هذه فرصة للترفيه قليلاً."
حاولت ليلاف أن تخفي ترددها، ولكنها أدركت أنه ربما كان من الأفضل الخروج، أن تكون جزءًا من الفريق بشكل كامل. لم تكن تشعر بالراحة في هذه الأنواع من المناسبات، لكنها قررت أخيرًا أن تذهب.
في المطعم
عندما وصلت ليلاف إلى المطعم مع الفريق، كانت قد اختارت ملابسها بعناية. كانت ترتدي قميصًا ذو أكمام طويلة، ضيقًا من الأعلى ويتسع تدريجيًا من الأسفل، ليغطي ذراعيها بالكامل. كان القميص بلون أزرق داكن، مع تفاصيل بسيطة على الأكمام. كما اختارت بنطالاً واسعًا من اللون الأسود، كان مريحًا لها ويمنحها حرية الحركة. لم يكن هناك أي شيء في مظهرها يشير إلى الإغراء أو التفاخر، بل كان ملابسها هادئة، محتشمة.
جلست مع الفريق، وكانت هناك لحظة من الهدوء قبل أن يبدأ الجميع في الحديث والضحك. كانت نوبارا تُحضر المزاح، بينما كان يوجي يحاول كسب انتباه الجميع بحركاته المبالغة. ولكن رغم الضجيج من حولها، شعرت ليلاف بنوع من الغرابة. كان هناك إحساس بالانتماء، ولكن أيضًا رغبة عميقة في الانسحاب إلى عالمها الخاص.
بينما كانت تستمتع بوجبتها، كان غوجو يراقبها بهدوء. كان واضحًا أنه كان يلاحظ التفاصيل الصغيرة في تصرفاتها، مثل الطريقة التي كانت تتجنب النظر في عينيه لفترات طويلة، أو كيف كانت تأخذ رشفة من مشروبها ثم تعيد النظر إلى الطبق كما لو كانت مشغولة في التفكير بشيء آخر. لم يكن يعلم ما كانت تفكر فيه، ولكن كان يشعر أن هناك جدارًا بينهما.
لم يكن غوجو ليبقى صامتًا طويلاً، وقرر أن يبدأ محادثة مع ليلاف.
"كيف شعرتِ بالمعركة اليوم؟" سألها بابتسامة هادئة، وهو يحاول أن يبدو غير جاد تمامًا. لكن في داخله كان هناك شعور بالقلق الطفيف. كانت ليلاف دائمًا تتجنب محادثاته المباشرة، وربما كان هذا هو السبب الذي جعله يسألها.
رفعت ليلاف عينيها إليه للحظة، ثم أعادت نظرها إلى الطعام أمامها. كانت تحاول أن تبدو هادئة، لكنها كانت تشعر بالتوتر.
"كانت... صعبة." قالت أخيرًا، وهي تلتقط قطعة من طعامها، ثم تبتسم بشكل غير واضح، محاولة إخفاء مشاعرها. "لكن... أنا بخير."
كان غوجو يراقبها لحظة. كان يدرك أنها لا تتحدث عن المعركة فقط، بل عن شيء أعمق. كان هناك الكثير مما كانت تخفيه.
"أنتِ أقوى مما كنتِ تعتقدين، ليلاف." قال غوجو، وهو ينحني قليلًا نحوها، بنبرةٍ لطيفة لكنه كانت تحتوي على شيء من الصدق الغامض. "متى ما قررتِ أن تواكبي الفريق، سترين أنه ليس هناك حدود لما يمكن أن تحققيه."
تجمعت في عيني ليلاف ملامح الغرابة للحظة، لكنها لم ترد مباشرة. كانت الكلمات التي قالها غوجو تحمل شيئًا من الراحة لها، ولكن أيضًا شيئًا يضعها في موقف غير مريح. كان غوجو على دراية بكلمات التأثير التي يستخدمها، لكنه أيضًا كان يعلم أن هذه اللحظات بينه وبين ليلاف كانت أكثر تعقيدًا مما تظهره الكلمات.
بينما استمر الحديث بين الفريق، شعرت ليلاف بمزيج من الألفة والتردد. كان هذا العالم الجديد بالنسبة لها، وكان كل شيء غير مألوف، لكن في نفس الوقت، كان هناك شيء عنها بدأ يتغير. كانت هناك مشاعر كانت تدفعها نحو التفاعل مع الفريق بشكل أكثر.
أما بالنسبة لـ غوجو، فقد أدرك شيئًا. ربما لم يكن ليلاف مجرد شخص آخر في هذا الفريق. كان هناك شيء يربطها بكل هذا، شيء أكبر مما يمكن أن يتصوره.
ولكن هذا سيكون موضوعًا آخر ليكتشفه لاحقًا.
.........
Put a star ⭐
أنت تقرأ
ليلة واحده
General Fiction"في زاوية مظلمة من عقلها، كانت ليلاف تعيش في صراع دائم مع ذكريات ماضٍ أبت أن تتركها وشأنها. الألم كان حاضرًا دائمًا، مثل ظلال طويلة تمتد من أعماق كوابيسها. بعد تلك الحادثة، لم تعد ترى العالم كما كان. الرجال أصبحوا تهديدًا، الثقة أصبحت حلمًا بعيد الم...
