ها أنا ذا في ليلة رحيلي عن هذا البلد التعيس أنتظر بفارغ الصبر قدوم الصباح لأستطيع وأخيرا الاقتراب من حلمي ولو قليلا
كنت في تلك الليلة في غاية الفرح لم يغمض لي جفن
كانت ليلة طويلة وأنا أصول وأجول في أرجاء الغرفة فغدا اليوم المنشوذ
حسنا لنبدأ نايا هدا اسمي فتاة غارقة في أحلامها وتجد لتحقيقها عملت جاهدة للحصول على منحة عمري الآن 19 سنة
خسرت أمي في سنة العاشرة
أبي آدم لطالما ساعدني و وقف معي هو من خطط لمستقبلي وزرع حب هدا الحلم في نفسي .
أن أصبح طبيبة ناجحة هوا ما جعلني أقصد بلد الأحلام
أبي عوضني عن فقداني لأمي كان يلبي كل رغباتي
وبالطبع سيسافر معي غدا
حل الصباح أخيرا ذهبت مسرعة لأوقض أبي فوجدته ينتظرني يبدو انه لم ينم أيضا
ـ أبي ظننتك نائما
ـ أتمزحين كيف لي أن أنام و ابنتي الجميلة تقترب من تحقيق حلمها
عندما يتعلق الأمر بابي أكون ضعيفة جدا أقسم أن دموعي الآن في عيناي لدا اتجهت نحوا الباب مسرعة وقلت
له ـ هيا أبي لا أريد أن أتأخر على الطائرة
ابتسم وقال لي ـ على مهلك فالساعة الآن الخامسة والطائرة ستقلع التاسعة
لم أكن أهتم لدلك كنت متحمسة جدا وأريد الذهاب إلى المطار بأقصى سرعة ممكنة
لم يكن لدي الكثير من الصديقات لأودعهن كما لم أكن أحب أقاربي و أقاربي لم يحبوني أيضا
لم يكونوا راضين أبدا على زواج أبي وأمي بل وقفوا في وجههما لكنهما كانا يحبان بعضهما وتزوجا و بعد عشر سنين من إنجابي توفت أمي إثر خطأ طبي غبي
و ماتت وحرمت أنا من حنانها و عطفها لازلت أتذكر تعبير وجهها في تلك الليلة وهي تعتصر من الألم
رحمك الله يا أماه
دعني الآن من ذكريات الماضي الحزينة
لقد ذهبنا إلى المطار كان أطول مشوار قطعته في السيارة أحسست بأن الساعة توقفت تماما عن العمل بعد دقائق بدت كساعات وصلنا إلى المطار
أما في المطار كان الوضع أسوأ إذ أننا وصلنا باكرا ولازال على إقلاع الطائرة ثلاث ساعات كنت انظر إلى الساعة كل بضع دقائق كم كنت سعيد في دلك الوقت وفي غاية الاستعجال
عندما حان الوقت همهمت مسرعة أنا وأبي بركوب الطائرة عندما أقلعت الطائرة أحسست بارتياح كبير جدا أما أبي فقد غط في نوم عميق فقد كان متعبا جدا كنت طوال الرحلة أقرا كتابي المفضل وأستمع إلى بعض الموسيقى وفي بعض الأحيان أشرد وأنا أفكر مادا سيحدث هناك وكيف ستكون شكل شقتي وجامعتي وهل سأكون صدقات كنت أفكر في كل هدا والسعادة العارمة تملأ نفسي لقد غفوت فقد نصف ساعة لكن الحماس لم يسمح لي بإكمال نومي عندما وصلنا أخيرا إلى بلد السعادة لندن لم أتمالك نفسي و رحت أتجول كالمجنونة في المطار مثل المجنونة وأبي يلحق بي وهوا يضحك
ذهبنا بسيارة أجرة إلى شقتي ودلنا أيضا السائق على الجامعة إذ إنها لم تكن بعيدة أبدا عن مكان سكننا الجديد وهدا افرح أبي كثيرا
كانت الشقة صغيرة ولكنها جميلة بها غرفتان حمام ومطبخ
كانت بحاجة إلى بعض الترتيب استرحنا قليلا من السفر إذ إننا بقينا وقتا مطولا في الطائرة وكان المنزل بعيدا عن المطار
بعد أن أخدنا قيلولة أنا ووالدي بدأنا بتنظيف المنزل وترتيبه وعندما انتهينا كانت معدتينا تقرصاننا من الجوع فنزلنا وتجولنا في الأرجاء القريبة من الشقة كانت لندن رائعة كعروسة حسناء في ليلة زفافها وكانت الأضواء تتراقص في كل مكان وأصوات موسيقى وأناس يضحكون
غمرتني الفرحة لم أرى منظرا مثل هدا من قبل إلا على شاشة التلفاز
![](https://img.wattpad.com/cover/45199488-288-k390865.jpg)
أنت تقرأ
رحلتي إلى لندن
Romanceوجوه كثيرة شوارع مزدحمة الغرباء في كل مكان في بلد ليست ببلدي لكنها أصبحت كل شيء بالنسبة لي نايا ادم جلسوهن هدا هو اسمي الشيء الوحيد الذي لازلت متأكدة منه بعد سفري إلى بلد الأحلام (لندن) القدر هوا شيء أمنت بيه مند الصغر الامتحانات الربانية هي الت...