أماني العار

6.6K 525 10
                                    

تسلقت لوسيا النافذه ، استنشقت الهواء و في لحظه ، قفزت كالطيور، صرخت ماريا روز و التي مدت يدها عبثاً تريد انقذاها، ازهقت تلك الصغيرة روحها ، ربما ترتاح من همها ، و كان السبب والدها.
كل شئ حدث في لحظه اغمضت عينيها للحظه و شعرت بالعار من المرات التي تمنت فيها ان تذوق قريبتها ما ذاقته هي تمنت ان تمحو كل تلك الأماني و لكن النفس البشريه قد تمر باللحظات الحرجه التي تجعلها غاضبه جداً، وقفت تطل من الشباك و ترى جثة لوسيا و لكنها من ذلك البعد لم تميز سوى الدماء من حولها، تجمهر الناس حول الجثه و صرخت النساء المرهفات الحس ،  و لكن هنا صرخ أحد الرجال :"القاتله القاتله لقد قتلت قريبتها"
رفع القوم رأسهم ليلقوا نظرة على القاتله ، عرفت بأنها الآن أمام مصيبه أكبر تمنت لو تستطيع ان تلقي نفسها مكان قريبتها و لكن !!
سرعان ما وصل الخبر لعمها الملك الذي بالطبع غضب و صرخ و بالتأكيد بكى ، حتى لو كان قاسياً تلك كانت ابنته و من قبلها زوجته ، بالطبع كان يجب ان يزور قاتلة ابنته على حد تفسيرهم التافه.
كانت تجلس بالزاوية بوجه متجهم مسود و كأنها بالفعل ارتكبت تلك الجريمه ، دخل بكل غضب و أمسك بسيفه و اشهره بوجهها :" انت الآن فعلاً تستحقين الموت"
نظرت له لوهله ، انه هو من قتل والدها و هو من قتل مربيتها و هو من تسبب في مقتل ابنته الوحيدة و الآن جاء ليلقي اللوم عليها.نظرت له بعينين فارغتين تماماً الغابة المجنونه كانت فارغه تماماً حزينه ، بقايا الدموع في عينيها بشرتها البيضاء التي اصبحت اكثر شحوباً احمرار وجنتيها الذي اختفى كانت تبدو كالاشباح.
"فعلاً تمنيت الموت ليس لأني مذنبه و لكن لأني اراك امامي مذنباً و ليس في يدي شئ أفعله، اقتلني الآن ان اردت، و لكن تذكر لست انا من قتل أخاه من أجل السلطه و لست انا من حقد على ابنة اخاه لدرجة ان يضحي بها و لست انا من قتل امرأة بريئه فقط ليثبت قوته بوجه فتاة صغيرة و لست انا من سبب الحزن لإبنتي و رميتها للزواج من رجل بعمر ابيها و لست انا من قتل ابنتك تذكر لقد رمت نفسها لأنها لم تحتمل ما فعلته بها"
رمقها بكل حقد و كأن هي من فعلت كل هذا انه يعرف الحقيقه و لكن اراد ان يرمي اللوم على احدهم اجل انها فقط يريد احداً ليلقي عليه لوم كل المصائب، ها هو الان يتخلص من تأنيب الضمير الذي يقتله و لكنها أكملت:" لكل حاكم متجبر نهاية ، فتعش في تأنيب ضمير ابدي ، انت ستقتلني و لكن تذكر فانت تسببت بموت ابنتك و قتلت اخيك و زوجته و قتلت مربيتي و ستقتلني لقد لطخت يديك بالدماء"
انها تطعنه مجدداً و لكنه عزم امره ،صرخ بالحراس:" احبسوها في زنزانة المتمردين سوف يتم اعدامها بعد يومان و بيدي هاتين قاتلة ابنتي تستحق الموت"
انها لم تعد تخاف من شئ و لا تهتم مشاعرها اصبحت متلبده ، ابتسمت في وجه عمها و هذا بالطبع اغضبه جداً لدرجة انه صفعها ، انها تعلم انها لن تموت ! هناك تمرد سيحدث قريباً الشعب هائج !، اخذوها لزنزانة المتمردين ، بعدما كانت في أعلى برج هي الآن في اعمق غرفه في القصر ، جلست على الارض البارده استنشقت الهواء الملوث ان الرائحة هنا كريهة تشبه رائحة الموت تشبه رائحة الجثث العفنه .
اغلقت عينيها لتنام و لكنها سرعان ما استمعت الى صوت احذية احد الجنود صوت الحديد و هو يضرب الارض ، سمعت صوت صراخ :"اخرجوها في الحال يجب ان تعدم الآن "
بهذه السرعه!؟ يبدو ان الشعب بالفعل بدأ بتمرده و عمها الاحمق يتخذ الخطوة الخاطئه انه سيغضبهم اكثر. اخرجوها للخارج ، في ساخة القصر الكبرى اوقفوها امام منصة الاعدام، اوثقوا بطها و راح القاضي يوضح الاتهامات التي لفقت ضدها :" ماريا روز كلايتون ، ابنة آرثر كلايتون و التي جلبت العار بالتآمر مع العدو مخالفة الاوامر الملكية و وضع المملكة بوضع محرج مع حاكم بلدة أخرى و اخيراً التهمة الاهم قتل الاميرة لوسيا كلايتون و تهديد الملك ، و عليه فلقد توجهت لها هذة التهم و عليها ان تعاقب مثل اي مجرم و عقابها الموت شنقاً، تستطيع المتهمة ان تقول كلماتها الأخيرة"
نظرت للجميع الذين يقفون أمامها من علية القوم الدين اهانتهم بوقت سابق ،وايتسمت ابتسامه واثقة و قالت بثقة:" تباً لكم جميعاً "
انها ليست الكلمه الني يجب ان تتفوه بها اميرة راقيه و لكن هم اعتبروا انها فقط تقولها لأنها سوف تموت لم يعرفوا ان التمرد قد بدأ.
"تباً لكم جميعاً " صرخ أحد المتواجدين بالحشد ، و آخر و آخرى ، اجل انهم المتمردون من الشعب بالطبع هذا اخرس الملك و قبله الحضور، و هنا سمعوا صراخاً لقد كان مجموعة من الجنود و معهم اناس يرتدون زي مدني، اقتحموا المكان القوا القبض على المتواجدين وقف بينهم شاب على منصة الاعدام فتح وثاق ماريا روز اجل لقد كان ذلك الشاب روبن بلاك ، وقف بثقة و صرخ:" اليوم ايها القوم المتسلط تغرب شمس الماضي و تشرق شمس اليوم ، اليوم سيكون يومٌ تاريخي بالنسبة لهذه البلد العظيم ، لأننا سنتخلص من الملك المتجبر المتسلط و لكي يعود الحكم لمستحقيه الاصليين ، فهذه الاميرة هنا هي الحاكمه الحقيقيه لقد قتل والداها على يد عمها الشرير "
نظر الملك بصدمه لما يجري امامه ، بالطبع ان صدمتها اكبر بكثير هي لم تتوقع مثل هذا الدخول ، لقد وثق الملك و اعوانه و بكل اذلال . و اكمل روبن:" حسنناً ما دمنا امام هذه المنصه هل نبدأ باعدامكم !؟ بمن نبدأ ، اجل نبدأ بكبيرهم الذي علمهم السحر"
نظر له الملك بخوف اجب انها نهايته تذكر كلماتها جيداً لكل حاكم متجبر نهايه ،و لكن ما لم يتوقعه هو وقوفها في وجه الشاب المتمرد:" توقف سيد بلاك ، انا مع هذه الثورة قلباً و قالباً و لكننا لم نتفق على القتل ، تستطيع ان تنفيهم او تجردهم من مناصبهم و لكن العهد الجديد لا يجب ان يبدأ بالدماء هذه البلاد رأت ما يكفي من الدماء، كل انسان يستحق فرصه ثانيه"
نظر لها روبن بفخر لقد كاد في لحظة حماس ان يتهور و يرتكب خطأ جثيماً و قال :" انت على حق، سنرى من سنقيل و من سننفي و لكن في الوقت الراهن سنقوم بوضعكم في زنزانة المتمردين انها صغيرة بعض الشئ و لكنها تناسب امثالكم "
و راح الثوريين ينقلون المساجين الجدد و لكن و بغمضة عين غافل احدهم المتواجدين و استل سيفه و قطع رأس الملك و قام بطعن نفسه اجل لقد قتل الملك ، و انتحر.
حسناً انها صدمه لماريا روز ليس لأنه قتل على يد احد المتمردين لا هذا كان متوقع بل لأنها وجدت نفسها تصرخ و تتجه مسرعة ناحية عمها و هي تبكي ، تباً لقلبها المرهف الذي لا يعرف الحقد، ان الرأس مفصول عن الجسد هذا يذكرها بشئ! أجل موت عمتها ، لقد وقع هذا الملك بشر اعماله ، لقد كانت تبكي و بالطبع احترم الثوريين هذا الامر ، في نهاية فهذا القاسي القلب الذي كان سيقتلها منذ سعاعات قليله هو عمها من لحمها و دمها ، و بالطبع تم دفن عمها على الفور بشكل لائق احتراماً لها، و في اليوم التالي جاء الثوريون للقصر يريدون ان يبدأو بالعهد الجديد لهذه البلد .
و في مكان آخر حيث الحرب لا تزال قائمه وجد الحلفاء انفسهم امام حليف جديد ، بالاحرى حليف خائن وقف قائد جيش اونلاند امام الكونت ميشيلان ،يريد ان يفتح صفحة جديدة للتحالف
" في الحقيقة كونت ميشيلان ان الامر كالتالي ، انا لست سوى عبد مأمور كمى ترى ، لقد سقط حاكمنا وصلنا هذا الخير و طلبوا منا ان نضع يدنا في يدكم ، حتى الآن لا نعرف من هو حاكمنا الجديد فهم لم يتفقوا على شئ و لكن من اولياتهم كما اتفق الثوريون ان يكون تحالف معكم و فض التحالف السابق "
"اذاً انت تقول ان ما حدث ثورة في بلادكم ؟!"
"أجل"
"حسناً ان امور كهذه يجب ان تأتينا من حاكمنا نفسه و انت تعرف بامر استحالة وصول رسائلنا له لقد انقطعنا و لا نستطيع التواصل كما تفعلون انتم ، و لكن بصفتي قائد الجيش انا بيدي بعض من هذه الصلحيات كما ان ولي العهد هنا نستطيع ان نصل لحل، امهلني يومان لأرد عليك"
" على كل حال نحن سنبدأ بالقتال في صفكم"
اتجه الكونت ميشيلان مباشرة ليجتمع بالامير و لقد كان ليو و مساعد القائد  معهم ، عرض الكونت الفكره فوجدوا انهم سيصدقونهم هذه المرة ، و بالفعل تم التحالف بعدما تم اخذ الاذن من بقية الحلفاء ، و عادت تلك المياه لمجاريها.

تضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن