تخطيط و خصام

6.3K 474 7
                                    

استمرت البلاد تتجهز ، و الأميرة بالرغم حماسها الا انها كانت قلقه على إيفا فلقد ظلت تراسل الفتاة ، و لكن لم يردها اي رد ، لم تبث بقلقها هذا لأحد و لكن طلت تفكر ، قررت انها ستنتظر اسبوع حتى و ان لم يصلها رد ستذهب بقدمها لترى ماذا جرى لإيف.
جلست الأميرة تزين طوق الزهور في غرفتها و هي تدندن بعض الألحان القديمه، دخل الأمير و ألقى بنفسه على أقرب كرسي و زفر بضييق ، نظرت له الأميرة بهدوء و بعدها عادت تكمل عملها
"ما الأمر" سألت بلطف
"لا أعرف الكثير من الأمور..."رد بضييق
"يمكنك ان تخبرني تعلم بأنني لن أخبر أحداً "قالت بهدوء و هي منهمكة في زهورها
"ان الأمر اننا نعرف من يخطط للإنقلاب و لكن لا نمتلك دليل ملموس "قال بيأس
"لا تستطيعون القبض عليه من دون دليل ملموس ، ربما يجب ان تصنعوا كميناً و توقعوه بالفخ "قالت بهدوء
"ماذا تقصدين؟!"
"انت و ليو تدوران حول بعضكما البعض في حلقه مغلقه ربما لو جعلت ليو يقوم بدور الطعم ، كأن يدعي بأنه مع الخونه او شئ من هذا القبيل"
"يا لها من خطه انهم يعرفون انه صديقي الوفي" قال بسخريه
نظرت له ببرود و اكملت:" سوف تفتعل مشكله مع ليو بالأحرى ستفتعلون مشكلة ما و ذلك سيقنعهم بأنه ما عاد يطيقك انه ينوي الإنقلاب سنجعلهم يبتلعون الطعم و يأتون اليه بأنفسهم "
نظر لها بإنبهار ان الخطة كانت بسيطة و لكن قمة الذكاء كيف لم يفكر بالأمر ، انها تبهره يوماً بعد يوم، و في كل مره يشك بمشاعره اتجاهها ينكشف له جانب مبهر فيها يجعله يعشقها اكثر. لمعت عيناه و صرخ بحماس :"أنت على حق " ذهب إليها و راح يحتضنها بسعاده و اكمل:"كيف لم اففكر بالأمر ، انت الأجمل و الأروع" .
بالطبع كل تلك الكلمات ستجعلها تضطرب مجدداً فهي تكتشف امراً جديداً عليها ، بقي محتضناً لها حتى انتبه لنفسه و افلتها بهدوء.
"سأتحدث مع ليو بشأن الخطه"اكمل بشئ من التوتر
"جورج "قالت بقلق
انها المرة الاولى منذ سنوات التي تناديه فيه بإسمه ، لقد خفق قلبه لهذه الكلمه ، فهو كان يتضايق من "مولاي الأمير " التي باتت تستخدمها لمناداته مؤخراً.
"ما الأمر"رد عليها
"في الحقيقه هناك أمر يزعجني قليلاً"قالت بقلق
نظر لها بقلق هناك أمر يزعجها و هو لا يعرف عنه بالطبع لن يسمح لشئ كهذا.
"انت تذكر الآنسة إيفا ابنة التاجر توران ؟!"
"اجل اتذكرها"
"انت تعلم باننا كنا نتراسل في الآونة الأخيرة و في الحقيقه انا اخبرتها بأمر ما استمعت اليه بخصوص الانقلاب، ربما لم يكن القرار الصائب بأمر اخبارها و لكني أثق بالفتاة"
"حسناً لا اكملي"
"انا قلقه عليها منذ ان اخبرتها بامر الانقلاب اخبرتني بانها تعرف امراً خطيراً يخص هذا الموضوع و منذ تلك الرساله منذ عدة اسابيع لم يصلني منها رد لا اعرف بماذا اقحمت نفسها لقد راسلتها و لكن..."
" لا تقلقي فقط دعينا ننتهي من حفل التأسيس و اعدكِ سآخذكِ مباشرة إليها"قال و هو يربت على كتفها
"حقاً"قالت بقلق و هي تنظر اليه
"بالتأكيد اجابها بثقه"
و من بعد ذلك الحديث وضع الأمير خطه مع ليو ، و كانت قبل عيد التأسيس ، كان الجميع في القصر في قاعة الاستقبالات الكبرى يستمتع بوقته و الملك كان في مزاج عظيم ، فجأتاً و من دون سابق انذار صرخ ليو بغضب "انت دائماً هكذا تريد ان يعود الفضل كله اليك متى ستقدرني لقد قدمت الكثير للبلاد "
"ليو اهدأ نحن في مكان عام"رد الأمير بحزم
"كلا لن أهدأ لم اعيد اطيق تصرافتك الأنانيه" قال بغضب هجم على الأمير لكمه بوجهه بقوة . كان ليو في داخله يعتذر الف مرة لهذه الضربه
لم يتوقف الشجار حتى جاء الجنود و ابعدوه ، كان الجميع مصدوم كيف يحدث هذا بصداقة دامت سنوات و سنوات ، كان اكثرهم صدمتاً الملك، هرعت ليا و بدراما مفتعله تولول و كأنها هي زوجة الأمير
"أوه يا إلهي انظر ماذا فعل بوجهك هذا الغجري، كيف استطعت ان تفعل امر كهذا" كانت سوف تهرع إلى الأمير الذي سقط على الأرض بفعل الضربه .و لكنها وجدت الأميره قد سبقتها و راحت تسنده بلطف ليقف مجدداً
"هل انت بخير؟!"همست
"الأحمق ليو لقد تقمص في هذا الدور اكثر من اللازم"قال الأمير بشئ من الإنزعاج
"انظر اليه انه يعتذر منك بعينيه"قالت الأميرة
"ياله من أبله ستنكشف خطتنا بسبب حركاته البهلوانيه"
وقف الأمير على طوله و صوخ بحزم:"أيها الحراس القوا به خارج القصر فأنا لم اعد اطيق النظر الى هذا الجاحد للنعمه"قال الأمير بغضب
"لا تحتاج لأن تطردني فأنا سأخرج بكرامتي "قال و يصرخ بغضب.
لقد كان الجميع مذهول و مصدوم ، جلس الملك على عرشه بيأس، بينما خرج الأمير بغضب ليستكمل مسرحيته ركضت خلفه الآنسه ليا ،بينما اتجهت ماريا إلى الملك قلقه ،وجدته مطرقاً في حزن
"كيف حدث هذا!!!!؟ "قال في يأس
ربتت على كتفه في تشجيع:"مولاي لا تقلق الأمور ستتحسن"
"صداقة السنين كيف تنتهي في يوم"
"ستتحسن الأمور يا مولاي و سترى انه فقط طيش الشباب"
"حقاً هل تعتقدين ذلك "
"دائماً يأتي الغد بالأمل ، و لا تنسى غداً هو عيد هذه البلاد يجب ان نفرح رغم كل الظروف"قالت مشجعة للملك
انتهى اليوم بصدمه عارمه مبعثرة في القصر ، ولكن يجب ان ننظر لغدٍ أفضل .
عادت إلى الغرفه وجدت الأمير يجلس على الكرسي في يأس
"ماذا حدث!؟"سألت بصدمه و قلق
"لقد... لقد طردت أعز أصدقائي من القصر"قال بصدمه
نظرت له بصدمه و كادت تنخرط في الضحك و لكنها تمالكت نفسها
"حسناً كما ترى يا جورج إن الأمر بأكلمه تمثيل ، يبدو انكم انخرطتم بالأمر بشكل كبير"قالت بمزاح لتواسيه
"حقاً"
انا عن ليو المسكين خرج من القصر و توجه الى احدى الحانات و التي كان يعرف بأن اغلب من يرتادونها هم من كبار القوم و احد اهم روادها هو البارون لوريان ، جلس هناك ينتظر وصوله ، و حينما رآه يدخل مع مجموعه من اصدقائه ادعى بىراح تقمص دور الإنسان الحزين الغاضب ، و ذلك البارون الخبيث مجرد ان رآه شعر و كأنه وجد فريسته و هو على وشك أن ينقض عليها.اتجه إلى طاولة ليو دراقنايل ، جلست على طاولة ليو بعدما طلب له شرابو ليو آخراً.
"مساء الخير سيد دراقنايل"قال لوريان بخبث
"اهلاً"قال ليو بحزن كاذب و عيناه تلمع انتصاراً
"اوه ارجوك لا تحزن ايها الفارس الباسل ، انت بطل حرب لقد قدمت الكثير لهذه البلاد ، ان الأمير اناني تماماً "
"هل رأيت ما فعله ، كل ما طلبته علاوة و شي من الاحترام و التقدير و لكن هذا الغبي لقد سأمت منه"
"انت على حق انت على حق، ان ملكنا انسان رائع و لكن هذا الشاب انه اناني متمرد لا يفكر سوى بمصلحته ، استمع الي بسبب شجاعتك و وقوفك في وجه هذا الامير الوقح سأساعدك ، لي صديق يعيش في الريف انت تعرفه توران ، يمكنكَ ان تعيش عنده "
"حقاً"قال بسعاده اكمل بضيق"و لكن اعتقد ان لكل شئ مقابل"
"انت على حق ، و لكن هذا المقابل سيكون في صالحك ،انا اريد مصلحة هذه البلاد و لدي خطه ستلقن هذا الأمير الشاب درساً لن ينساه"
لم يستطع ان يقاوم ليو الابتسام و راح يبتسم بخبث لنجاح الجزء الأول من الخطه .

تضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن