"ماذا قلتي!؟ هل جننتي!؟ " قالت زوجة عمها التي ثارت ثائرتها
"ماذا دهاكِ يا زوجة عمي لقد كنت امزح "قالت بتعالي
اقيمت حفله صغيره بمناسبة انتهاء الشتاء ،كانت في وقت الظهيره فالثلوج قد ذابت و الزهور بدأت تتفتح و كأن بصيصاً من الامل قد طل في ظل الضروف القاسية، حضرت ماريا روز و كانت قد ارتدت ثوباً بلون الياقوت و فيه فرو اسود و كانت قد اسدلت شعرها ، فهم بالطبع لن يسمحوا لها ان تكرر حادثة الثوب الاسود.
بالطبع كانت لابد ان تحضر برفقة جونايهم حاكم بلدة بوخ، و كانت يجب ان تتحمل رفقته و ان تراقصه ، فتعمدت ان تدهس على قدمه و في بعض الاحيان تسمح لنفسها بقيادة الرقصه بينما من المفترض ان يقود الرجل، فبعد ان انشغل جونايهم ببعض الحضور وقفت هناك في الزوايه تفكر في طريقه لتحرجهم و لكن ضهر فجأة امامها شاب
" مرحباً ايتها الاميره هل تسمحين بهذه الرقصه" قال بلطف مبالغ فيه
" بالطبع" اجابت بلباقه
و راحت تراقص الشاب الذي بدا في العشرين من عمره طويل القامه بشعر بني فاتح و بشره بيضاء بشده وعينان زرقاوتان لقد بدا انيقاً و لبقاً
" لقد كانت الاوضاع افضل في عهد ابيكِ" قال الشاب
نظرت له باستغراب
و اكمل" عمك يجري خلف مصلحته "
اجابت" حقاً !؟ اخيراً وجدت من يشاركني الرأي"
"اذاً انت مثلي لا يعجبكِ ما يحصل هنا ، كما انهم يرغمونكِ كل يوم على زواج مختلف، بمجرد موت زوجكِ دبروا لكِ زواجاً آخر و كله مبني على مصالح"
"في الحقيقه زوجي لم يمت ، انه في الحرب " قالت
"ماذا تقولين ! كيف يتم زواج فوق زواج" قال بصدمه
"لا اعرف كما ان انت على حق حال الشعب و الوضع العام هنا مزعج و لكن بموت ابي انا هنا لم يعد لي قيمه و لا دخل لي باونلاند فانا مجرد ضيفه مؤقته" قالت بانزعاج
" و لكنها المملكه التي مات والدكِ لأجلها، لقد كان يعرف بانه سيقتل و لكنه وثق باهلها" قال بابتسامه
"ماذا تقصد!؟"اجابت بصدمه
اذاً ابيها كان يعلم ! و لكن لماذا!؟ لم يتصرف
" لقد اخبره احد الجنود بأن هناك ستكون خيانه و محاولة اغتيال و لكنه قال بانه يثق بمن حوله و مات لانه يثق باهل هذه البلده"
لجمتها هذه الحقيقه صدمتها جعلتها تلتف كادت تسقط ارضاً الى ان تدارك الشاب و امسك بها لكي لا تسقط
و اكمل" تعالي لنتعاون و نسقط حكم عمكِ الفاشل فهو في فترة حرب و هذه الفتره يكون في موضع ضعف"
نظرت له بصدمه و استغراب و لكنها اكملت "و من انت!؟"
"اوه نسيت ان اعرف بنفسي ادعى روبن بلاك و انا ابن تاجر غني "
" سررت بلقائك و لكن من اين عرفت بقصة ابي"
" لا اعتقد بانكِ تجهلين حقيقة انه قتل على يد عمكِ و بالمناسبه الجندي الذي حذره انه زوج السيدة التي ربتكِ بابرا"
" انت تعرف الكثير عني!؟"
"لدي معارفي"اجاب بابتسامه
"اذاً ما المطلوب مني!؟"
"تساعديني في هذه الثورة"
" انا لا اهتم كثيراً بالثورة او بغيره و لكن انا ارغب بالعوده"
"العودة الى اين!؟"
"بايتن بيرغ"
"و لكنني ظننت انكِ لا تحبين تواجدكِ هناك!"
" على الاقل هناك انا احظى بالاحترام و مولاي الملك ماركوس يعاملني كابنته" قالت بابتسامه
"اذاًهل تساعديني"
"لا اعتقد باني استطيع فانا مراقبه من قبلهم بشكل مبالغ فيه و لكن انا اؤيدك فالناس لا يستحقون هذه العيشه السيئه"
"حسنناً لا بأس ما دمتِ لن توشي بنا"
اكملت الرقص معه و عادت الى مكانها و هاناك قابلت جونايهم
"لا اسمح لكِ بأن تراقصي الرجال او تحادثيهن"قال بحزم
"بصفتك من!؟" اجابت بغرور و تعالي
"خطيبك"
" لا يوجد شي رسمي حتى الآن و ما الذي يجعلك واثق جداًبان هذا الزواج سيتم!؟"
"لان زواجنا سيكون بعد اسبوع من اليوم"اجاب بخبث
نظرت له بصدمه، لا وقت امامها يجب ان تتصرف بسرعه، راحت تبحث عن روبن بلاك فهي يجب ان تجد حلاً و كان الحل عنده ، و اخيراً وجدته وقفت الى جانبه و سألته:" متى ستبدأ ثورتك!؟"
"الليله ان اردتي"
"حقاً!؟ و كم تحتاج من الوقت لتطيح بعمي!؟"
"يومان او ثلاث فالجنود قليلون بسبب الحرب و عددنا يفوق عددهم"
"و ما الذي ستفعلونه بعمي و عائلته" سالت بقلق
ففي النهايه هو عمها يجب ان تشفق عليه او قليلاً
"سننفيه لخارج البلاد بعد ان نذله امام الجميع" قال بحقد و خبث
"حقاً!؟ هذا جيد اذاً"
انتهت الحفله و في اليوم التالي طلبها عمها طرقت الباب بادب
"ادخل"
دخلت بهدوء
"ما الامر" قالت بفضاضه
"ان السيد جونايهم يشتكيكي ، هل جننتي لتصفعي الرجل" صرخ بعضب جنوني
"لقد صفعني اولاً "قالت ببرود
"حقاً !؟ انت مجنونه "
"لا اعرف هذا يكفي ان اعصابي متلفه من هذا الموضوع" صرخت بغضب
حين رأى انفجارها خاف ان تضيع من بين يديه المصلحة
" حسناً حسناً هذا يكفي يمكنك من الغد ان تنطلقي لرؤية عمتكِ العزيزه"قال بابتسامه خبيثه
بالرغم من ابتسامته الحقيره الا انها رغماً عنها و من فرط سعادتها خلعت ثوب الغرور
"حقاً " قالت بابتسامة وساعه
"اجل بالطبع" قال ببطئ و بخبث
نامت تلك الليله ماريا روز متشوقة للغد للقاء عمتها فلقد مضت سنه منذ ان فارقتها ، استيقظت في الصباح الباكر بكل نشاط و همه ارتدت ثيابها و ارتدت وشاحاً بني لتغطي وجهها و اختارت ان تنطلق لوحدها دون الحرس ، وركبت الفرس و انطلقت للغابه المكان كما هو كأنه لم يتغير فالغابة الآن تستعد لدخول الربيع و العصافير و تغرد و يال سعادتها اصدقائها الارانب هناك ايضاً ، و اخيراً وصلت للكوخ المنشود و لكن!ما هذا !؟ انه يبدو قديماً و كأن لم يهتم به احد من اسابيع ، و لكنها لم تهتم لهذا الامر كثيراً ركضت ناحية الكوخ بسعاده و هي تنادي عمتها
في مكان آخر في ساحة المعركه حيث راح الضحايا بالآلاف، جلس ليو يربط جرح صاحبه الذي تعرض لطلقة سهم في ذراعه ان الجرح طفيف و لكنه يجب ان يضمد بسرعه و على الامير ان يرتاح ل٦ ساعات و يعاود القتال
"انت متهور" قال ليو بانزعاج
"هل تمزح!؟ انها ساحة معركه"
"اتمنى ان تنتهي هذه الحرب سريعاً اريد ان اعود لأرض الوطن افتقد اسرتي"
"عندما اعود لأرض الوطن سوف اعيش حياتي و اتمتع بها كما اريد و لن اهتم بأحد و سأعيش كما اريد" قال جورج بتعب
نظر ليو لصاحبه باستغراب انه يتصرف بشكل غريب!؟ مهما كانت الحرب قاسية بلا يعني انه يجب ان ينسى واجباته
"انت غريب فعلاً"تمتم ليو
و في الغابه فتحت ماريا روز الباب بكل حماس
"عمتي أنــ...." توقفت حيث انها لم تستطع ان تكمل جملتها من الصدمه فلقد استقبلتها رائحة كريهة جداً ، مظرت حولها المكان مظلم و كئيب على غير العاده و الغبار يملأه ، نظرت للزهور التي تعتني بها عمتها انها ميته !! و هذه ليست عادة عمها لقد شعرت بأ ن هناك شئ سئ سيحدث و ما كادت ان تحرك رجها حتى صدمت بشئ تحتها نظرت للأسفل و هناك كانت الطامة الكبرى !
انها عمتها التي ربتها ، السيدة بابرا جثه هامده ، صرخت ماريا روز كما لم تصرخ من قبل لقد كانت صدمه لقد كان انكار لقد كان كل شئ حزين و كئيب ، اسودت الدنيا بوجهها ، فهي لا تعرف ما الذي يجب ان تفعله ، فها هي جثة عمتها امامها بأبشع شكل فلد جفت دمائها تماماً و الدود كان قد لعب بجثتها و رأسها لقد كان مفصولاً عن جسدها لقد بدت جثتها كما لو انها ميته منذ ايام عديدة و لكن من المستفيد من موت هذه السيدة الرقيقه!؟ ، انه هو بلا شك لقد فعلهت هو من فعلها ، عمها! و من غيره قد يرتكب جريمة شنعاء كهذه .
أنت تقرأ
تضحية
Fiction Historiqueتضحيتها،تضحيته و تضحيتهم... لا يعجبها هذا و لكن يجب ان تضحي، الجميع يكرر على مسامعها هذا الكلام ، و كأن الكلام صعب ...ولكنه يضحي من اجل والده و ليس من اجل المملكه... هل هي حقاً تضحية؟