لقد انتهت الحفله بهدوء و راح الحضور ينسحبون واحداً تلو الآخر، لوهلة شعرت ماريا روز و كأن هذه الحفلة كانت كابوساً و انتهى و لكنها و بسبب طبيعتها البسيطه، لم تشعر بذلك بل و على العكس كانت سعيده لقد ضحكت بشكل كبير حينما كانت تراقص جورج و اكملت ضحكها حينما حاول ليو و الذي شعر بشفقة عليها ان يضحكها باحدى مواقفه اللطيفه. و حينما انتهت الحفله و غادر كل الضيوف فلقد كان واجبها ان ترافقهم حتى النهايه .
فرغت القاعه من كل الضيوف وقفت تراقب الفراغ في هذا الهدوء ما بعد الاحتفال شعرت بشئ من الغربه ، وقف الى جانبها جورج
"يا لها من ليله" قال لها
"حقاً لقد استمتعت بوقتي"قالت بابتسامه
نظر اليها باستغراب
"هل تمزحين"
"انا لا امزح لقد ضحكت بشكل هستيري ، ليو صديق جيد لا تفرط به ابداً"
ابتسم لقد كانت من المرات القليله التي يبتسم بها في حضورها،لقد اكتشف ان هذه الفتاة تمتلك روحاً خفيفه ، لقد جعله هذا يدرك مدى حقارته في شعوره ناحيتها ، ليست فتاة ينظر اليها كزوجه و لا في مكانة الرفيقه او الصديقه و لكنها كفرد من العائله انها كالاخت .
"روز ؟!"
نظرت ناحيته باستغراب و بعدها بشي من الانزعاج
"لا احب ان يناديني احد بروز سوى المقربون"
"ما رأيكِ أن تصبحي أختي!؟"قالها و هو يتجاهل جملتها الاخيره
"اخت!؟"
"اجل نعيش معاً كالاخوة، فنحن لا نعرف الى متى سوف نبقى متزوجان و لن نبقى للأبد نتحاشى بعضنا ، و لذلك لنكن كالاخوة"
فكرت قليلاً و اجابت
"انت على حق ما دمنا سنبقى كالاخوة ليكن ذلك"
و اكملت"جورج اعتقد ان والدك لا يحتاج لان يعرف عن حدث في هذه الليلة"
"ماذا كوننا اخوه!؟" اجاب بحماقه
"لا ايها الاحمق بالتأكيد لن يعرف بهذا الاتفاق اقصد ما فعلته زوجة عمي و ابنة عمي"
"انت على حق لن اخبره بشئء" اجاب بتأييد
عادت لغرفتها و صوت الموسيقى لا زال مستمراً في عقلها ، كان القمر بدراً منيراً قد تربع في السماء بفتنه، تذكرت ليالي مشابهه قضتها في الغابه على الفورتذكرت العمه باربرا اوه كم تفتقدها !، تذكرت كم كان الأمير لطيفاً معها كما لم تعهده من قبل انه شخص جيد ليس كما كانت تراه في وقت سابق ، فكرة ان يكون لها اخ حتى لو لم تربطها علاقة دم اسعدتها ففي هذه اللحظه شعرت بأن لها ظهراً تحتمي به و لا يستطيع كائناً من كان حتى لو كانت زوجة عمها او قريبتها او حتى عمها نفسه يستطيع السخريه منها. نامت الاميرة سعيدة قريرة العين بعد ان افرغت عقلها تماماً من كل ما هو سلبي.
استيقظت في وقت متأخر من الصباح و كانت قد فاتتها وجبة الافطار .
"اميرتي هل استيقظتي !؟" قالت الخادمه بابتسامه مشرقه
"وجبة الإفطار! " قالت بقلق
"لا تقلقي فالملك طلب منا تأجليها قليلاً اليوم" اجابت
"و ما المناسبه!؟" سألت الاميرة بفضول
" يجب ان نودع ضيوفنا المهمين بافطار شهي و ايضاً قد تأجلت دروسكِ للغد"
"حقاً، انني افتقدها دروسي لدرجة انني افتقد ثرثرة السيد موريان"قالت الاميرة بأسف
"هيا ايتها الاميره يجب ان تغيري ملابسكِ لنستقبل الضيوف"
"حاضر" قالت بتململ
فهي لا بد ان تصطدم بعمها و عائلته بعد حادثة الغد و هي لا تحب هذا ، ارتدت الاميرة توباً خفيفاً سكري اللون بحزام ذهبي و ارتدت اكليل الورود البيضاء الذي ارتدته البارحة؟ بدت بسيطه و مشرقه ، و راحت تتجول في الممرات بسعادة تتبعها الخادمه و هناك وجدت السيدة باربرا كبيرة الخدم تتحدث مع السيد جاك جاون معلم الادب و التاريخ ، بدى لها انهما في قمة الانسجام ، اكملت طريقها لانها لو ترد ان تزعجهم بحيث انهم لم ينتبهوا لوجودها، وصلت الى قاعة الطعام الخاصه بالمناسبات ، و هناك وجدت عمها و عائلته اول الحاضرين و معهم حاكم بلدة بوخ جونايهم ، دخلت الصغيره بهدوء القت التحية بادب و جلست.
"هل رأتي صغيرتي كم ان هذه الصغيرة وقحة انها تتجرأ و تظهر بشكل غير انيق و منظم لضيوفها" قالت زوجة عمها بسخرية
ضحك الحضور بمن فيهم عمها و حاكم بلدة بوخ و اكملت قريبتها بسعاده"هي فتاة الغاب هل ما زلتي مقتنعه بهذه الورود الغريبه التي على رأسكِ تبدين كخنزير بري قذر"
"يبدو ان هذه الفتاة لا تمتلك حساً في الاناقة او اللباقه"اكمل حاكم بلدة بوخ
"اعذرنا فابنة اخي تربت في الغابه على يد سيدة تمتهن مهنة السحر ، لقد جلب اخي لنا العار و بعد موته اظطررنا ان ان نخبأها عن أعين الفضوليين " اجاب عمها بوقاحة
نظرت لهم بهم فهي لا تستطيع ان تجيب انهم ضيوف مهمين للملك، بقيت صامته تستمع لسخريتهم ، و في هذه اللحظه دخل جورج فاكتفى الضيوف الوقحيين بالصمت ، لقد شعر جورج بأن هناك خطب ما! فهذا الصمت غير طبيعي!، جلس الى جانبها حيث مكانه في الطاوله ، وجدها تتحسس اكليل الورود بعدم ثقه .
"عزيزي جورج يجب ان تعلم زوجتك ان ترتدي ملابسها باناقه اكبر ، هل يعجبكَ منظر الورود على رأسها كما لو انها جائت من غابه" قالت زوجة عمها
"على العكس تماماً انا من طلب منها ارتداء هذا الطوق فهي دائماً تبدو به جميله" اجاب جورج بكذب
نظرت له بإمتنان و هو قد فهم عليها، بقيت زوجة العم صامته بعد ان اجابة جورج باحراج ، دخل حكام بلدة جونا و لونا التوأم مع زوجاتهم و حيووا الحظور بأدب.
"كم تبين جميلة اليوم ايتها الاميره ماريا روز" قالت ملكة بلدة جونا
"حقاً ان اناقتكِ مختلفتاً عن بقية الفتيات في عمركِ و هذا يجعلكِ مميزه خصوصاً طوق الورود هذا "اكملت حاكمة بلدة لونا
"فعلاً هذا ما اريد قوله طوق الورود انه رائع لو كنت اصغر سناً بقليل لإعتمدته في ازيائي" قالت حاكمك بلدة جونا
"حقاً!؟" سألت الاميرة في شك و قلة ثقه بالنفس
" أجل " اجابت حامة بلدة لونا بعدما ابتسمت بحرارة
و بالمقابل اجابتها الاميرة بابتسامه واسعه و هذا اراح جورج القابع بجانبها القلق ان تتعب نفسيتها بسبب ما يجري هنا .
دخل الملك بعد ان رحب بالجميع بلباقه ، راح الحضور يتحدثون حول مواضيع مختلفه، بينما بقيت الاميره صامته خائففتاً على كرامتها . لقد كان هذا الفطور ثقيل بالنسبة لها ، و لكن مع رحيل الضيوف و بالأخص عائلة عمها .
مرت الايام بهدوء و عاد الاستقرار لعهده القديم ، و جاء اليوم التي سوف تنهي الاميرة دروس الرماية السريه ، و تستقل لتتدرب لوحدها فيما بعد.
"أعتقد أننا هنا سوف ننهي دروس الرمايه لقد احسنت عملاً و كما وعدتكِ قوس أجدادي سوف يكون هدية لكونكِ نجحتي هذا الاختبار "
نظرت له بسعاده كبيره "حقاً!؟"
أخرج القوس من الملائة و قدمه لها
" و ها هي مكافئتكِ" قالها بابتسامه
لقد كان سعيداً و هو يرى مدى سعادتها و فرحتها بالمكفائة التي نالتها بجهدها.
و عادا للداخل و هما يتحدثان عن مواضيع كثيره و هناك بالصدفه وجدوا جاك جاون و السيده باربرا يتحدثان في الحديقه الداخليه
"انهما معاً مجدداً" قالت الاميره بهدوء
نظر لهم الامير و كان قد لاحظ مدى الانسجام فيما بينهم و اجاب
"هل تعتقدين ان هناك امر يدور بينهم" مشيراً الى امر معين
"ماذا تقصد!؟" اجابت بحماقه
"اقصد علاقة حب او شئ من هذا القبيل" قال
"علاقة حب؟........ ماذا تقول! علاقة حب!؟ السيدة بابرا و المعلم جاك جاون ؟!" صرخت بتعجب
وضع يديه على فمها و سحبها ليختبئا خلف السور الصغير المطل على الحديقه
"هشششششششششششششش سوف يسمعوننا" قالها بشئ اقرب من الهمس
عدلت من وضعيتها و جلست امامه مباشره و عينيهت كانتا قد توسعتا بفضول
"ما الذي جعلك تفكر هكذا!؟". سالته بفضول
"انظري الى مدى الانسجام بينهم !"
و بعد هذه المحادثه راحت ماريا تراقب كل تصرفات هذان الاثنان و كانت تحاول ان تربط بين تصرفاتهم و بين ما اخبرها به الامير ، لقد كانت متحمسه لمعرفة الحقيقه،و في احد الايام خلال درس المعلم جاك جاون سألت ماريا روز معلمها" معلمي؟ ما هو الحب!؟"
" أيتها الصغيرة ان الحب هو باختصار مغامرة لطيفه تعيشينها مع من تحبين ، تكونين متحمسه لدرجة انكِ تفقدين الشهيه"
"حقا!؟"
" أجل!"
" لقد لاحظت ان السيدة بابرا مؤخراً تعاني من فقدان الشهيه و قد نزل وزنها بشكل كبير ، هل هي تحب!؟"
"ماذا!؟ ، السيده بابرا" قالها و هو ينظر للبعيد
و راحت تتأمل معلمها و بعدها اكملت"هل سوف تتزوج السيدة بابرا!؟ "
"ماذا تقولين!؟، توقفي عن هذا و لنكمل الدرس"
تحطمت آمالها كانت تريد أن تتأكد و لكنها لم تكن صبوره، و لانه بعد ايام كان قد تم اعلان خطبة هذان الاثنان لقد كانت بمثابة الصدمه للجميع لأنهما ارادا الزواج و التقاعد و العيش بعيداً في الريف، لقد كانت ماريا روز متحمسه جداً لهذا الزواج القريب.
أنت تقرأ
تضحية
Fiksi Sejarahتضحيتها،تضحيته و تضحيتهم... لا يعجبها هذا و لكن يجب ان تضحي، الجميع يكرر على مسامعها هذا الكلام ، و كأن الكلام صعب ...ولكنه يضحي من اجل والده و ليس من اجل المملكه... هل هي حقاً تضحية؟