مرحباً اعزائي القراء...
كيف هي اجازة الصيف معكم!؟، هذا الفصل اقدمه لكم مبكراً و ايضاً جعلته اطول قليلاً ، و ذلك لأنني سأنشغل في الفتره القادمه و لا اعلم ان كنت سأستطيع الكتابه او لا !!، و لكن لن اتوقف للأبد فقط لبعض الاسابيع و ذلك لأنني سأسافر في هذه الفتره و لذلك اعتذر عن هذا الامر سأحاول ان اكتب و لكن لا استطيع ان اعدكم بشئ ، و شكراً لتفهمكملقد صدمته بشده ، انه دائماً كان يراها كطفله و لكن و كما قال والده انها سيده الآن لقد كبرت و لكن هناك شئ مزعج فيها انها تبتسم بشكل مستفز ، انها ابتسامتها متصنعة بعض الشئ.
لو علم بما مرت بهِ لعذرها لقد كان في الحرب و عاد حديثاً وكأن عليه أن يعيد اكتشاف شخصيتها مجدداً .
راحا يلقيان نظره على القاعه وجدا ليو كان واقفاً في المنتصف و الفتيات قد تجمعن من حوله و رحن يثرثرن عليه
"انظري هناك محطم قلوب الفتيات"
ابتسمت بإمتنان و قالت:" انه بطل الآن و من الطبيعي ان تنظرن له الفتيات بشكل مختلف ، لقد كان الكونت ميشيلان محبوباً بصورة مشابهه"
ذكر الكونت ميشيلان جعله يعود لسنوات الحرب السابقه :"انت على حق "
"اعتقد بأنني سأنسحب الآن "قالت بابتسامه مرحة و كأنها عادت لتلك الطفله المرحة
ضحك بينما و هي راحت تتسلل من بين الحضور قبل ان يوقفها احدهم،انتهت الحفله و عاد الناس لمنازلهم.
عاد الاستقرار شيئاً فشيئاً للمملكه ففي الاسبوع ما بعد الحرب انشغل الامير و ليو بكتابة التقارير الفائته من أجل الاجتماع لمعرفة الخطط المستقبليه من بعد الحرب ، اما ماريا روز فلقد كانت لا تزال قلقة مما سمعته و لكنها شغلت نفسها بالقرائه و القليل من الرمايه، فلقد كانت تتسلل للغابه و هناك تجمع بعض الاعشاب الطبيه من أجل فران حكيم القصر و في بعض الاحيان كانت تجلس في الاطلال و تقرأ كتاباً ما ، فقاموا بالاجتماع المهم اما الاميرة فاعتذرت عن الحضور فوجودها لا جدوى منه. حدثت الكثير من التغييرات في تلك الفتره و كان هناك تغيير مهم و اوله وجوود سيده تسد مكان السيده باربرا كبيرة الخدم السابقه ، فالاميرة استيقظت ذات صباح على صوت صراخ و صوت اقدام و ضحكات خافته و بدأ احدهم بالتصفيق:" هيا هيا استيقظي أيتها الأميره هيا بسرعه فاليوم لدينا حفله مهمه سوف يصل الحلفاء "
استيقظت الأميره بإنزعاح وجدت أمامها سيده ضعيفة كالعود تماماً بشعر رماديً و وجه كئيب فيه القليل من التجاعيد ، نظرت لها الأميرة بإستفهام
"أنا ادعى لويسا أنا كبيرة الخدم هنا و من الآن سأكون المعنيه بشؤونكِ فأنتِ ملكه مستقبليه و يجب ان يكون هناك من يراقب تصرفاتكِ"
نظرت لها الأميره بتعب و قالت و هي تتثآئب :"سررت بلقائك"
"اولاً يجب ان لا تتحدثي و انت تتثائبين و ثانياً منذ الآن فصاعداً الاستيقاظ سيكون من السادسه صباحاً "
نظرت لها الأميرة و علمت أنها من اليوم ستودع أيام حريتها و التصرف كما تريد .
بينما كانت تسرح الخادمه شعرها كانت السيده لويسا تملي القوانين على ماريا روز:" يجب ان تكوني في الغرفه عندما تنتهين من فطوركِ يجب ان تجهزي للحفله فالحلفاء على وصول و الحفله في الرابعه مساء"
و اخيراً وصلت ماريا روز لطاولة الافطار كم كانت سعيده لهربها من صوت تلك السيده و حديثها الذي لا ينتهي، القت التحيه و جلست على طاولة الإفطار وجدت الأمير يجلس هناك بغضب بينما ارتسمت ابتسامه خفيفه على وجه الملك ، نظرت لهم الاميرة باستفهام.
"ان جورج منزعج من السيدة لويسا ، لقد قابلتيها يا ماريا روز ما رأيكِ بها" قال الملك
فهمت ماريا روز سبب انزعاج الأمير ، لقد كانت تريد ان تضحك و لكن الأمير رمقها بغضب
"ايامكِ ان تضحكي ، لقد ايقظتني من الخامسه صباحاً لأستعد لوصول الحلفاء"قال و هو يقضم طعامه بغضب .و عندها فقط دخلت السيده لويسا و قالت بفخر :"اتمنى ان تكون قائمة الطعام قد اعجبكم يا مولاي"
"شكراً يا سيده لويسا الطعام لذيذ جداً" قال الملك
"مولاي هناك أمر يزعجني يحدث في القصر " قالت السيدة لويسا بإنزعاج
"ما هو !؟" سأل الملك بإستغراب
"في الحقيقه اني ارى انه من غير اللائق ان يستخدم الاميرين غرفتين مختلفتين ، انهما لم يعودا طفلين صغيرين يجب ان يتشاركا غرفه واحده انهما متزوجان منذ زمن الآن"
شرق الامير بطعامه و راح يسعل بشده ، بينما احمر وجه الأميره و اخفضت رأسها تتناول طعامها بهدوء ، اراد الأمير ان يبدي اعتراضه و لكن والده الذي وجد ان كلامها منطقياً جداً وجد فكرتها ذكيه ، و كان على الأميرة ان تترك غرفتها و تنتقل لغرفة زوجها .
استعدت الأميره لحفلة المساء و كانت قد ارتدت فستاناً أزرقاً نفاشاً بعض الشئ على غير العاده و قاموا بجدل شعرها بطريقه جميلة و زينوه بحبات من اللؤلؤ، خرجت الاميرة للرواق بينما كان الامير بالفعل ينتظرها ، و توجها للقاعه معاً كما هي العاده الجاريه هناك .
و هناك كان الناس يحتفلون بسعاده ، لقد عادت اليهم الحياة و انتعشت وقلوبهم مجدداً ، تفرق الاميران فالامير راح يحادث اصداقئه ، بينما راحت الاميرة تثرثر مع سيدات المجتمع الراقي، لقد كانت في مزاج جيد مؤخراً باتت تستلطف مثل هذه الحفلات القليل من الثرثرة لن تؤذيها كما انها كانت تحاول ان تتناسى الكثير من الامور و منها الموضوع الذي يشغل بالها ما سمعته بالصدفه في ذلك اليوم ، انها تعرف انهم لن يقفوا عند حدهم بعودة الامير.
"هل سمعتي يا مولاتي الأميره الآنسه جونا تزوجت منذ اسبوع"
"حقاً ! هذا مفاجئ"
"اجل لقد كان زفافلاً بسيطاً"
"لقد فرحت لأجلها كثيراً انها فتاة لطيفه و تستحق الافضل"
"و لكن سمعت بأن هذا الزواج حدث بشكل مفاجئ لسبب آخر"
"ماذا تقصدين ؟!"
"يقولون ان الآنسه جونا كانت حاملاً و لذلك..."
"ارجوكِ توقفي لا أحب ان اسمع مثل تلك الشائعات المغرظه" قالت الاميره بشئ من الانزعاج
"و لكن هذه ليست شائعه..."
"لا دخل لنا بأسرار البيوت ، اخبرني سيده بوني ماذا حدث مع ابن السيده ليتا !؟ هل حقاً سافر ليكمل تعليمه" غيرت الموضوع بشكل سريع لأنها تغتاظ من تلك الاحاديث.
ابتعدت عنهن فيما بعد و فضلت ان تراقب الضيوف عن بعد فهي تحب ان ترى حكايتهم و تقرأها في عيونهم، و هنا اقترب منها شخص مألوف ، لقد كان الحاكم جونايهم حاكم بلدة بوخ !!، يال وقاحته !!!!لماذا هو هنا!؟
اقترب منها و قال بإعجاب حاول اخفائه:"مرحباً أيتها الأميره "
فضلت السكوت لأن بالفعل هذا الشخص يجعلها تشمئز ،
"يبدو انكِ مصدومة من تواجدي هنا أليس كذلك!؟، لا تقلقي فلقد جددت عقد التحالف مع الحلفاء انا الآن في صفكم مجدداً، هل تعرفين في الحقيقه أنا صدمت لقد توقعت ان تزدادي جمالاً في هذه الفتره و لكن ليس لهذه الدرجه ، بالأخص هتين العينين " و راح يلمس وجهها بكل وقاحه و اكمل" لا تعتقدي بأنني قد فقدت الأمل فأنا لم ايأس و يوماً سأجعلك ملكي"
بالطبع بشخصيتها الجديدة ابتسمت و اجابته:" اذهب و انشغل بتربيه احفادك يا سيدي و ابتعد عني "
انصدم فهذه استراتيجيه جديده لم يعدها منها انها اسوأ بكثير من سابقتها ، اكملت طريقها بعيداً عنه لقد عكر مزاجها تماماً ، هناك وجدت الأمير و حمن من حوله الفتيات
"سمعت يا مولاي انك كنت بطلاً في الحرب"
"حقاً ، و ماذا سمعتي عني ايضاً!؟"
"انك اصبحت اكثر وسامه" و ضحكت
انه يغازل الفتيات و هذا امر لم يكن به ، فهو أمير و لا يجب ان يقوم بهذه الامور الغير راقيه، ابتست اكملت طريقها لقد كانت تعلم ان الحرب غيرت منه لقد اصبح غير مبالي و يقوم بالتصرفات التي تعجبه لا التي تعجب الناس و ما يقوم به الآن نوعاً من الهرب و التفريغ و هناك رأت روبن حاكم اونلاند الجديد ، لقد توقعت تواجده ، و هو ايضاً لمحها فتوجه اليها ليلقي التحيه بطبيعة الحال ، فالقى تحيته و طمأنها على حال البلاد واخبرها عن ندم الشعب من ناحيتها ، و تركته فهي من بعد حادثة حاكم بوخ شعرت بالتعب ، توجهت للحديقه ليلاً جلست امام نافورة المياه ، استنشقت الهواء فالليله كانت جميله فصل الخريف بهوائه و نسماته البارده بعيد اليها الحياة ، نظرت لصورتها بصفحة المياه انها ترى انعكاساً لفتاة ما عادت تعرفها تبتسم لكي لا يرى احدهم الحزن الذي بقلبها لأنها دفنت هذا الحزن منذ زمن و لكن ها هي هذه الأحزان تعود للسطح الذكريات السيئه كلها ، ما عادت تبكي لقد نسيت كيف يبدو البكاء ، من المؤلم أن تفقد القدرة عن البكاء عندما تكون بأمس الحاجه لهذا الامر، بقيت هناك لفتره و بعدها قررت ان تعود لن تسمح لحاكم بوخ او لغيره ان يعكر مزاجها ، سوف تستمتع بهذه الحفله كما تريد ، عادت للحفله و عادت للثرثرة مع السيدات علها تنسى قليلاً ، و مع نهاية الحفله خرجت الاميره لغرفتها و هناك كانت السيده لويسا تنتظرها .
"مرحباً سيده لويسا "
"ما الذي تفعلينه هنا ايتها الأميره!؟"
"استعد للذهاب للنوم "
نظرت لها السيده لويسا بغضب
"هذه لم تعد غرفتكِ"
"حقاً!؟"
نظرت للغرفه انها فعلاً تبدو فارغه
" هيا ستذهبين لغرفة زوجكِ"
بالطبع لم يكن امامها سوى اطاعة الأوامر ! حينما وصلوا لغرفة الأمير وجدوه هناك يهم بالدخول لغرفته
"ما الذي يحدث هنا" سأل الامير بإنزعاج
"انها السيده لويسا" ابتسمت الاميره
" يجب ان تنتقل الاميره للغرفه من هذه الليله" قالت السيدة لويسا بحزم
تنهد الامير بإنزعاج فهذا أمر والده في النهايه ، دخلت الأميره للغرفه و من خلفها الامير ، لقد كانت غرفته واسعه بحائط حجري و سرير كبير بالوسط ، و مدفئه عملاقه نسبيه امامها كرسي ، كما ان مكتبتها على ما يبدو قد نقلت هناك
"ما الذي سنفعله الآن!؟" قال بشئ من الحيره
"و ماذا عسانا نفعل !؟ سنتشارك هذه الغرفه على ما يبدو"
" و هل سنتشارك السرير!؟"صرخ بانزعاج
"اجل سنفعل و ماذا عسانا نفعل!؟" كررت اجابتها بهدوء
زفر بانزعاج فاكملت:"نحن لسنا اطفالاً و كلن منا يعرف حدوده جيداً، الم نتفق ان نكون كالإخوه!؟"
نظر لها بإنزعاج لقد كان يتمنى ان تتغير العلاقه فيما بينهم و لو قليلاً و لكنه هو من وضع هذه القيود و من المستحيل ان يحطمها الآن كما
انها تبسط الامور كثيراً ، بينما هي ليست بهذه البساطه ، بالطبع الامر ليس بهذه البساطه و حتى بالنسبة لها و لكن تعلمت ان تبسط الامور هكذا سوف تستطيع ان تخفف الحمل على روحها المثقله و لو قليلاً .
في النهايه استسلم للأمر الواقع حينما رآها قد ذهبت للفراش بالفعل و استعدت للنوم ، بدوره ذهب للفراش ، لقد كان يفكر ما الذي يحدث انها بارده تماماً لم تكن هكذا ابداً ، لم تكن نائمه فلد كان يراها تتنفس بسرعه .
سألها"ما الذي حدث في غيابي!؟"
"ما الذي حدث في غيابك!؟"
"انا الذي اسألكِ هنا"
"لا شئ، اجبرني عمي على العودة بصفة انك مت بالحرب حاول ان يزوجني و ضغط علي بعمتي التي ربتني من شخص آخر لم تفلح خطته قتل عمتي فثرت عليه و غضبت ، فسجنني و في تلك الفتره قتلت زوجته على يد احدى النساء، فحاول ان يزوج ابنته من الشخص الذي كان سيزوجني منه ، فانتحرت قريبتي امام عيني ، اتهمني بقتلها و كاد يعدمني و في اليوم الذي كان سيعدمني فيه ثار الشعب عليه ، قتله احد المتردين و انتحر المتمرد ، و فيما بعد تشكلت حكومه جديدة كما ترى ، وجدت انه لا مكان لي في ذلك المكان فقررت ان اعود هنا"
لقد اختصرت القصه بشكل فصيع فهي لم تذكر طريقة موت عمتها و هذا الامر الذي يؤلمها و لم تذكر كيف كرهها الشعب فهذا الامر يقتلها حتى بعد ندمهم شعرت كأنها منبوذه ، لم تتحدث عن وقاحة حاكم بلدة بوخ ، اختصرت الكثير ، و لكن هذا الامر صدمه لقد مرت
بالكثير و صدمت بالكثير ، ادرك تماماً سبب تغيرها ، لم يعلم كيف يواسيها ، بقي صامتاً يريد ان يختار الكلمات المناسبه لمواساتها.
" لا تحتاج لأن تحزن لحالي او تواسيني، لقد واسيت نفسي و حزنت لحالي منذ زمن بعيد لا تقلق ، اخبرني الم تفكر بالارتباط!؟"
نظر لها باستغراب لا تزال مجنونه و تحيره
" هل انت حمقاء!؟" قال بشئ من السخريه
ضحكت و اكملت"انا اقصد الم تعجبك اي من الفتيات اللتين كنت تغازلهن اليوم في الحفله!؟"
لقد شعر بالاحراج من نفسه و لكن زواجهم وضعه مختلف و لكن حتى و ان كان الامر كذلك هي من بين كل الناس لم يرغب ان تراه بتلك الطريقه
"كلا لقد كان الامر مجرد لعب "
"لقد ظننت ان احداهن قد اعجبتك ، اذا كان الامر كذلك فانتبه ، الفتيات قلوبهن كالريش تحلق سريعاً لأقل الكلمات المعسوله"
و هل هي ايضاً كذلك يحلق قلبها لأقل الكلمات المعسوله!؟ تسائل بداخله
"و ان اعجبت باحداهن ما الذي ستفعلينه انت!؟"
"سأكون أنانيه ان بقيت بحياتك و انا لا اعني لك شيئاً ، لا اعلم و لكن بالتأكيد لن اقف في طريقك "
"ماذا تقصدين!؟ انت حتى لا املكين مكاناً تذهبين اليه خصوصاً بعد موت عمكِ"
"لا أعلم ليتني اعلم " قالت بعمق
انها غريبه و ستبقى غريبه بالنسبة له انها كاللغز تماماً ، كان بعودته توقع ان يعود و يجد امامه الطفله المجنونه ذاتها و لكن حينما عاد وجد امامه شابه مليئه بالغموض .
نظر لها وجدها تتنفس بانتظام و هدوء علم انها قد غرقت بالنوم،نظر لسقف السرير لقد فهم ماذا تقصد حينما قالت ان مشاركة الغرفه امر بسيط ، فعلاً فهناك امور اكبر و اعمق .
لا يعرف اهدافه التاليه فهو منذ ان عاد من الحرب و هو لا يريد سوى ان يستمتع بحياته و يلهو كما يريد .
أنت تقرأ
تضحية
Fiction Historiqueتضحيتها،تضحيته و تضحيتهم... لا يعجبها هذا و لكن يجب ان تضحي، الجميع يكرر على مسامعها هذا الكلام ، و كأن الكلام صعب ...ولكنه يضحي من اجل والده و ليس من اجل المملكه... هل هي حقاً تضحية؟