تضحية

دروس سرية اسفل الشجر

و كان من المفترض ان تبدأ دروس الرماية السريه بأسرع وقت ممكن ، انتظر الامير جورج في قلة صبر اسفل أحد الاشجار الخضراء ، لم يكن الجو لطيفاً فالجو كان حاراً.رأها من بعيد تركض نحوه بحماس شديد.
"لقد تأخرتي " قالها في غضب.
"آسفه كان لدي بعض الدروس"ردت بإعتذار
"لا بأس هل نبدأ درسنا"قالها بابتسامة جانبية جذابة تتناسب مع الغمازه المحفوره على خده الايسر.
كان قد ثبت لوح تدريبي في وقت سابق و أخرج القوس لقد كان قوساً عجيباً نحتت عليه بعض الاشكال بدقة متناهية و قال بفخر"هل ترين هذا القوس انه احد اقدم الاقواس عمره خمسين سنه يعود عمره إلى جدي ، فتصميمه فريد من نوعه و الخشب المستخدم قوي جداً و من أجود الانواع"
نظرت ماريا روز بإعجاب شديد للقوس لقد بدا لها و كأنه أداة عجيبه
أكمل قائلاً" فلنتفق اذا اجدت كل دروسكِ سوف تكون مكافئتكِ هذا القوس"
نظرت له بتعجب كبير "حقاً !"
لقد كان سعيداً و هو يتباها بكم معلوماته على هذه الطفلة المسكينه قليلة الخبره بالاسلحة مقارنة بخبرته و تعمقه فيها، و راح يعلمها كيف تمسكه بشكل صحيح و كيف تطلق . و مع مغيب الشمس انتهى اول درس للقوس و كان عليهما العوده للداخل .
"حسناً أعتقد انكِ في وقت قصير سوف تتعلمين استخدام القوس "
على ما يبدو ان هذه الدروس كانت بداية هدنه بين هاذين الصغيرين.
عادت ماريا روز للقصر فكانت يجب ان تغير ملابسها، و هناك راحت الخادمات تتهامسن
"عذراً و لكن في ماذا تتحدثن!؟"سألت الاميره الصغيرة في فضول
"اوه اميرتي ، انها الحرب "اجابت الخادمه في حزن
"لقد وصل جيش العدو للحدود و هذا سئ جداً اذا اقتربوا اكثرسوف يكون على المملكة ان تطلق جنودها"اجابت الاخرى في قلق
"هل مملكة (هوراين)جريئة لهذه الدرجة بأن تزحف إلى مملكة كبيرة ك (بايتن بيرغ)؟!". قالت الاميرة بإستفهام
"ان مملكة (هوراين) قد ضمنت حلفائها و تثق بهم بينما مملكتنا فلا تضمن حلفائها فأحدهم بلده (بوخ) الحدوديه و هي مشهورة بالخايانات و الجري خلف المصالح"
"هذا سئ"قالت الاميرة في قلق
"ان مولاي الملك كما سمعت انه لا يريد ان يخوض هذه الحرب و يحاول ان يتحاور ليصلوا لحلول ترضي جميع الاطراف و لكن يبدو ان العدو هدفه السيطره على اكبر عدد من الاراضي"
بعد وجبة العشاء المشبعه و التي كانت عبارة عن فطيرة لحم و و خضار مسلوق ، جلست ماريا روز أمام الشباك تفكر مع نفسها ، كيف سوف تكون ذات نفع لهذه المملكة!؟، لقد كانت ذات نفع لمملكتها ذات يوم.
انها تكره الحروب فهي تسبب الدمار بشكل عام و على المدى البعيد مع انها لم تعرف والداها يوماً و لكنها تعرف انهما كانا ضحية حرب باردة و اغتيال و تدرك ان هناك خيانه قد قام بها عمها في وقت سابق و لكنها لا تملك الدليل فقط شائعات تتختبئ في خوف من غضب الملك.
مع انها تباشر بدروسها بشكل جيد و دروس القوس قد سارت بشكل رائع و لكنها كانت تشعر بفراغ كبير ،فراغ لم تشعر به من قبل فهي تشعر انها تريد ان تساهم و تساعد في ظل هذه الظروف.
نامت الغابة الهائجة في عينيها و لكن عقلها ظل يدور و يدور و امام النافذه نامت بهدوء شديد .