هل نظرتِ إلى إنعكاس إبتسامتكِ يوماً؟!

6.3K 472 9
                                    

و فجأتاً شعرت بحركة غريبة بين الأعشاب، هناك شخص ما....!
اختبأت خلف الأشجار بهدوء و حذر ، هناك شخص ما و لكن مع ظلال الأشجار لا تستطيع ان تتبين من يكون ، لقد كان مسلحاً ، لقد خافت كثيراً مع ان هذه ليست المرة الاولى التي تأتي الى هنا، امسكت بجزع شجرة هذا الشخص يتلفت بشكل مريب و لذلك قررت بأنها ستهجم قبل ان يفعل ، امسكت بالجذع مرمي بإهمال و بهدوء تقدمت من ذلك الشخص الذي كان يعطيها ضهره، و هجمت بالجزع و لكن حينما التفت هذا الشخص صرخت و فجأه .
"إنه أنا ايتها الحمقاء!!" صرخ فيها
"مولاي الأمير "قالت بصدمه
"مولاي..؟! حسناً لا يهم الآن ما الذي تفعلينه هنا!؟"
"انا ؟انا دائماً هنا، ماذا عنك!؟"
"كنت قريباً انهي بعض الأعمال سمعت صوت غناء ظننت الأمر غريب فرحت أتبع الصوت"
"ماذا غناء!؟"قالت بخبث
"أجل غناء؟؟ و كان جميلاً جداً"
"ماذا هل تلقيت ضربة على رأسك ؟! غناء في قلب الغابه، او ربما..."اكملت بخبث
"ربما ماذا..؟!" قال بحذر
"ربما، لقد سمعت عن الأمر سابقاً و اعتادت العمه باربرا ان تحكي لي عن جنية النهر المخادعه"
انخرط في ضحك شديد و قال"جنية و هل تؤمنين بوجودهن"قال بسخرية
"لا تعرف ماذا يوجد في الغابه، فلقد عشت فيها سابقاً و رأيت أموراً عجيبه" لم تكذب فلقد رأيت في طفولتها امراً ، لقد كانت في احدى الليالي التي قررت ان تتجول خلستاً دون معرفة العمة بابرا ، و هناك رأت ضوئاً غريباً او كره ضوئيه غريبه راحت تلحق بها و هناك رأتها تشكلت على شكل فتاة صغيرة الحجم ، اندهشت كثيراً و على الفور راحت تقص ما حدث على عمتها ما حدث و التي اخبرتها بأن ما رأيته حلماً ، و لكنها إلى اليوم لا تعرف اذا ما رأته كان خيالاً او حقيقه.
"و ما الذي تفعله جنيتكِ المزعومه!؟"سأل بسخريه و هو لا يزال يقهقه
"انها تعاقب كل روح شريرة و تحبسها في قاع النهر فتخيل لو تفقد روحك ، فأنت لست ميت و لكنك لست حي "
نظر لها لبرهة و راح يقلب الأمر برأسه و لكنه رأها تبتسم بطريقة حمقاء و بعدها انفجرت في ضحك شديد فبعد ذلك البكاء المرير الذي غسل روحها جاء هذا الضحك ليجعل روحها خفيفة مجدداً لا مثقلة بالأحزان ،لقد كانت تضحك بشكل طفولي ، جعلها و كأنها أجمل شئ في الدنيا ، فضحكتها الرقيقه لامست روحه ، ابتسم بهدوء.بعدما انتهت من ضحكها وجدته ينظر اليها فسألته:"لماذا تنظر الي هكذا؟!"
"لا شئ فقط كنت انظر إلى زوجتي المجنونه"
"حقاً "قالت بإبتسامتاً مشرقه
راح يتأملها مجدداً و ينظر في عينيها في ابتسامتها المشرقه في شعرها المبعثر المجنون الذي يثير جنونه.
" لدي سؤال؟!" قال بغموض
"إسأل"قالت و هي لا زالت تبتسم
"هل نظرت إلى إنعكاس إبتسامتكِ يوماً ؟!"
نظرت له بإستغراب، هي لم تفكر بالأمر حقاً
اكمل:"ابتسامتك انها الأجمل في العالم "
لأول مره شعرت بذلك الشعور يجتاحها لا تعرف لماذا لقد كان شعوراً غريباً جديد ، على اثره احمرت وجنتاها خجلاً ، لم يكن شعوراً مؤذي انما غريب و مدغدغ و جميل بعض الشئ ، كان قلبها يدق بشدة .
راح ينظر الى تغير ملامحها من المزاح إلى الخجل ، انها المرة الأولى التي يراها تتصرف هكذا ، شعر بسعاده و هو يجد نفسه انه استطاع ان يحرك مشاعرها بكلمات بسيطه ، هذا يعود لكونها بسيطة و رقيقه تحرك قلبها الكلمات الصادقه، لقد قال تلك الجمله بغير وعي ، و لكنه لم يندم هذه المرة ربما لو كان الامر قبل سنوات لكان قد ندم لا يعرف الآن ما الذي غير الأمر ؟!، و حينما مال اليها محاولاً تقبيلها .
"يجب ان اذهب لقد تأخر الوقت و انت يجب ان تنهي أعمالك" قالت بسرعه و بتوتر
هربت من ذاك المكان و تركته وحيداً مع شذاها مع صدى ضحكاتها و ابتسامتها تلك... ،وقف هناك كالأبله ، لا يعرف كيف يتصرف شيئاً فشئ هو بات يدرك مشاعره ، و اليوم ردة فعلها تدل ان هناك بداخلها في مكان ما مشاعر دفينه مكبوته تشبه مشاعره التي كبتها و لكنها ابت الانصياع.
انه يريد ان يعيد حساباته فأول الأمر قرر أن يترك كل هؤلاء الفتيات و ان يضع حداً لتصرفات ليا ،مؤخراً كان يلاحظ غيرتها الشديده و لكنه لم يعرف بأن الأمر قد ينقلب على زوجته .
و من بعد تلك الحادثه مر أسبوع كان اسبوعاً هادئاً يمكن القول، فجورج بدأ يغير الكثير من الامور في نفسه بالرغم من انه لم يتأكد من مشاعره بعد ، اما الفتيات فراح يبعد نفسه عنهن و هن بانفسهم ابتعدن باستثناء ليا ، اما ماريا روز فلقد كانت تتحاشى الأمير من بعد ذلك الموقف ، و حاولت ان تشغل نفسها بإنتظار رسائل إيف ، منذ آخر رساله و هي تشعر بالقلق قليلاً ، و الأكاذيب المنتشرة ظلت تطفو هنا و هناك تبث سمومها بالقصر و لكن مع قلة الدليل راحت تنصهر شيئا فشئ ، فالأكاذيب دوماً ما تختفي بسرعه و تظهر حقيقتها على السطح .
فبالرغم كل ما بزلته الآنسة ليا من جهد لتسئ للأميرة لم تفلح ابداً فتلك الشائعات انقلبت ضدها ،و بشكل سئ لكن راحت تنشر شائعات جديدة حول كون الأمير سيتزوجها بعدما يطلق الأميرة .
و راحت تمشي في القصر كالملكة و تتصرف كالملكه و تأمر و تنهي. كما تشتهي كما لو انها هي الأميرة.
و لكن لم يعرها احدهم اهتماماً لأنهم انشغلوا بالاحتفال بعيد التأسيس السنوي ، و هو اليوم الذي استقرت فيه البلاد و تجمعت على رأي آل إيفيرلان الشرفاء و تأسست أولى دعائم بايتن بيرغ .
فتزينت البلاد بأبهى الحلل ، و ارتدت ثوب الزهور البيضاء و التي تعبر عن السلام و النقاء ، فكان من العادات ان يحتفل كل من في البلاد في الساحة العظمى في قلب البلاد ، فالكل يتزين بالزهور البيضاء و الملابس البيضاء حتى الأسرة الحاكمة تتواجد و تختلط بالشعب و لكن هذه الإحتفالات كانت قد توقفت منذ سنوات بسبب اوضاع الحرب، و الآن و بعد سنوات اخيراً ستتنفس البلاد ، كان اول عيد استقلال ستحظره الأميرة، كانت متحمسه له فراحت تختار ثوباً لائقاً و اضحت تصنع طوقاً انيقاً من الزهور البيضاء .
اما الآنسه إيفا راحت تقف على رأس الخدم و تأمرهم
"انت علقي القماش الابيض من هنا"قالت ليا بوقاحة للخدامة
نظرت لها الخادمه بانزعاج و راحت تكمل عملها
"اوه فقط عندما أصبح الملكه قريباً سترون كيف سأتصرف معكم"قالت بتهكم
"آنسة ليل أرجوكِ توقفي، لا يحق لكِ أن تأمري في هذا القصر انتي مجرد ضيفه" قالت السيدة لويسا بإنزعاج و غضب
"هل تعرفين الأمير وعدني بالزواج و قريباً سترون الخاتم و اول شخص سيطرد من هذا القصر سيكون انتِ"قالت الآنسة ليا و هي تبتعد حتى اختفت عن مرئى البصر.
"هل حقاً ستصبح هذه المدللـه ملكتنا؟!" قالت الخادمه
"لا اعرف ما الذي يرى فيها الأمير يجب أن يوقفها عند حدها ، ربما يجب ان اتحدث معه بهذا الخصوص " ردت السيدة لويسا

تضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن