اتجه الكونت ميشيلان مباشرة ليجتمع بالامير و لقد كان ليو و مساعد القائد معهم ، عرض الكونت الفكره فوجدوا انهم سيصدقونهم هذه المرة ، و بالفعل تم التحالف بعدما تم اخذ الاذن من بقية الحلفاء ، و عادت تلك المياه لمجاريها.
وجدت ماريا روز نفسها امام حزن مرير ، فقدت كل عائلتها سواء كانوا يحبونها او لا ، الموت اصبح رفيقاً لها اعتبرت نفسها كاللعنة التي تجلب الموت معها ، بالرغم من انها ساهمت لإصلاح المملكه و كما اتفقوا كانت يجب ان اكون هي الحاكمه و لكن هذا هراء! هي لا تستطيع ان تحكم و لا تريد ، رأت بأن الشعب يتخذ خطوات ثابته ، انهم يسيرون بخطى صحيحه .
استيقظت من نومها ذات صباح كانت في نفسها تتمنى لو ان والدها لم يموتا لكانت اليوم اميره مدللـه ، انها ترغب بالبقاء و لكن وجودها هنا يذكرها بالموت و بلعنتها ، قررت ان تخرج و تريح اعصابها قليلاً ، اختارت ان تنزل للمدينه، ارتدت ثيابها و عقدت عزمها و خرجت ، فهنا هي لم تعد اميره بالرغم من قرارهم الغريب ليختاروها كحاكمه و لكن لم يتقرر بعد، نزلت للمدينه توقعت ان ترى الامل في عيون الشعب و لكنها وجدت نظرات غريبه في عيونهم ، نظراتهم كانت ما بين نظرات استحقار و نظرات شسفقه
" انها الاميره الملعونه"
" لقد سمعت ان الموت يلاحقها "
"ما نفعها فليتخلصوا منها "
"أجل فعمها قد قتل ابنائنا"
"ابتعدي من هنا يا وجه النحس"صرخ عجوز كان يجلس بالزاويه
نظرت له بصدمه لم تتوقع هذا، هي في النهايه لم تظرهم بل وقفت في صفهم انهم يتصرفون بغباء.
"لقد ماتا والدها و مربيتها و ابنة عمها و عمها و لقد مات زوجها كذلك"
"اي انها ارمله ، الارامل نحس، لا نريد فتاة كهذه في مملكتنا تجلب النحس"
بالطبع ان اناساً بسطاء كهؤلاء يعتبرون الارمله نحس و لا يفك نحسها الا اذا تزوجت ، هي لم تكن ارمله من الاساس و لكنهم شعروا ناحيتها بحقد دفين غير مبرر، لم يعلموا ان الثورة قامت بسببها .
"ارحلي من هنا لا نريدك"صرخت امراءة و راحت ترميها بالحجاره
بالطبع ما الذي قد تفعله فتاة في الرابعة عشر من عمرها، بل ما الذي سوف تفعله ماريا روز التي شهدت الكثير في حياتها ، فعلت ما هو غير متوقع لقد هربت للمرة الاولى هربت ، شعرت و كأن كل شخص ضدها ، انهم لم يعترفوا بجميلها فلقد ضحت لأجل هؤلاء اكثر من مره ، اتضح انهم لا يستحقون هذه التضحيه لقد تطبع هذا الشعب بطباع حكامه السابق، وصلت للغابه مكانها العزيز ، وجدت نفسها امام كوخ عمتها و لكن! لن تدخل لا ترغب بالدخول، راحت ناحية النهر و راحت بشرود تغني تلك الاغنيه الشعبيه "في المساء يهرب الجميع للغاب ، حورية جميله تجلس فوق الاغصان تغني حتى يأتي المساء، و تنظر لهم و هم يسيرون بهيام يبحثون عن صاحبة الصوت الشجي الذي يبعث على السلام ، في المساء هربت هي للغاب و سمعت صوت غناء الحورية و شعرت بسلام و رقصت ر قصت و لم يحل الصباح"
نظرت لصفحة الماء، منذ البدايه لم تكن اونلاد ارضها كانت فقط مرتبطه بها بالوثائق ، كانت هذه الغابه هي حيث تنتمي ربما ما ربطها باونلاد كانت عمتها السيده باربرا ، و الآن لم تعد تريدهم فليفعلوا ما يريدوا، لقد عزمت على الرحيل، ستعود لبايتن بيرغ ،على الاقل هناك هي تحظى بالاحترام و هناك من يقلق عليها ان تعبت ،عادت للقصر من طريق خلفي مختصر لا تريد ان تعبر من المدينه ، و على الفور اقتحمت اجتماع الثوريين و قالت:" اريد ان اعود لبايتن بيرغ "
"و لكن ايتها الاميره" قال احد الحضور و لقد كان مسنناً حكيماً
"هنا انا لم اعد اميرة و لكن هناك انا اميره ، الشعب لا يرغب بوجودي و انا استطيع ان ادير شؤون مملكه بحالها"
كان الصمت هو سيد الموقف حتى تكلم روبن:"اذاً انتِ ستتركين المملكه و هي في احلك ظروفها"
"لقد ضحيت لهذه المملكه مرات عديده و لم اعد استطيع ان افعل المزيد"
بالطبع لم يكن بيدهم شيئاً ليفعلوه ، ان مؤسسي الثورة هؤلاء يدركون مكانتها و يقدرون تضحيتها و لكن الشعب جاهل .
و كان قبل عودتها يجب ان تلقي كلمة وداع للشعب هذا ما اقترحه الثوريين ، مؤخراً اصبحت كل كلام تلقيه فيه توبيخ و اهانه و يبدوا حتى كلمتها هنا ستكون مليئه بالاهانه انهم يستحقون ذلك ، يجب ان يدركوا بأنها ضحت لأجلهم، خرجت من ساحة القصر و كانت قد ارتدت قناع الوقار ، و بدأت بكلمتها:"أيها الشعب ، تباً لكم " ضنت انها لن تحتاج لأن تستخدم هذه الكلمه و لكن هذا الشعب الجاهل يستحق لا يفرقون شيئاً عن علية القوم السابقون، لقد صدم الحضور و الشعب الذي كان مستعداً لأن يثير الفوضى و يهين كلمتها خرس تماماً اكملت :" اجل تباً لكم، عندما قامت الثورة و نجحت ظننت انني قد اجد مكان بينكم لا كحاكمه فلترتاحوا لا اريد ان احكم شعباً انانياً و لكن كمواطنه عادية ، و لكن وجدت من طرفكم الرفض ، قلتم عني نحس ،لعنه ، ارمله ، و لكن لا اهتم فكل ما قلتوه عني كذباً ، و انا سأغادر اليوم و لم اعد ارغب بشعب اناني مثلكم لقد اهتوني بالرغم من اني لم اظركم يوماً ، سوف اذهب لمكان احظى فيه بالتقدير ، مكان لا ينادوني فيه بالارمله و ذلك بانني لست كذلك من الاساس ، مكان لا ينادوني فيه باللعنه او النحس و شكراً لكم"
شعر الواقفون بتأنيب الضمير و لكن لقد فات الاوان، لقد كانت عربتها تنتظرها .
"سأزوركم في القريب العاجل" قال روبن و هو يودعها
ابتسمت ، و كانت عربتها قد غادرت ، تذكرت يوم زواجها لقد حظرت على ضهر حصان، جلست تفكر بكل ما مرت به انها يجب ان تتخذ قرا و لقد قررت انها لن تصرخ و ان تبكي مجدداً لن تغضب و لن تحقد سوف تبتسم دائماً مهما بلغ حقد الذي امامها ، فالابتسامة سلاح قوي سوف يخرس اعدائها فهي لا تريد ان تستخدم الكلمات القاسية فبعد كلمتها تلك شعرت بشئ من تأنيب الضمير .
و بعد مسير ايام اخيراً لاح امامها قصر بايتن بيرغ بشموخ ابتسمت بسعاده.
بعد مرور سنه
و في مكان آخر في الحرب اشتد القتال بين الطرفين ، و في ظل هذا القتال اختفى الكونت ميشيلان فلقد وضعت بايتن بيرغ في وضع حرج ، لم يعد هناك قائد لجيشهم ، لقد رأؤوا الكثير من الجثث مات الكثير و جرح الكثير ، بالطبع استطاعوا ان ينقلوا بعض الجرحى للوطن بصعوبه بالغه.
في بايتن بيرغ التي استطاعت ان تستعيد شيئاًمن حيويتها و حيوية تجارتها ، اشرقت شمس جديده مليئة بالامل استيقظت الاميرة الصغيرة ذات الخمسة عشر عام الان ، منذ ان عادت لبايتن بيرغ و الابتسامة لم تفارق محياها، بلرغم من ظاهرها السعيد ، الا ان احداً لم يلاحظ ايتسامتها لقد كانت فيها شئ من الحزن ، و لكن كانت تحاول بشدة ان تفرح، فلقد شغلت نفسها بالقراءة و لم تنسى ان تتدرب على استخدام السهم و اخيراً اصبحت تساعد حكيم القصر ، بسبب خبرتها بالاعشاب اضطرت ان تكون مساعده للحكيم و تشهد الكثير من الجروح و تساهم بعلاجها ، و ذلك لأن الكيم كبر بالسن اراد ان يستقيل من عمله ، فلقد اصبحت هي الحكيمه الجديدة ، اميره في الخامسة عشر من عمرها تصبح حكيمه هذا غريب و لكنه واقعي ، و ايضاً عادت العلاقات بين بايتن بيرغ و اونلاند و الذي اصبح الآن روبن حاكماً عليها.
خرجت ماريا روز للتجول قليلاً ناحية الاطلال ، و لكن سرعان ما سمعت صراخاً لقد كان احدهم يناديها :" أيتها الاميره انهم الجنود... الجنود من ارض المعركة"
و ما ان سمعت ذلك هرعت على الفور علمت انها ستحتاج للإمدادات فصعب عليها ان تعالج كل هذا العدد ، فطلبوا كل معالجي المملكة ، لقد كانت تظرة هؤلاء لها دونيه فهم لم يعترفوا بقدراتها، بالرغم من انها تدربت على يد امهر حكيم في المملكه كما انها تربت على يد حكيمه و مداوية، و لكن كونها طفله صغيره اغاضهم .
اجتمه الجنود المصابين في ساحات القصر ، و كان قد بدأوو بمداواتهم بالفعل. هرعت ناحية احد الجنود المصاب بقدمه ، و الذي كان يهذي من الالم :"لقد ماتوا جميعهم .. اصداقئي ، لقد رأيت الاطفال و النساء يلفضون انفاسهم الاخيرة ، ان هذه الحرب قذرة ، لقد مات قائدنا لقد اختفى، يقولون وجدوا جثته و لكن لا نعلم لا نعلم "
نظرت له بصدمه هل الكونت ميشيلان مات ؟!!!!!!!!!

أنت تقرأ
تضحية
أدب تاريخيتضحيتها،تضحيته و تضحيتهم... لا يعجبها هذا و لكن يجب ان تضحي، الجميع يكرر على مسامعها هذا الكلام ، و كأن الكلام صعب ...ولكنه يضحي من اجل والده و ليس من اجل المملكه... هل هي حقاً تضحية؟