"عزفك له نكهة لطيفه أيتها الأميرة"
رفعت الأميرة رأسها و هذا اللحن الذي عزفته كان قد ذكرها بكل اللحظات السوداوية التي مرت بها .
ارغمت نفسها على الإبتسام:"حقاً؟!...اشكركِ على الإطراء"
"ما بال مسحة الحزن هذه أيتها الأميرة " سألت إيف بإبتسامة رقيقه
"لا شئ ...." قالت الأميرة بعدما أشاحت بوجهها بعيداً ، لا تريد ان ترى ايف الحزن، فالغابات التي بعينيها بدت قاحله حزينه .
" هل تريدين أن احكي لكِ حكاية ايتها الاميرة!؟"
"احكي"قالت الأميرة بإهتمام
" قبل عدة سنوات و في احدى ايام الربيع المزهرة ولدت فتاة صغيرة ، كانت هذه الفتاة بالنسبة لوالديها هدية و كانت هدية عظيمة و ثمينه ، كانت هذه العائلة تكاد تكون مثالية جداً و لكن دخلت الشاطيين بين هذه العائلة و تشاجر الزوجان و اصبحا لا يطيقان بعضهما و في هذا الوقت كانت هديتهما في الثالثة من عمرها و لا تعي ما يجري و لكنها كانت تعلم ان هناك امر غير طبيعي يحدث، و في يوم استيقظت الفتاة الصغيرة من نومها، و لم تجد والدتها ، سألتهم لم يجبها اخد سألت والدها قال بأنها هربت و لم تعد ترغب بهم ، ظنت الصغيرة انها يجب ان تتأقلم ، و في يوم جاء والدها بإمرأة اخرى و اخبرها ان هذه السيدة هي امها الجديدة، فرحت الصغيرة و لكن لم تكن هذه الام الجديدة تعاملها بلطف كما كانت تفعل امها الاولى ، بلغت الصغيرة الرابعه من عمرها و جاء اليوم الذي رأها فيه أحد التجار صدفتاً و هي تلعب مع الأطفال الصغار ، و فكر و قال وجدت دميتاً جميلة اتباهى بها امام القوم التافه الذي يعشق المظاهر ، و ذهب مباشرتاً لوالد الطفلة و اغراه بالمال مقابل الطفله ، اعمى بريق المال قلب و عين الام الثانية ، و راحت تقنع زوجها بتسليم الطفله او بالمعنى الاصح ببيع الطفله، و بيعت الطفله بكل برودة، حزنت الطفله و بكت و بكت و لم يستمع لها احد ، كان والدها الجديد حسناً كانت نظنه شخصاً لطيفاً ، كان يبتسم لها و يشتري لها كل ما تريده ، و لكن عندما كبرت بدأت تلحظ كم يعاملها بقسوة و يستعرضها امام الناس كالدمية "
نظرت ماريا روز إلى ايف بصدمه "ايف !.....انتي؟"
"اجل ايتها الأميرة هذه قصتي كمل ترين ، و الآن كل ما اتمناه هو ان اتخلص من هذا الشخص المسمى والدي، اريد ان اخرب منه و لكن استطيع، حاولت و لكن بائت كل محاولاتي بالفشل"
"و ماذا عن والداك؟!"
"لا أعرف و لا اريد ان اعرف " ردت ايف بغضب
نظرت الأميرة إلى إيف و شعرت بأنها تستطيع ان تبوح لها بكل شي و لا تستثني شيئاً .
"هل تريدين ان احكي لكي حكاية انا الأخرى"قالت الاميرة
"انا اسمعكِ"اجابت ايف بابتسامه
راحت تحكي روز حكايتها بتفاصيلها، مقتل والديها، العمه بابرا ،و عمها وزوجة و عمها و ابنتة عمها ، زواجها المزيف ،الأمير و الملك، الحرب و حاكم بوخ ، و مقتل اعز من تملك ، عودتها الى بايتن بيرغ ، و امور كثرة اخرى .
و هي تتحدث شعرت و كأن روحها اصبحت خفيفه ، لقد خلعت قناعها و هي تتحدث تصرفت على طبيعتها.
استمعت إيف اليها صدمت و ذهلت و فرحت و حزنت مع كل المواقف التي حدثت .
"حكاية عجيبه أيتها الأميرة ان الكلمات تخونني فعلاً، و انا التي كنت اظن انني تعرضت لأكبر ظلم في العالم"
"هناك أمر آخر "قالت الأميرة بغموض
"ما هو!؟"
" إن هناك من ينوي ان ينقلب على مولاي الملك و حاكم بوخ له يد في ذلك "
"ماذا !!" قالت بلعثمه و صدمة ، بدت ايف و كأنها تعرف شيئاً و لكن
"أعتقد بأننا يجب ان نعود لقد شارفت الشمس على المغيب " قالت الأميرة بمرح
عادتا للداخل و في هذه الأثناء كانت ايف تتصرف بشكل مريب و غريب ، ودعت الأميرة إيف، و قررت ان تختار كتاباً عشوائياً تقرأه ، و ذهبت إلى مكتبة القصر العملاقه ، و هي في الطريق وجدت الأمير جورج لقد كان مع احدى النبيلات فتاة ما من التين يعرفهن ، لقد كانا يتغازلان ، لم تهتم كثيراً لأنه مؤخراً اصبح مستهتراً و كل ما يفعله هو اللهو .
وصلت اخيراً إلى المكتبه ، و هناك راحت تبحث بين الكتب عن كتاب ممتع ربما تجد شيئاً ، بينما هي تبحث بهدوء بين الكتب بإهتمام شديد شعرت بيد تلمسها اتلفتت و وجدته امامها، لقد اقترب منها الصق وجهه بوجهها ، انه هو بوجه النتن الملئ بالتجاعيد حاكم بلدة بوخ ، مجدداً عاد ليضايقها ، عادت لها اشباح الماضي عادت لها اكأب ايام حياتها قبل قليل كانت تشعر بروحها خفيفة كالريش، و الآن عاد هذا الشيطان الكريه ليتلاعب بأعصابها و يثقل روحها بوجههة المزعج.
"تزدادين جمالاً ايتها الأميرة يوماً بعد يوم " قال و هو يبث نظراته المسمومه عليها، و هو يتفحصها بخبث .
شعرت و كأنها ستنفجر ، و لكنها حافظت على هدوء اعصابها و قالت بهدوء :" ارجوك ابتعد عني و لا تلمسني "
"و لماذا انتِ غاضبة هكذا أيتها الزهرة الصغيرة ، انه لا يستحقك ابداً"
"ابتعد عني و لا دخل لك"
"لقد رأيته قبل قليل مع احدى الفتيات ، الا زلت متمسكتاٌ به "
دفعته بهدوء و ابتعدت عنه بقرف
"سترين فأنت ستكونين لي في النهايه"
مشت عنه مبتعده و تجاهلت كلامه ، و عند حلول المساء ذهبت لغرفة العشاء و التي كانت نظم الضيوف المهمين كذلك ، جلس بجانبها الأمير الذي لاحظ انزعاجها و الذي خمن انه بسبب ما حدث اليوم و الحديث عن عمها، نظرت له بهدوء و سألت:"ما الذي تحدق فيه!؟"
"اراقب طلتك البهية و انت تتناولين العشاء" قال باستهزاء
نظرت له بإنزعاج فهي لا تزال متضايقه لأنه لا يصدقها و لكنها يجب ان تفاتحه بالموضوع مجدداً.انتهى العشاء و عادلت لغرفتها لتغير ملابس و تستعد للنوم ، راحت تمشط شعرها و هي تدندن بعض الالحان، دخل الامير و الذي بدوره بدأ يستعد للنوم بعدما غير ملابسه .
"اريد ان اتحدث معك في موضوع مهم" قالت بجدية
"ما الامر؟!" أجاب بعدم إهتمام
"بخصوص الموضوع الذي حدثتك عنه سابقاً، هل نسيت انه امر لا يحتمل النسيان"
"لا لم انسى و لكن ، هل انتِ متأكده مما سمعته الم تخطأ اخذناكي!؟"
شعرت بالغضب وضعت المشط على الطاوله ، و ذهبت ناحيته، لقد كان جالساً على الكرسي يخلع حذائه ، امسكت بكتفه بكلتا بديها و قالت باندفاع:"اذا كان الامر مرة واحده فيمكننا ان نقول انني اتخيل و لكن الامرتكرر لمرتان ، ثم اي خيال هذا يجعلني اتخيل حوار كانل بخطة محبوكة بذكاء"
نظر في وجهها، و في عينيها تحديداً شغفه ، وجداها تلمعان بحدة و بشكل غريب مما يؤكد صدقها ثم لماذا قد تتخيل اموراً كهذه او ان تختلقها مثلاً
اطلق ضحكة عاليه و قال:"حسناً لا تحتاجيين لأن تفعلي كل هذا انا فعلاً اصدقكِ و يمكنني ان اخمن من هو احد الشخصان اللذان يخططان لأمر كهذا، في الحقيقه بحثت خلف الأمر قليلاً و لم اهمله تماماً و لكني فقط عملت بسرية تامه "
جلست بجانبه و بحماس و اندفاع :"حقاً ، لم اذق طعماً للراحة و انا افكر بالأمر، من هو من الدي ينوي ان يقوم بكل هذه الأمور السئيه!؟"

أنت تقرأ
تضحية
Ficção Históricaتضحيتها،تضحيته و تضحيتهم... لا يعجبها هذا و لكن يجب ان تضحي، الجميع يكرر على مسامعها هذا الكلام ، و كأن الكلام صعب ...ولكنه يضحي من اجل والده و ليس من اجل المملكه... هل هي حقاً تضحية؟