وكأني احتضر .. وكأني اموت P8:

333 20 15
                                    

احتضن ليو ميلا  فقد كانت تريد ان تنسى كل شيء ، للحظة ندمت انها فعلت كل هذا ، واتى صوت ريتشارد في عقلها " ستحملين كل شيء لنفسك! ". ولكن بدأت تشعر ان شخصاً اخر يحمل المهاا ايضاً .. بدت في داخلها كشخصان احدهما نادمٌ كان يصرخ" لاتفعلي "واخر سعيد احمق يتغنى بالحب والصداقة ..
شهِد  جاسبر كل شيء وهو واقف خلف الباب مبتسماً.. مرتاحاً وذهب الى غرفته..
لم تنم ميلا ليلاً تكتب رسالةً لعمها جوان ، وحين حلّ الصباح ارسلتها اليه ولم تتلقى اي طرد بعكس ليونارد الذي تلقى من والدته . كانت ترسل اليه كل يوم بالبرقيات مشتاقةً اليه ، تمنت ميلا ان تراهاا فقد تخيلتها جميلة جداً تشبه امها الراحلة التي لم ترها سوى بالصور ..
مضى اليوم اهدى من اي يوم حتى ان بورلان وليو لم يتشاجرا ابداً ، حتى البروفيسور ليبر لم يتحدث او يضايق ميلا ، مر شهران هكذا وطيلة تلك الشهران لم يصل ميلا اي طرد كانت شاردةً دائماً لاتصلها سوى نظرات استحقارية من الطلاب ، اما علاقتها مع ليو فما هو ظاهر للجميع قد وُضع بينها حاجز منذ ذلك اليوم..

اتى الربيع وبدأت حديقة المدرسة تصبح جميلة فقد كان يطغو عليها شكل الرعب وسط الثلوج الكثيفة فبعد كل شيء هي موجودة في مكانٍ عالٍ جداً الشتاء فيه قارس .. والربيع يُدخل الحيوية للجميع ، والصيف حار كالفرن ، اما الخريف كان اجمل فصل يمر على ويمبردون..  
كان الصباح مشرقاً والطلاب سعيدون حتى البروفيسور سبراوت  نشيطٌ جداً ، وفي الافطار اقترح ان تكون حصته انزال الثلج من على اسطح المدرسة فوافق المدير بكل سرور وظهرت السعادة على الطلاب " لا درس تاريخي ممل ولا حفظ اسماء جنود حرب قرن الفيل بالتفصيل ". 
تنهدت ميلا وقالت " أ من الصباح حقاً؟ الم يكفي وجود الامتحانات " .
لم يُجب ليو وظل مشغولاً بإفطاره كانت ميلا تحاول استدراج الحديث معه وهي تعلم ان جاسبر يراقبهما.
" اليس الامر وكأنما سيسقط احد الطلاب من اعلى الساعة مثلاً ؟!".
اجاب ليو بدون النظر اليها " لا نتوقع سقوط شخص غيرك هنا". 
ضحك جاسبر الذي كان يجلس خلفهما اما ميلا فأمسكت بكأس العصير وسكبته على ليو " فالتُنزل الثلج وتنزلق بالعصير وتتذكرني وانت في الهواء ".
نظر الطلاب القريبون منهما بدهشة اما ليو فأمسك بالحليب ورماه على وجهها وقال " فالتنزلقي بالحليب وتموتي وانتي تشربينه ".
شعرت ميلا بالغثيان فالحليب اكثر المشروبات التي تتقزز منها ، امسكت بكتفيّ ليو واسقطته على الارض وهي فوقه وبدأا يتشاجران في المدرج الضيق شعر جاسبر ان المشكلة ستصل للمدير وبدأ بسحب ميلا ولكن استبق الطلاب الحدث حتى لاحظ المدير بامتعاظ ان امراً قد حدث. 
صرخ جاسبر " مالذي تفتعلان الشجار لاجله؟ ".
قال ليو وهو يحاول النهوض " هو من افتعل ذلك اولاً!!".
افلتت ميلا من جاسبر ورمت صحن البيض على ليو وعادت خلف جاسبر بشكل غير مباشر قائلة " تنظر الي بازدراء!! اليس هذا كافياً لاضربك؟ ".
اتت البروفيسور منيرفا غاضبة وحين وصلت اليهما قالت بصرامة " في هذا الجو العليل اجد طالبان من طلابي يتشاجران بافطارهما ! ومايحرق روحي ان احدهما من العائلة المالكة والاخر لايقل عنه مكانة ، كنتما جيدين في الشتاء هل تفتحت زهور شياطينكم هنا؟ ".
صمت الاثنان وامرتهما بتبديل ملابسهما فوراً واللحاق بحصتهما مباشرة ، وهما لن يأمنا العقاب في حصتها. 
اخذهما جاسبر الى المهجع ولم ينطقا بأي كلمة وحين وصلا ذهب جاسبر ليتمكن من اللحاق بحصته واغلقا الباب ونظرا لبعضهما بصمت.. وفجأة ابتسما واحتضنا بعضهما وهما يضحكان!!!! 
قال ليو " هيا لنبدل ثيابنا  ". 
" اهه بالطبع ، اهه كم انتظرت هذا اليوم ، فعلاً تطلّب خداعهم وقتاً ".
ذهبت ميلا لتأخذ زياً جديداً فقال ليو " الم تعودي تكترثي لعمك؟ ".
قالت وهي لاتنظر اليه" اهه فعلاً انا مازلت انتظر ولكن لماذا انتظر بقلق .. بما انه انتظار فقط سأنتظر باسترخاء ".
لاحظ ليو تغيّر في شخصية ميلا في الفترة الاخيرة فقد اصحبت مفتعلة للمشاكل حقاً حتى البرت اصبح يتجنبها ‏ومنذ شهر ونصف هي وليو يتعمدان الظهور ببرود امام الجميع ليقوما باكتشاف كل شيء توقفا عن اكتشافه منذ الحريق الذي طويت صفحته ولم يتطرق احد له. 
ذهب الاثنان خلسة من بين الطلاب في الخارج الى مهجع الفتيات دون ان يلحظهما احد ، وقفا عند بابه وقالت ميلا بتأسي " لقد كان لونه وردياً!
فتح ليو الباب وسحبها " هيا لاتتصرفي كفتاة عادية ". 
كان المكان مظلماً لولا ضوء الشمس الخارجي وحين تقدم ليو امسكت ميلا به " ارجوك فلنأجله الان اريد ان افتش هنا جيداً بوقت كافي ، محض دقائق ويبحثون عنا ".
" تعلمين ان اللعنة في الليل ". 
" هل تصدق اللعنات ؟ اهه لاتجعلني ارمي بنفسي من الاعلى لاوضح لك اللعنة حقاً واجعلها تلاحقك حتى تموت لاعناً شخص اخر خلفك ، هيا سنأتي بعد قليل ".
" بعد قليل؟ ". 
لم تجب ميلا على تساؤله وخرجا وحين دخلا بين جموع الطلاب قالت له " اسمعني جيداً سيتطلب هذا الامر بعض الشجاعة والتركيز لذا استمع جيداً..".
اخبرته ميلا بالخطة ف فوجئ ليو بتفكيرها الذي وصفه بِ "  سُخف !! أتعتقدين ان هذا سيُصدق!!؟".
" اكذب بسخف فلن يكذّبك احد ، ولكن ان تكذب وانت تحبك المواضيع لن يصدق احد ، لا اريد ان ابقى في جناح صغير اتصنع فيه الاعذار  ".
ابتسم ليو  " اهه بالطبع فالعالم الذي خرجنا منه ينعدم فيه القانون ".

تُرانسيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن