اتت خطوات اقدام قادمة للغرفة دخل كل من ريتشارد وجوان - اخ ريتشارد - وميشيل تملأهم الدهشة فيما يحدث ، قالت العمة نوليا مخاطبةً ريتشارد " تلك الخطيئة اللعينة كيف لك ان تجعلها تعيش تحت حرية ؛ من المفترض ان كنت تريد لإسم ترانسيّ الفخر عليك بحبس هذه الدنيئة داخل غرفة فارغة فلا تستحق ان تعيش الا بالفراغ رغم انك ابعدتها عن العالم الا انها صاحبة لسان سليط وقذر ".
اجهشت دموع ميلا تنهمر بالصمت وميشيل متمسك بقدم آلبس بخوف اما يتشارد احمرّ وجهه غضباً واهلّ بالصراخ على ميلا وفي المقابل اتجه جوان الى سرير ميلا يرى الكتب التي تقرأها والاشياء التي تكتبها كان مايخطر في باله انه سيجد رسومات لطفلة واوراق مقطعة رغم ذلك اصابته الدهشة فقد وجد انها تقرأ كتب الاندلس وتكتب ملاحظات على الهوامش فسأل ريتشارد وهو متفاجئ " هل..هل ميلا تدرس التاريخ ؟ "
قطع ريتشارد صراخه واجاب دون مبالاة "كيف لي ان اجعل مثلها يتعلم؟ "
تمتم جوان " عظيم . "
كان جوان شاب في بداية العشرين وقد كان ميشيل وميلا قد ورثا الجمال منه وهو ورثه من جدته كما ورثت ابنة عمه زوجة ريتشارد المتوفاة نفس الملامح مخالفاً عن ريتشارد ونوليا اللذان ورثا ملامحهما من الجد تُرانس كما يقول ريتشارد ..
وبعد تلك الحادثة كانت ميلا محبوسة لاسابيع في غرفتها لم تكن ترى ضوء الشمس ابداً ..في شجار آلبرت تدخل نايزون " ايها الطالبان توقفا عن الشجار وفوق هذا الذي توفيّ من عائلة ترانسي كان فتاة اما الوريث فهو لم يتغير منذ ولادته ".
تبدلت ملامح آلبرت وظهرت ملامح غير مفهومة عليه وتقدم نحو ميلا بخوف وتردد وقال " هل حقاً فقدت اختاً؟"
وضع يده على كتف ميلا وهو يرجف فقامت ميلا بدفعه وفقدت توازنها واستندت بالجدار ونظرت الى آلبرت ببملامح مرعبة " إياك ان تستصغر عقلي ، ان تأخذني كيفما تشاء ، اياك ان تمازحني بجدية او ان تضع يدك على جرحي وتضحك .. ان تتغابى وانت تفهمني!!!!!"
قالت الجملة الاخيرة صارخة وركضت وهي تمسح دموعها كانت عاجزة عن الكلام في الامر ركضت الى العيادة واغلقت الباب خلفها وجلست مستندةً على الباب متألمة من قدمها ومن كل كلمة قالها آلبرت وفجأة خرج شخص من خلف احد الستائر مسحت ميلا دموعها سريعاً كان طالباً في السنة الاولى شعره الى كتفيه ويغطي احدى عينيه كان بارد الملامح وهزيل جداً تقدم الى ميلا وجلس امامها ينظر صامتاً بلا حراك.
قالت ميلا " مالمشكلة؟ "
رد قائلاً بدون ان يحرك نظره " لا مشكلة. "
كان صوته ثقيلاً جداً وردت ميلا سريعاً
- لاتمازحني!!!
ضحك قائلاً " اردت اضحاكك ".
تغير شعور ميلا تجاهه وسألته بهدوء..
- مالذي تفعله هنا.؟
- انا اراجع لأجل عيني..انظر
رفع شعره عن عينه المغطاة ، كانت لاتُرى لانها محاطة بحروق عميقة جداً حتى الجلد لم يكن موجوداً وتظهر التفاصيل الداخلية لعينه..تفاجأت ميلا واصابها الغثيان وشعرت بتقلص معدتها من المنظر فأنزل الفتى شعره سريعاً وصمت برهة فحاولت ميلا تغيير الصمت ؛
- انا ميشيل تُرانسيّ
- آهه اعرفك الفتى صاحب المرض المزمن ؛ انا مارشيلتولاي بلاك يمكنك مناداتي مارش.
ابتسمت ميلا وقالت " سيكون جيداً ".
جلس الاثنان على اقرب سرير لهما بعد ان اسند مارش ميلا على كتفه وظلّا يتحدثان عن المدرسة حتى قال مارش بعد حديث موجز..
- هل رأيت مهجع الفتيات انه مرعب ، يقولون ان هناك...
أنت تقرأ
تُرانسيّ.
Gizem / Gerilimكانت بريطانيا في حُقبة تطورهاا تعيش في جانب مرفّه وجانب يحمل السواد ، طبقات النُبلاء المقدسين والتجار الماكرين والفقراء المستضعفين وطبقة يعلم بأمرها الجميع ويتظاهرون بجهلهم لها - السوق السوداء - .. لدى تلك الحقبة شروط الوراثة فإن مات النبيل ولم يخل...