P15; كذب متكدس ! تلك قوانين رواسب الحياة

218 21 16
                                    

في الماضي كانت حتى جدران القصور لاتخون اسيادها .. واليوم يخون الاسياد جدرانهم .. في تلك القرون كانت الجمادات من تحترق وبعد اعوام سيشهد التاريخ لربما حريقاً حرق الظل .. وابتلع ملوكاً وعظماء! حتى ذلك الوقت بدأ من بالقصة يغرق امامنا لذا .. اذا كان مصيرنا الغرق لنغرق الى اقصى الاعماق حاملين معنا فخرنا لنبقي على احذيتنا نظيفة ونجعل ايدينا قذرة ..

" الامر ليس كما تتخيل هل تريد مني الانقلاب على الملكة في ازدهار حكمها؟؟!".
" انظر الى مكانتي سأنقلب انا ايضاً ولست خائفاً مثلك ".
" لا لا الامر ليس منطقياً ، دعني افكر ".
" ليس لدي مشاكل في تفكيرك ولكن ضع بالحسبان ان عائلتك استبعدت واستعبدت لانها تؤمن بشيء لاتؤمن به الملكة والعكس ايضاً ! بخلاف ذلك انا متعجب انك نسيت ليلة اعدام والدك؟ ".
" استمع الي!!عائلتك ايضاً كانت في صفهم فينسفنت لقد وافقت على اعدامه ".
" لاتخلط الامور بحق الجحيم انت تعلم انني لم اكن متوافقاً مع والدي في كثير من الامور! ".
" ماذا تريد مني الان؟ ".
" اريدك ان تصبح خادمي يا إسحاق .. كلا اريد من عائلة ماريجو كاملة ان تصبح تحت امري وبالطبع هذا سيكون سر بيني وبينك فقط والاوامر التي اعطيك اياها تُنقل على لسانك ".
"وماذا سأجني؟ وايضاً ما غايتك؟ ".
" سيعود فخرك الذي فُقد ايها الوِيركڤ! الا تريد لهؤلاء الابناء ان يدرسو ويصحبو نبلاء؟ اما غايتي .. لنقل انني سأنتقم لعيني التي اُخذت ".

كان حواراً معقداً في العربة التي تنقل فينسفنت ويركب معه رجل بعمره ذو شعر اشقر متطاير وله بشرة بيضاء كالثلج وعينان زرقاء وشفاه تقترب للحُمرة بشدة .. اولئك من يسمّون في بريطانيا بِ " الوِيركڤ".

سلازرا ؛

كان التوأمان وجاسبر ومارش وبورلان ودستة طلاب يودعون ليو الذي سيرحل لعدة سنوات من المدرسة
" بلاك ! ".
" انه مارش وحسب !".
ابتسم ليو وقال " اريد ان اعود وانت كتابع لي ".
ضحك مارش وقال " ان استغنى السيد فينسفنت عن خدماتي عندها استطيع التظلل بك ".
كانا يومان وحسب ! تلك التي جعلت من ليو ومارش قريبان جداً من بعضهما فقد اخبر مارش ليو كل شيء حدث معه كعرفان مُحمل على ظهر مارش مما فعله فينسفنت لاجله .
خرج ليو الى ذلك الطريق الغامض آملاً في ان يكون كوالده طامحاً بثقةٍ عظيمة انه حينما يعود سيكون شخصاً اخر .. شخصاً يحمي ولايُحمى! كملكٍ لم تشهد الارض وجوده حتى الان !
..
قصر باكنجهام ؛

جلست الملكة مع ريتشارد ويقف خلفها شخص ذو شعر فضي الى منتصف ظهره وعينان واسعتان رمادية اللون وبشرةٌ بيضاء لدرجة وضوح عروقه والتي تبدو مشدودةً بشدة ..بملامح باردة وابتسامة باهتة ورداء ابيض وسيف فضي على خصره وقف كالملاك الابيض الذي لم تختلط به الالوان . بعد ان تأمل ريتشارد هذا الجمال الاخاذ قال نافخاً انفه " من هذا الشخص الذي يشبه الحمامة؟".
لم يحرك الشخص ساكناً واجابت الملكة ضاحكةً " انه تشارلز اجاريس خادمي الجديد اعني كبيرهم ".
رفع ريتشارد حاجبه وقال " اجاريس!؟ .. حسناً ليس مهم ماسبب استدعائك الطارئ لي؟ ".
قالت وهي تشرب الشاي " انت تعلم اننا استغنينا عن خدمات تلك الآفة ، حتى ان عادت فلا نستطيع اقامة المراسم بها فقد اصبحت من المنجّسين ".
" اه بالطبع تلك آفة الارض تلك لم يعد يهمني مايحدث لها" ..
اعتدل في جلسته واكمل " حقاً بعد ان وجدت سبباً لبقائها حية هاهو قد اختفى".
قال اجاريس وعيناه مركزة على ريتشارد " هذا يعني اننا استغنينا عن خدماتك ايضاً ".
صُدم ريتشارد مما قاله اجاريس وصُدم اكثر ان الملكة لم تتحدث، قال سريعاً " و.. ولكننا نخدم العائلة المالكة من عشرات السنين و..".
قاطعه اجاريس " لكل شخص عمره الافترااضي وانتم عشتم عمراً مزيفاً..".
" ن.. نحن نحارب لاجل الملكة والملك منذ خمسون عاماً هل اسمي هذه خيانة؟!".
اظهر اجاريس اسنانه اللامعة بابتسامة شيطانية قائلاً " ناضلت لأجل ما كنت تظنه يستحق النضال.".
قاطعته الملكة قائلة " يكفي يا اجاريس اخبره بخطتك حالاً".

" حاضر جلالتك .. الامر الذي يجب عليك فعله لجعل عائلتك الصغيره تستمر بانتاج نسلها هو دفع ثروتك في حفر هذه العلامة على في اماكن مختلفة من بريطانيا وقد دونت لك اسماء المدن والقرى التي ستحفر بها باسم عائلتك ".
سأله ريتشارد وهو يتصبب عرقاً " ولكن ماذا سأقول للناس عن هذا الامر ".
" حسناً الناس اغبياء قل ان عائلتكم تدعم الفلاحين بحرث الارض وبعد انتهاء مهمتك..".
اكملت الملكة مقاطعة " ستختفي هذه الاراضي من الخريطة وتتحول الى غمامة سوداء بعد ان تبتلعها السنة اللهب عزيزي ريتشارد ."
تصلب ريتشارد وبدأ يمسح عرق وجهه بطرف كمه وقال " ومن يعلم غيرنا!؟ ".
" فينسفنت بالطبع فقط ".
..

المانيا بعد يومان من وصول ميلاريا ؛

جلس كيفن وليام امامها وهي نائمة على سريرها بعد ان تم علاجها مبدئياً، كانت الغرفة باضاءة خافتة وهادئة جداً..
قال كيفن " لم اعتقد انها فتاة، لقد سمعت ان الليدي لديهم بأي مرتبة نبل لديهم تعيش في القصر وتذهب للحفلات الراقصة فقط! ".
اجاب ليام " هذا ما اعرفه ايضاً انها كونتيسة اي انها بمرتبة عالية هناك..".
قاطعه كيفن " هل تعرف مراتبهم ايضاً؟ "،
قال مبتسماً " بالطبع، في البداية يأتي الملك والملكة ويلهم الدوق والدوقة ثم الماركيز والماركيزة ثم الايرل والكونتيسة ثم الفيكونت والفيكونة واخيراً البارون والبارونة! الدوق يكون رئيس الجيش غالباً بصحبة الماركيز اما الايرل فهم اتباع الملوك ويسمونهم بالكلاب المخلصة فهم غالباً مايكونون في اعمال السوق السوداء والباقون فهم مجرد جُند للملوك ".
وضع كيفن يده على جبهته وقال " يالهم من معقدين .. لنبدأ بالحديث معها لربما تستجيب ".
" كيفن لاتقم بأي شيء متهور ".
تجاهله كيفن امسك بيد ميلا بقوه وبدأ بقراءة سيرة ميلا : اسمها، عمرها، معلومات عن حياتها، واقترب من اذنها وقال " الحياة لن تنتظرك! ".
بدأت ميلا بالتحرك والمقاومة لشيء ما حتى بدأت تتآوه، وقف ليام واقترب ،كانت مقطبةً حاجبها بقوة وفجأة فتحت عيناها ومدت يدها للاعلى كمن تريد امساك شيء! عاد الاثنان للوراء عدة خطوات
وقال ليام بلا وعي " عيناها ..جميلة! ".
اما كيفن فقال " ذلك العلاج الجديد يزداد سرعةً في التأثير ".

" اين الضوء ارجوكم!!؟".
..

مذكرة ؛
‏"حياتي متوقفة تماماً ، مصلوبةٌ في لحظةِ نغمٍ زائفة،في كلمةٍ مُعتمة ، في مكان لا ضوء فيه ".

تُرانسيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن