P21 : بصيرة الموت !

200 15 14
                                    


حقاً كل شيء اصبح يحدث سريعاً ففي تلك الاسبوعان المنصرمان اصبحت ميلا تستطيع التصويب جيداً بنسبة 70% كان جيداً بالنسبة لها وسيئاً لكيفن الذي يراها مازالت فاشلة جداً تصيب 3 من 5 و 5 من 10 دون الحاجة إلى باين او جين.
جاء ليام في صباح اليوم يحمل برقية من الملك الالماني يطلب فيها مقابلة ميلاريا ، كان الجميع قد توقع ذلك بعد انتشار خبر الحريق في الجمعية وعدم العثور على جثتها وهروب ليام وكيفن ، قال ليام في توتر " ماذا سترتدين ؟ وماذا سنقول ؟".
قال كيفن بهدوء تام " الحقيقة فقط .. الحقيقة ".
نظر الجميع الى كيفن وقال ليام بسخرية " استخبره اننا احرقنا مخططاته لمحاربة انقلترا ؟ قتلنا العالم الذي يجريها ؟ ".
تلعثم كيفن وقال " اوه حسناً هذه تفاصيل لايجب الدخول بها كما انه ليس من الضرر تلفيق قصة مختلفة قليلاً ".
ضحك باين بشدة وقال كيفن بغضب " ايها اللعين انت متهم ايضاً !!".
قالت باثوريا " يمكننا اغرائه بجارية! ".
ضحك الجميع بشدة حتى ان باين سقط على الارض من شدة الضحك حينما قالت ذلك!
اغتاضت باثوريا وقالت متذمرة " متى المقابلة ؟".
قال ليام بعد ان نظر الى الرسالة " غداً !!!!!!!".
قالت ميلا " لن تستطيعو البحث عن اي قصة انها الحقيقة فقط لنبرر الاسباب ".
.
في القصر ..
عند باب القصر اوقفهم كيفن وقال بصوت منخفض " يوجد موت ! ولا يوجود اعتراف !".
حرك الجميع رؤوسهم بالموافقة واتجهو للداخل .
كانت ميلا ترتدي زياً انيقاً ، يميل لونه للبنفسجي الفاتح جداً ، شعرت ميلا انها استعادت شيئاً افتقدته .. شيئاً تركته منذ زمن !! تلك الثياب لم تعد ترتديها منذ موت ميشيل القتها بعيداً ولم تتوقع انها ستجدها امامها مجدداً ! فقط اعاد لها حقيقة انها فتاة . وبخلاف باثوريا التي ارتدت زياً بلونٍ وردي وقبعة من قبعاتها المزكرشة حاملةً دميتها . اما الفتيان فهم يرتدون ثياباً رسميةً في صدورهم يوجد علم المانيا ، ليام وكيفن كانا مغطان بالسواد والاخوان كانا يرتديان الابيض .
فور دخولهم كان الملك قيصر يجلس في نهاية تلك الغرفة الضخمة مرتدياً ثياباً زرقاء داكنة وبابتسامة حنونة ينظر اليهم بعينان حادتان متمعنة وقال " يسرني حضوركم حقاً تفضلو بالجلوس ".
تقدم الجميع ليجلس ورأى القيصر ميلا التي كانت واقفة خلف باين وتوسعت عيناه منبهراً من جمالها وفور جلوسهم قال القيصر " انسة باثوريا هل هذه هي الفتاة الانجليزية ؟ ". حركت باثوريا رأسها مؤيدة واكمل " حقاً انجليزية جميلة !".
احنت ميلا راسها شاكرةً له بوجه خال من ملامح الشكر وتنحنح كيفن وقال " يسرني لقاؤك مجدداً جلالتك ، بوضع مامررنا به انا وليام ..".
قاطعه القيصر قائلاً " اهه ماحدث في المختبر .. لاعليك اقدر لكم مافعلتموه هناك ".
تبادل الجميع النظرات متفاجئ وقال القيصر مخاطباً خدمه " قومو بمناداة ماتس الي " .
كان الجميع صامتاً يبحلق كل شخص في الاخر وكان القيصر ينظر لميلا بدون رمش او انقطاع حتى بدأت ميلا بالتوتر والنظر بعيدا وكان باين ملاحظاً ذلك اكثر من اي شخص حتى قال القيصر " لأخبرك انستي .. ".
اكملت ميلا " ميلاريا ترانسي ".
" .. اوه ميلاريا انني صريح جداً وها انا لاخبرك انني انوي تدمير حكم الملكة فيكتوريا عن بكرة ابيه ".
قالت ميلاريا " حتماً لا يهمني ، انا شخصيا لم اعد انتمي لانجلترا ".
" اه وهذا ما دعاني لاخبرك لكل ما عانيته هن_".
قاطعته ميلا " ولم انسى بعد مافعلتموه!! "
تدخل ليام سريعاً وقال " هي مازالت تهذي  ".
اشاح القيصر بيده وقال " لا الومك حقاً ولكني هنا لافتح صفحةً اخرى معك ، مع انسةٍ صغيرة وجميلة مثلك ".
دخل شاب يرتدي سترة سوداء ويضع على خصره سيفاً ومسدساً ، يظهر انه في العشرين من عمره ولكنه ذو طابع خاص بملامح حادة ووجه جدي وذو شعر اسود مصفف للخلف ، دخل قائلا " انه انا جلالتك ".
قال القيصر مرحباً " اوه ماتس تعال الى هنا لأعرفك .. ميلاريا ترانسي ".
قال ماتس بتقزز " ترانسي؟؟".
رمقته ميلا بنظرة أكثر غضباً وقال القيصر ضاحكاً " مابالك الم تعودي لاتنتمين اليهم ؟ ".
اغتاضت ميلا بشدة كان باين يريد التحدث ولكنه ليس محض كبير خدم يقف خلف سيده ، قاطع حبل تفكيره وقوف الملك واتجاهه الى ميلا بنظرة غريبة ، وقف كل من كيفن وليام وباثوريا لوقوف الملك الذي وقف امام ميلا وقال بحدة " قفي ".
وقفت ميلا وهي متوترة للغاية ، فقد كان قريباً منها جداً حتى امسك وجهها من فكيّها واعتصره بشدة " كل ما في الامر انني اكبح جمّ غضبي تجاه كونك انجليزية لعينة فقط لكونك جميلة جدا والان سنقترح لك خياران : الموت البطيء احداهما ، والاخر هو ان تتزوجي ماتس ايتها الهجينة وتصبحي كلبةً المانية ".
صرخ وماتس " لااايمكن!!!!! ".
امسك كيفن يد باين ليصمت فقد كان حل ميلا الوحيد لتعيش هو ذلك الخيار الثاني ولكن رفض ماتس جعل باين يغضب بشدة حين قال " جلالتك لن اتزوج مثل هذه الفتاة البالغة من الدم القذر الف عام!! ".
افلت القيصر فكّا ميلا دافعاً بها الى الكرسي وتقدم اليها باين ووضع يداه على كتفيها ، من جهة اخرى ذهب القيصر الى ماتس وقال " انصرف!! ".
.
خرج ماتس غاضباً وجلس القيصر مكانه وقال " والان متى سنحدد مراسم الزواج ؟".

مذكرة ؛
" تعلقنا بالحياة يسمح لنا بامساك خيط رفيع لعنكبوتٍ قذر يوصلنا لنهاية سوداء ، ويبعدنا عمن نحب وعما نريد .. هو موت بنفسٍ مختنق في عِداد موتى شياطين انس اسفل قبور البشر " .

تُرانسيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن