P9 : ليلة تشرب الدماء ، ميعاد الجبابرة

391 21 29
                                    

ظل ليو يبحث حوله عن شيء يضرب الذئب فيه فقد كانت ميلا تصرخ بشدة بنبرةٍ خائفة ودموع لاتتوقف واضعةً يدها في فم الذئب الذي اراد عضها من رقبتها :
" ليو!!! افعل شيئاً سيقتلني ".!!!
لم يتمالك ليو نفسه وركل الذئب بقدمه الى نهاية الدرج وامسك بميلا وركض الى الغرفة الاخيرة واغلق الباب الحديدي ، لم تكن تلك قوةً ابداً قدرته على اغلاق الباب كانت الخوف .. بعد ان اغلقه شعر بيداه ترتجفان من الضغط الهائل في لحظة اغلاقه للباب ولحظتها تذكر ميلا التي قام برميها للغرفة بقوة ليتسنى له اغلاق الباب واتجه اليها مسرعاً .. كانت تمسح دموعها مجدداً وتتنفس ببطئ ووجها ممتلئ بالاجراح السطحية ووجنتها تصب الدماء بشكل كبير ، قام ليو بقطع طرف عبائته وتضميد يد ميلا وقام باحتضانهاا " حسنًا لا بأس،كل هذا سيُمحى سنعالج الباقي حين نخرج ".
بعد ذلك وقف ليو ممسكاً ميلا " علينا الخروج حقاً فبيلايما ارسلت ذئباً ".
ضحكت ميلا من ماقاله كان منظرها فاتناً جداً شعر ليو انه يرى ميلا السابقة ، شعر انه ممسك بالشخص الذي احبّه وليس صديقه فهي تملك مبسم , يُستحال نسيانه بعد البكاء .
كانت الغرفة كبيرة جداً ولها نافذة تطل على القمر الذي لم يكن مكتملاً رغم ذلك كان جميلاً لدرجة انك سترغب في النوم امامه ، وفجأة اتى صوت خربشات من غرفة داخلية لهذه الغرفة ولحقها صوت شخص قام بالتصفير امسكت ميلا بذراع ليو فقد كان مرعباً صوت التصفير في مكان مجهول كهذا وصوت ضرب الذئب للباب الحديدي وكأن الامر لافرار منه قام ليو بالبحث في الغرفة فسألته ميلا سريعاً بصوت منخفض " عن ماذا تبحث؟ ".
" ابحث عن اي شيء يساعدنا سلاح ندافع به عن انفسنا .. ميلا فلتدخلي هذه الخزاانة بسرعة ".
" ماذا!؟ اي خزانة؟ ولم؟ لاتقم بدور المنقذ او المضحي ارجوك ".
" لا لدي خطة فقط افعلي ما اقوله ولن يتأذى احد هيا ".
غضبت ميلا منه بشدة وقالت " وكيف سنهرب؟! ".
" سأعتمد على الحظ هيا ارجوك سيأتي الشخص في اي لحظة ".
" دخلت ميلا الخزانة وهي تشعر بشعور سيء تجاه طريقة كلام ليو فقد كان لاينظر اليها وحين دخولها قام ليو بوضع شيء في جيبه لم تستطع ميلا رؤيته. وفجأة اتت خطوات اقدام وظهر صوت ثقيل يتناغم بسخرية عميقة " هوهوهو لقد حالفك حظٌ سيء بدخولك المهجع هذا اليوم فهو بيتي هذه الفترة انا وذئبي ".
ظهر من الظلام شخص معتدل الطول يرتدي ملابس قديمة ويحكم شعره الطويل للخلف وله ملامح باردة واسفل عينيه ظلال كثيرة يتراوح عمره الى متوسط ثلاثينيات.
"من انت؟ ".
رد ضاحكاً.
" اناا ؟ رغم انني هنا من قبل ان تولد ولكن سأخبرك ، اُدعى ايفينت بلاك وانت ياعزيزي؟ ".
صُدم كل من ميلا وليو صدمةً لا نهاية لها ولاتفسير لما قاله فهو يحمل نفس اسم مارش!!!!
" انا .. انا ليونارد ".
" انتظر .. انت ابن فينسفت اللعين صحيح؟ ".
تهجّم ليو " انت اللعين كيف لك ان تعرف والدي؟ ".
ضحك ايفنيت ضحكة عارمة " انه صديقي القديم ، انتظر لحظة لاتخبرني انك وحدك فأنا اعلم انك تملك صديقاً هنا ".
نفى ليو ماقاله ولكن ايفنيت لم يصدق وقال " ربما ان رآك على حافة الموت سيظهر ".
تعجب ليو من ماقاله حتى ذهب ايفينت للباب الحديدي فعلم انه سيطلق الذئب عليه رفع ليو يده ليبين لميلا انه لم يحن وقت خروجها وفور فتح الباب قفز الذئب تجاه ليو وخرجت ميلا سريعاً صارخة " ليو!!!".
رغم ذلك كان ليو واقفاً وتجمد جسم الذئب الذي على ليو كانت ثوان حتى دفع ليو الذئب مخرجاً سكيناً من احشائه كان يتنفس بسرعة ووجهه ممتلئ بدم الذئب اما عبائته فتكاد تصبح حمراء!
اشتاظ ايفنيت غضباً " ايها اللعين المختل!!!".
امسك ليو بيد ميلا وهدد ايفنت تراجع ايفنت للوراء قليلاً وانطلق ليو ممسكاً بميلا الى الدرج! وقال لاهثاً
" يجب ان نجد اي شخص .. لقد كُشف كل شيء".
خرجا من المهجع وايفنت يلحقهما ، كانت الساعة تحاذي الثانية صباحاً واتجهاا للمبنى الرئيسي كان يحبسان انفاسهما للصراخ فور دخولهم ولكن الفاجعة ان الباب مغلق وغرف الاساتذة تبدأ من الطابق الثالث . لن يُسمعا ، انتهت الحلول بين يديهما فلو دخلا المهجع سيورطان الكثير من الطلاب معهما وفجأة تذكرت ميلا الانسة رينيه حين كانت غاضبةً على نايزون انه لم يتذكر طُرق المبنى "ليس لدينا خيار سوى الاستاذ نايزون انه ينام خارج المبنى". كان ايفنت بدوره سعيد ان المبنى مغلق وظل يلحقهما ولكن كانا قد وصلا لغرفة نايزون القابعة بجانب الحظيرة ، صراخهما كان كالاطفال مندمجاً مع لهثهما من الجري وخوفهما من الذئب ومن ايفنت ومن سر المدرسة الذي اكتشفاه " استاذ نايزون .. نايزون ".
" نايزون.. اجب ايها اللعين!!!".
فُتح الباب بعد جملة ميلا الاخيرة فانقضّا عليه واغلقا باب غرفته ولكن ايفنت لم يستسلم كان يضرب الباب بقوة.
تحدثا بشكل مبهم جداً مملوء بالرعب
" هو يركض خلفنا ".
" كدنا نموت ".
" الذئب مات ".
" المهجع ووالد مارش ".
نظر نايزون الذي كان يغط في نومٍ عميق اليهما منصدماً من الدماء عليهما ومن حديثهما الذي لايُظهر سوى انهما جُنّا فقط.
" كفى!! ، لم افهم اي شيء ستخبرا...".
خُلع باب غرفة نايزون الخشبي و كان ايفنت يحمل عصاةً حديدية معقوفةً من طرفها وقال " سأخلع رأس هذا الفتى هنا ".
وضع نايزون يده عليهما ونظر الى ايفنت نظرةً مستغربة وبادله ايفنت النظرة ذاتها وقال نايزون
" ايفنت بلاك؟".
" نايزون المثالي ؟".
" اكاد لا اصدق انك وراء كل ماحدث منذ اختفائك من 15 عاماً تاركاً الاختان يتمنان الموت لبعضهما ".
" اهه حقاً لقد تزوجت وقتلت زوجتي بعد نفاذ ثروتنا وعدت الى المدرسة مع ذئبي الذي قتله هذا اللعين ".
صُعق نايزون بما سمع وصُعق كل من ميلا وليو كذلك فبجمع كل ماحدث ايفنت بلاك هو من كان لعنة المدرسة!
هو من خطب منيرفا وعشق سيريا وقتل صديقه ديمون ابن اوسون وسبب لعنة مهجع الفتيات ، صرخت ميلا " هل انت من قتل ابن اوسون والطبيب جوردان!!؟".
" لاتغتر بنفسك فسيخلع رأسك ايضاً" .
منذ ان رأيتك وانا اشعر بالاشمئزاز منك ، ايضاً رغم انني لا اعلم من اين لك بهذه المعلومات ولكن مقتل ابن اوسون لم يكن خطئي كانت تلك المرة الاولى التي اُدخل الذئب الى المدرسة ولم استطع التحكم به ، اما جوردان فقد كان.. هذا امرٌ لا يعنيك!!".
بدون ان يلاحظ ايفنت قام ليو باعطاء نايزون السكين التي قتل بها الذئب وحاول نايزون استدراج ايفنت بالكلام مجدداً " هذا الفتى هو ابن اخ جوان اليس هذا ملفتاً ".
نظر ايفنت متعمقاً في ميلا " كم هذا مثير حقاً ".
قالت ميلا " هل .. هل انت والد مارش؟ ".
ضحك بسخرية وقال " اهه بالطبع لا اصدق انه مازال يلحقني ويبحث عني ، هو لم يفهم انه طفل خطيئة حتى بعد ان قتلت امه امام عينيه وانت ايها الصغير بذكر ذلك هل والدك ريتشارد على قيد الحياة؟ ".
" ولم؟".
ضحك وقال " هذا ما يفسر سبب وجودك تبحث في اسرار المدرسة وتاركاً امر والدتك!!".
تصلبت ميلا وقال نايزون " ايفنت يكفي!!".
" اتظن انني احمق لتحاولو استدراجي اكثر من ذلك؟ انتما الاثنان لن تكونا صديقين جيدين لبعضكما ابداً ".
امسك ليو بيد ميلا بعد ان شعر بارتجافها عن حديث والدتها واكمل ايفنت " الان بعد ان تحدثنا كثيراً مارأيكم ان تموتو؟ ".
انقض بدايةً على نايزون الذي بدوره اظهر السكين وردع العصا بها وصرخ نايزون " اهرباا!!!".
ركض ليو الذي كان ممسكاً بميلا وحين خرجا ركل ايفنت نايزون الذي كان مشيحاً بنظره اليهما واخذ السكين راكضاً خلفهما ، لم يلبث نايزون الا وتبعهم ولكن من سوء كل شيء حولهم ضاق صدر ميلا بدأت تشعر بشيء يضغط عليها .. بشيء يريد ان يسقطها بدأت لاترى ليو جيداً .. وبدأت الالوان تختلط مع ضوء القمر .. تخدرت قدماها وتخدر عقلها وسقطت على وجهها دون اي حراك.
صرخ ليو باسمها مرتعداً وازدادت سرعة ايفنت وحين وصل الاخير اليهما اسقط ليو باشاحةٍ من سكينه جارحاً صدره وامسك ميلا واضعاً السكين على رقبتها وبدون تردد حاول قطع رقبتها ولكن كان نايزون اسرع من نوايا ايفنت حيث ضربه بالعصاة الحديدية على راسه بقوة سقط منها ارضاً
احتضن نايزون كلاً ميلا وليو وحاول النهوض ولكن شعر نايزون بشيء يخترق قدمه من الخلف كانت تلك السكين التي قتلت الذئب وجرحت عنق ميلا وصدر ليو هاهي تُطعن في قدم نايزون الذي صرخ من هول الالم! سقط منه كل من ميلا وليو والتف مع ليو ليرو كيف نجى ايفنت من تلك الضربة ولكن لم يكن ايفنت لقد كاان ..
..
- هيا يا جوان لقد تأخرنا علينا مقابلة الملكة
- دعيه يانوليا فقد كانت 6 اشهر منذ تركه لانقلترا
نظر جوان الى انقلترا عندما خرج من العربة وعيناه الخضراوان تلمعان حتى قال بحماسة " انا مشتاق لرؤية ميل .. اعني ميشيل لقد اشتقت له كثيراً ".
قال ريتشارد " اهه بالطبع ونحن ايضاً اشتقنا اليه لكن لاتقلق لقد اوصيت شخصاً عليه ".
تعجب جوان وقال " انا طلبت من نايزون الاعتناء به ، هيا ريتشارد اعلم انك لاتطيقه ولكن لاتنكر انه محل ثقةٍ اكثر من غيره ".
قال ريتشارد متجاهلاً " اهه حسناً لقد ذقت ذرعاً بك وبقراراتك البائسة هيا لقد تأخرنا ".
دخل الثلاثة قصر الملكة فيكتوريا بترحيب كبير من الحراس رغم ان الوقت متأخر الا انهم كانو ينتظرونهم ، وقد صلو الى الغرفة التي تنتظرهم الملكة فيهاا ، كانت الغرفة مربعة ويوجد فيها مدفئة ضخمة وطاولة مستطيلة تحمل 8 كراسي ..
جلست على احداها الملكة التي كانت بيضاء البشرة ورمادية الشعر ترتدي فستاناً عنابيّاً وعقداً واقراطاً من اللؤلؤ الابيض كانت ملامحها متسامحة ولديها تجاعيد في نهاية مرسوم عيناها الصغيرة كانت تجلس مبتسمة تتحدث مع زوج ابنتها ورئيس جيشها الدوق فينسفت ايفانوس الذي كان في منتصف الثلاثين كنايزون وايفنت وجوان ، كان يغطي احدى عيناه بعصبة سوداء وكان نسخةً مكبرة من ليو .. شعر برونزي وعين سوداء ومناكب عريضة ، كانت بدلته ممتلئة بالاوسمة الذهبية وفي كتفيه نجوم ذهبية ، حين رأى جوان الذي كان يرتدي معطفاً طويلاً اسود وممسكاً قبعته السوداء ذات الشريطة الزرقاء وقف سريعاً واحتضنه وامسك بكتفيه قائلاً بسعادة " انت افضل مماكنت ".
قال جوان " اهه نعم لقد شفيت تقريباً ".
ابتسم له واجلسه على الطاولة بعد ان رحّب بريتشارد ونوليا ايضاً ، وابتدأت الملكة " حسناً اشكركم على حضوركم في هذا الوقت قبل ذهابكم لمنازلكم لقد سُعدت حقاً حين علمت بشفاء جوان لاتصدقون كمّ سعادتي ".
انزل جوان رأسه تقديراً لها واكملت " والان ياريتشارد فلنحاول اصلاح كل شيء..".
صمت ريتشارد لبرهة وقال " بالطبع لا اجد مشاكل هنا ما اخاف منه هو مايتعرض له ابني وانتي تعلمين الباقي ".
كان مشيراً الى فينسفت الذي رد سريعاً " اوه سيد ريتشارد لايمكنك الظن بابني هكذا فهما صديقان حميمان عليك ان تقلق عليه من بورلان فعلاقتهما غير جيدة ".
نظر ريتشارد نظرة ثاقبة واجفل قائلاً " بورلان ياسيد فينسفت ابن لاعز صديق لي وانا اعرف عنهم كل شيء ".
تدخلت الملكة بينهما برفع يدها مهدئة " كفى كفى الفتيان بخير وميشيل او بالاحرى لان الجميع هنا يعلم لنتكلم بالحقيقة لنقل ميلا ستكون في مأمن مع سبراوت صديق ريتشارد ونايزون ولا اخفيكم سراً انني لا اثق بالمدير واشك في خيانته ولكن منيرفا ورينيه سيكونان كدرع داخل المبنى لها ايضاً انا واثقةٌ بهما كثيراً ".
دخل شاب في بداية الثلاثين من عمره يرتدي بدلة رسمية وشعره كستنائي مسرح للجانب يملك ملامح حادة جاذبة وظلال طفيفة اسفل عينيه وتكسوه ابتسامة خفيفة تبين ذكائه وفطنته وحين تقدمه قال ريتشارد " اهه شخصٌ اخر من دفعة المزعجين ".
ضحك قائلاً " اشكرك عالاطراء ".
جلس ذلك الشاب امام الملكة على الطاولة وقال " والان اعتذر عن مقاطعتي ولكن لدي دعوة من مدرستي القديمة الن نذهب؟ ".

مذكرة ؛
" أنا لا يعنيني ما تُؤمن به! يعنيني ما الذي يُمكن أن تفعلهُ بهذا الإيمان؛ تبني أم تهدم،تظلَم أم تعدِل ، تسلب أم تمنَح ، تُحب أم تكرَه!!".

تُرانسيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن