Chapter 2

2.2K 197 53
                                    

      وجهة نظر الراوية

قدماها تقودانها نحو الفتی المجهول، لحظة كان يخطط لها القدر منذ زمن طويل، ليست صدفة، بس هي خطة مدبرة لكارثة طبيعية مدمرة، لقصة مختلفة. 

وهكذا أصبحت أمامه ، أمام القدر الذي يعرفها وتجهله، ذلك القدر الذي يجلس ويضحك عليها في هذه اللحظة.
      
"عذرا، امم آسفة علی الإزعاج سيدي، فقط أردت أن أسألك" بدأت أرلينا بقليل من الإرتباك بسبب عيناه المثبتة عليها.                                                        
عينان عسليتان متفاجئتان تحدقان بزرقاء جريئة.
                                               
كم كانت جذابة، هذا ما فكر به دون تفكير، معظم جاذبيتها لم يكن لها علاقة بالمظهر، بل كانت تحيطها هالة من الغموض، كان في عينيّها دعوة سرية لمغامرة، كانت عميقة كالمحيط، وبنفس قوته الجاذبة، ولم يكن هو سوی بحار بسيط بقاربه المتواضع، لاطلما عشّق المياه من بعيد ولم يفكر في إحتمالية أن تغرقه.

"من انتِ وماذا تريدين وماذا تفعلين هنا؟!"لم تكن بداية موفقة. شعر زين ببعض من الهلع ورغبةٍ في الدفاع عن النفس. لم يكن محضراً لمفاجئة مثلها في ساعة مبكرة من الصباح.

"أعصابك"قالت الفتاة بمسحة سخرية "آسفة علی الأزعاج، فقط اضعت طريقي واتمنی أن ترشدني الی سكن اللوتس، شارع13 ، لو سمحت؟ وبالمناسبة، انا أرلينا، وانت؟"

أرلينا.

ياله من اسم جميل. 

"زين" قال بهدوء "أسف لا يمكنني مساعدك" سيوقع هذا زين بكثير من المشاكل التي يمكن تجنبها، ليس من المفترض أن يتحدث مع أشخاص عشوائيِّن، كيف إذن مساعدتهم.

تنهدت أرلينا بيأس "أرجوك. أنا جديدة علی هذه المنطقة" 

تنهد بالمقابل، وماذا تفعل فتاة جديدة هنا؟ هذا ما سألها، كذبت مرة أخری، سيعتقد أنها مجنونة أن أخبرته بأنها ذهبت في جولة فجريّة في هذا المكان.

ليس من المفترض أن يتحدث معها، حقا.

ولكن صوتها، صوتها كان معزوفة بيانو مذهلة، لقد كان صوتها المعزوفة الخامسة، ولطالما خطفت أنفاس زين وهو يستمع أليها.

ثم وافق، لم يكن زين من النوع المتمسك برأيِّه، إعتاد علی أن يخبره الناس ماذا يفعل وماذا يكون.

"شكرا لك"قالت الفتاة الوحيدة وهو يقودها في الطريق اللذي جائت منه.

"أيّا كان" قال الفتی الفارغ من كل شيء.

كانا يجتازان الشوارع المرشوشة بألوانه، والطرق التي يعرفها، الصمت أيضاً كان يسير معهما، لكنها تمنت لو يذهب، لتسطتيع التحدث مع زين علی إنفراد.

لعل الشوارع كانت تشهد عليهما الآن، شابان وحيدان يسيران معا مع خطوط الشمس الأولی.  كم بديا جميلين معا.

إبن القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن