"على شفتيك رحت ألملم شتات عمري"
وجهة نظر أرلينا
أول ما فعلته عندما عدت هذا المساء، هو الجلوس علی السرير ونبش الأغراض التي سطوت عليها من علية جداي.
كما أنني أحضرت حاسوبي المحمول لأعرف المزيد عن أصحاب الصور. في غرفة مليئة بالفن والفوضى، بدأت أنبش دهاليز الذاكرة ومنعطفاتها التي أجهلها، هل حقا أريد أن أعرف؟
ما كتبته على محرك البحث كان "جلال الدين مالك" وما حصلت عليه كان مثيرا للإهتمام.
كانت معظم النتائج مقالات من الجرائد، تتحدث عن سطو "مفاجئ" حدث في ملجئ لليتامى في بروكلين، الغريب أن المكان لم يكن فيه شيء ذو قيمة، بل خطف بعض الشباب الذين كانوا يمكثون هناك.
بعضهم يقول بأن عصابة مافيا أقامت عملية السطو تلك للحصول على أياد شابة، دور جلال في الأمر أنه كان أحد الضحايا الذين تعاونوا مع العصابة طمعا في المال، كان ذلك في 2004. حينما كان في السادسة عشر من عمره.. أغلقت القضية بعد عام لقلة الأدلة.
بالنسبة لهاري، يقولون بأن الميتم تضرر ماديا بعد السطو فالضطروا لنقل بعد الأيتام الى اماكن أخرى، العجيب أنه بعد عام، حدث سطو آخر، وخطف هاري ذو الحادية عشر مع عدد من أقرانه. ففتحت القضية مجددا لعدة أعوام دون نتيجة.. فكل من يخطف كأنما يختفي عن الوجود، لا سجلات، لا إبلاغ عنهم.. لاشيء.
وجدت أيضا مقلات حديثة عن عودة هاري الذي تبين أنضمامه للعصابة، وعن صمته وعدم قدرة الشرطة على إخراج كلمة حق أو باطل من فمه، وعن عجز الشرطة عن إستجوابه "كما يجب" بسبب كون حقوق الإنسان على المحك.. وعن طلب السلطة الفيدرالية المتكرر أن لا يتدخل أحد.. أشياء كثيرة أجهلها جعلتني أشعر بالضياع.
تركت حاسوبي وبدأت محاولات كسر الصندوق. محاولة فتح عالم سري لا أدري إن كنت حقا أريد إكتشافه.
فتح معي ولكن لم تكن هناك فائدة. فلم يكن والدي من قفله، بل جداي، عرفت هذا لأنه كان يحوي مقالات تتحدث عنه من الجرائد كلها بعد هربه بمدة، تصفحتها دون إهتمام، المثير للإهتمام كان إحتواء الصندوق علی رسومات هندسية معقدة، تعرفت علی خطوط منزلنا، وما يبدو كممر تحته.
غريب، تعمقت أكثر في الصور، فإذا هو رسم لممر تحت الأرض يصل بين منزلنا وأكثر من مكان آخر. هل تعرف الشرطة بكل هذا؟
أصبحت أقلب محتويات الصندوق كمن تبحث عن فقيد لها. وليتني لم أفعل.. فما وجده قفز غصة الى عنقي. خنقني. حبس الدموع في عيناي. لأنه لم يكن هناك ما قد يحضرني للحظة كتلك.
لقد كانت جثثا.
دماء. قتلى. صور لشباب وأطفال. تجمعت الطاقة وأرتفعت وكسرت حاجز صمتي. صرخت بمفاجئة ورعب. وقعت كل تلك الصور على الأرض. وأنا كذلك وقعت. كل الدموع الحجرية التي حافظت عليها من أسابيع جيولوجية سقطت على الأرض أيضا. وقد كنت خائفة مما رأيته موثقا أمامي بصراحة قاتلة. لقد كانت نار الخوف تحرقني من الداخل. أخاف أن أغدو رمادا بعدها.
أنت تقرأ
إبن القمر.
Mystery / Thriller"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد سوانا، أخبرني عن تلك المرة التي إستمعت فيها الى معزوفة من بين أيدي النجوم، أو عندما شربت كأسا قرمزيا من يد القمر. أمسك بيدي، وجرني الى الج...