chapter 17

207 12 16
                                    


"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد سوانا، أخبرني عن تلك المرة التي إستمعت فيها الى معزوفة من بين أيدي النجوم، أو عندما شربت كأسا قرمزيا من يد القمر.

أمسك بيدي، وجرني الى الجحيم أنا لا أهتم، غن لي في الطريق وسأكون أسعد فتاة على وجه الأرض، فقط لا تخبرني بأنهم يتربصون بنا، لا تذكرني بالسلاسل التي تحوط أقدامنا، أو آثار الدماء المحشورة تحت أظافرنا.

غن لي فقط حتى أنام، ثم ضع يداك بحب حول رقبتي وحوطني بدفئك، أحرقني يا عزيزي، امنع عني الهواء وكن تنفسي، إرمني من فوهة الأكاذيب ولا تدعني أستيقظ، لأن هذا الحلم معك؟ انا لا أريد تركه أبدا، أدفني مع أحلامنا، فأنا بدونها لا روح لي."

وجهة نظر آشلي

أيتها الطيور المهاجرة. أيها السماء الواسعة بجمالك وهيبتك، يا أشباح من كانوا أحياء يوما، وأيها الإله، هل تسمعونني؟ هل ترونني أسير وحيدة في شوارع بروكلين، متشردة، بعينان واسعتان سارحتان، لا تنفكان عن التحديق بالتفاصيل المفصلة للأشياء.

اليوم في القطار السريع تحت الأرض عندما كنت ذاهبة من نيوجيرسي الى بروكلين، بتذكرة سخى علي بها مديري، وحقيبة فكتورياسيكرت رمادية ليس معي سواها، أنقل فيها ما فاض من نهر فقداني الجار.  اليوم صادفت فتى أشقر بابتسامة عفوية مكسرة، و أكثر لكنة لطيفة على الإطلاق.

لا أعلم إن لاحظ وجودي أم لا، لقد كنت أجلس في الكرسي خلفه الى اليمين بدفتر ملاحظات مستند الى رجلي اللتان رفعتهما على ظهر الكرسي الذي أمامي، سمعات في أذني ولا موسيقى، في الواقع لقد كانت سماعات الأذن قضية شكلية، فلم يكن لدي هاتف ولا حاسوب محمول ولم أستطع كتابة شيء على تمبلر منذ آخر مرة ذهبت فيها الى ستاربكس(قهوة إشتراها لي مديري أيضا) ولكن كان لدي منظر وجهه من الأمام لأتمتع به. وحزمة من الأوراق.

صوته يأتي غائبا كوجه القمر في ساعات الفجر الأولى عندما يبدأ لونه في البهتان، رائحته كفطائرك المفضلة التي لم تذقها من زمن لأنك لا تملك نقودا، ولكنك تمر صدفه بمخبز، تدري بأنها ليست لك ولكن تشتهيها على كل حال...

ظهرت إبتسامة طريفة على وجهي وأكملت الكتابة.

أنت لست لي ولكنني أشتهيك على كل حال، ما زال لدي الحق في التمتع بتخيل الأشياء، تخيل صوتك النعس ونحن نتحدث على الهاتف الثانية صباحا، تخبرني فيها عن مغامراتك العابرة، وأخبرك عن آخر أغنية كتبتها، ما زال لدي الحق في تخيل مقدرتي على رؤية إبتسامتك المكسرة متى أشاء، لأنه عندما يختفي كل شيء. حتى أنا وأنت، ما يبقى لنا سوى ذكرياتنا.

إبتسمت، لقد كنت سعيدة بما كتبت.

بقيت أشاهد المارة طوال الرحلة، إنتبهت لفتى صغير ببشرة بلون الشوكولا، لقد كان خائفا، كان هذا واضحا لأنه لم يكن يجرؤ على النظر لعينين أحد، كانت أمه معه، وشاح أحمر ملتف حول رأسها، عليه مربعات صفراء، ونقط خضراء على ردائها البني، بقعة ما عليه أيضا، وكانت نظراتها العدوانية تتجول في كل مكان، كانت تمسك طفلها بعنف من يده، تجره وتجلسه في مؤخرة الحافلة. 

إبن القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن