تلخيص الفصل السابق: كانا أرلينا ولوي في شقتها يعملان على تحليل الخرائط التي سرقتها أرلينا من منزل جديها واخفتها عن الشرطة مسبقا، عندما إقتحم غرباء مسلحون شقتها، حدثت مطاردة بين الطرفين لينجوا باعجوبة ولكن أرلينا أصيبت بالرصاص.
الوجع كان ثقيلا. كأمواج من مياه البحر المالحة تضرب قاربي البسيط.. وكان هيكلي المتواضع يتمايل مع ضربات الألم.. شعرت بنفسي أفقد التركيز.
للحظة ظننت بأنني سأموت.. ولكن هذه الفكرة الدراماتيكيه لم تدم سوى للحظات قبل أن أسمع نداء أمي التي بدورها كانت قد سمعت بكائي وصرخاتي.
"أرلينا!"
كنت مستلقية على العشب، ذراعي المعطوبة تركت في زاوية غريبة ولم استطع أن أحركها.
الشمس كانت تضرب وجهي الملتهب. إرتمت أمي بجانبي حتى أن شعرها الطويل بات يدغدغ عنقي."أرلينا هل أنت بخير عزيزتي؟ لا تحركي شيئا.. أعتقد أنها كسرت ذراعها، آلبرت أحضر علبة الأسعافات بسرعة!"
"أرلينا لا تحركي شيئا"
"هل أنت بخير عزيزتي؟" سأل أبي بلطف، علبة الأسعافات بيده.
ولكنني شعرت بالخوف، صوته الرصين العميق حرك شيئا في داخلي وجعل أعضائي الداخلية تقشعر بردا في عز الصيف. شعرت بالخطر.
أمسك يدي الكسورة بقصد المساعدة. ألا يعلم أنه لا يجب تحريكها؟ فهي معطوبة وأي حركة ستؤلمني. فركت أسناني ببعضها وحاولت أن أتجاهل ما يحدث.
"لن نستطيع أصلاحها.. هي مكسورة ويجب رميها في القمامة"
"ولكن.. آلبرت.. أنها إبنتنا. لن نستطيع رميها في القمامة"
قال آلبرت شيئا لم استطع سماعه.أغمضت عيناي بشدة محاولة حبس دموعي.. دون فائدة.
ولكن الأصوات إختفت.. وبدأت أشعر بشيء مختلف.
...
البياض.. كم أكره هذا اللون.
هو لون السلام، أدري. ولكن السلام ليس سوى وجه آخر للموت.. ليس افضل خيار لدهان مشفى، كان عليهم إختيار الأرجواني.
"أرلينا" شعرت بصوت هادئ أحبه يهمس بجانبي.
"لوي، ماذا حدث؟"
"لقد أقتحموا شقتك، أتذكرين؟"
"أجل"
"وماذا تذكرين أيضا"
"أن اليوم هو الأخير من معرضي، علي الذهاب وجمع اللوحات.. ولن استطيع. لقد أصابني إبن الخسيس بالرصاص"
أخبرني لوي بأن معرضي إنتهى قبل يومين، وبأنني كنت في غيبوبة، كما أخبرني بأن بالحكومة تكفلت مصاريف عمليتي وبقائي في المشفى، و أخبرني بأن أحدا ما سأل عني.
أنت تقرأ
إبن القمر.
Mystery / Thriller"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد سوانا، أخبرني عن تلك المرة التي إستمعت فيها الى معزوفة من بين أيدي النجوم، أو عندما شربت كأسا قرمزيا من يد القمر. أمسك بيدي، وجرني الى الج...