((وما السعادة غير حادثة عابرة))
وجهة نظر أرلينا
عندما وصلنا أنا وزين -يدا بيد- الی الناد لم يكن مزدحما كثيرا، فجلسنا بهدوء في إحدی الطاولات في أقصی الخلف بعيدا عن المراهقين.
"تشربين شيئا؟" سأل زين.
أومئت بكلا "شكرا، أريد أن أتحدث" قلت بإبتسامة خبيثة نوعا ما، وكأنني لا أريد الحديث، بل الإستجواب.
رفع زين حاجبا "وعن ماذا بالضبط؟"
هززت كتفاي بعدم إهتمام، فقط كنت أريد التعرف اليه، فأنا لا زلت لا أعرفه حقا "أي شيء... مثلا، أخبرني، ماهي فرقتك المفضلة؟"
"نيرفانا (Nirvana)" أجاب زين ببساطة.
إبتسمت "وأنا أيضا أحبها، تعلم، أسوء عام هو 1994 لأن كيرت كوبان إنتحر فيه وحرمنا من المزيد من الموسيقی"
تبسم زين بسخرية "ولأن جستن بيبر ولد فيه"
ضحكت "لعله أنتحر لأنه كان يعرف"
توسعت إبتسامة زين "دوري.. من هو فنانك المفضل؟ أقصد رساما"
"امم.. أحب فان كوخ، رساما.. وإنسانا.. لقد كان كوحي لي في صغري، ماذا عنك؟"
"أحب فان كوخ أيضا، وبيكاسو.. الفوضوية والعبثية التي يرسم فيها فيجرد الأشياء من مثاليتها الی جوهريتها.. مبدع، أليس كذلك؟"
أومئت "صحيح كلامك، كيف عرفتني عندما ألتقينا؟" هنا بدأ الجد.
توردت وجنتا زين بطريقة بالكاد تلاحظ"لقد رأيت لوحاتك، وأعترف بأنها دوختني"قال بضحكة خفيفة وأكمل "لم أجد سوی السحر فيها. الطريقة التي تهجمين فيها علی البياض بشراسة وجمالية، ثم قلت لك من قبل، أشعر كأننا نتشابه بطريقة ما تفهمين قصدي؟"
كانت إبتسامتي واسعة عندما تمتمت "أنا التي أفهم" ولم أكن ألاحظ بأنني كنت أقترب من زين إلا عندما تكلم أحد علی مكبر الصوت مقدما 'هالزي'
تبدلنا أنا وزين نظرة مشوشة، إلی أن أعتلت آشلي المنصة، ففهمنا وقتها بأنه إسمها الفني.
حييت الجمهور بتلك الإبتسامة العفوية وشرعت بغناء إحدی أغاني الروك القديمة، فسرعان ما قام الذي كان جالسا، وبدأ الناس في الرقص والغناء مع صوتها، وهذا ما فعلناه أيضا.
وهكذا إنقضت الساعات دون أن نشعر بها، لم يكن الناد واسعة كثيرا، ولكن لم يمنعه هذا من إستيعاب الكثير من المراهقين، يتراقصون ويشربون ويمارسون جنونهم، كانت موجة من الجنون واللامبالاة تجعلني أندمج لا شعوريا، تسمح لي بأن أرخي جسدي مع الموسيقی، بأن أستسلم لسطوة المشروب، وقوته في منحك نسيانا مؤقتا، وألما مؤجلا، و الكثير من اللامبالاة. وشيئا من السعادة.
أنت تقرأ
إبن القمر.
Mystery / Thriller"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد سوانا، أخبرني عن تلك المرة التي إستمعت فيها الى معزوفة من بين أيدي النجوم، أو عندما شربت كأسا قرمزيا من يد القمر. أمسك بيدي، وجرني الى الج...