'هو كعالم الفضاء يجعلني تائهة بلا جاذبية'
وجهة نظر الراوية
شوارع مزدحمة بالمارة مثقلة بضجيجهم، أضواء ليلية، محلات صغيرة متناثرة علی الطريق، رسوم الغرافيتي التي تميز بروكلين عن غيرها، أياد متشابكة، وضحكات عالية.
تفاجئ زين قليلا -بل كثيرا- عندما أمسكت أرلينا بيده من اللامكان وهما يسيران، هي كانت تشعر بعدم الإرتياح لإزدحام الشارع، و إنتهزت الفرصة، ولم يمانع بالطبع.
يدها كانت ناعمة جدا، ولكنها كانت باردة، لا يعلم زين إن كانت هي الباردة أم هو مفرط الحرارة لأنه كان يشعر بالكهرباء تسري في جسده كلما إصتدمت ذراعها بذراعه، أو كتفها بكتفه، أو كلما شدت علی يده. كان يلوم نفسه علی هذه المشاعر لأن رجلا مثله لا يجب أن يشعر بشيء من هذا، رجل مثله لا يمسك سوی بالسلاح.
معظم حديثهما بالطريق كان يتمحور حول المعرض واللوحات، حاولت أرلينا أن تعرف أكثر حول هوايته هو ولكنه كان كتوما، زين كان من ذلك النوع الذي يتكتم علی أعماله، فبعض الفنانين لا يدركون بأنهم فنانون.
..
جلسا زين وأرلينا متقابلين علی إحدی الطاولات المنعزلة في مقهی شبه فارغ، كانت أرلينا تتشبث بكوبها الساخن محاولة الحصول علی بعض الدفئ، ومحاولة التفكير في شيء تقوله.
"إذن.. زين، أخبرني عن نفسك قليلا، فأنا لا أعرف عنك شيئا، قل ما تريد" قالت بنبرة المعلمة التي تحاول إستجواب الطالب الخجول لديها بطريقة غير مباشرة.
"امم.. ليس هناك شيء لأقوله حقا، إسمي الأخير هو مالك، زين مالك. تركت المرسة مبكرا، أعمل جزئيا في محل للوشوم، ماذا عنك؟"
لم ترض أرلينا بما قاله زين، لم يكن كافيا.
"وأنا أيضا تركت المدرسة عندما كنت في سنتي الأخيرة، معتمدة الرسم كالخيط الوحيد الذي أتشبث به ليوصلني إلی النجاح."
"هل إنتقلتي الی هنا من أجل المعرض فقط أم ستسكنين هنا؟" كان زين يتمنی بصمت أن يكون الخيار الثاني.
"لا، أنا سأعيش هنا، بروكلين أجمل من فيغاس، بالنسبة لي علی الأقل، مريحة أكثر."
أومئ زين متفهما، فيغاس صاخبة جدا، وقد تكون أجواءا جميلة لوحوش الأحتفال ولكنه لا يتصور أن يتكون هي منهم.
"هل لديك أحد هنا؟" عاد زين فسأل. لقد كان من المفترض أن تكون هي من يسأل، أو هذا ما خططت له. ولكنه يقلب الطاولة ببراعة من هو مدرب علی ذلك.
هزت أرلينا كتفيها "لست من النوع الذي يصادق كثيرا، أسرتي ليست موجودة، أقربائي مشتتون"
أراد زين أن يسأل أين هي أسرتها ولكنه شعر بأنه يتخطی الحد المسموح به من الفضول في هذه الحالة، عوضا عن ذلك أراد أن يلغي مسحة الحزن أو الوحدة التي غيمت علی ملامحها. لذا قام فجأة قائلا "تعالي، أريد أن أريكي شيئا"
أنت تقرأ
إبن القمر.
Mystery / Thriller"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد سوانا، أخبرني عن تلك المرة التي إستمعت فيها الى معزوفة من بين أيدي النجوم، أو عندما شربت كأسا قرمزيا من يد القمر. أمسك بيدي، وجرني الى الج...