Chapter 10

1K 80 30
                                    

وجهة نظر الراوية

هناك في قسم السلطات الفيدرالية في نيويورك المزدحمة، كان يجلس آرون برأسه بين يديه، مفكرا في كل إحتمالات تلك القضية المعقدة، أما كان بإمكانه إختيار وظيفة أقل متاعب؟

"وجود الصور فقط لا يمد المنطق بصلة. إن كانت الفتاة عثرت على أغراض أحد أعضاء المافيا، لم قد يريد ذلك"العضو" توثيق جرائمه، ووضعها في منزل رجل عجوز؟" تسائل دايفيد للمرة المليون، ملقيا نظره على لوح الحائط الذي ثبت عليه كل ما وجدته أرلينا.

"لا أعلم، لا أعلم. المشكلة بأن سيد المنزل أنكر أي معرفة بوجود ذلك الصندوق، هذا يتركنا أمام إحتمالين؛ أما أن يكون أحد إقتحم المنزل وخبأ الصندوق قصد الإيقاع بالرجل، وهذا إحتمال ضعيف، وأما أن يكون كاذبا، ما هي دوافعه؟ لا أدري تماما.

كان دايفيد على وشك أن يتكلم عندما دخلت نايا، محققة عزلاء في منتصف عقدها الثالث، لم تكن مكلفة بالقضية أصلا، ولكن إحتاجوها لمعرفتها بعلم النفس وذكائها عندما تعقدت الأمور. كانت قد عادت للتو من تفتيش المنزل.

"لم أجد شيئا ذا فائدة في المنزل" قالت ليزيد إحباط الجميع. إرتشفت نايا من قهوتها وبدأ آرون التحرك حول المكان "هناك خيط مفقود"

تنهدت"علينا أن نحقق مع العائلة، مع كل من يدخل ويخرج من المنزل، لا يمكننا إستبعاد أحد، ولا حتى أرلينا"

*****

صباح الخير أيها الحزن، وأيتها الفتاة الحزينة،
تشرق شمس صباح جديد على بروكلين فتخلع حدادها الليلي وتقوم بكسل، نافضة غبار الليل عن شوارعها، بروكلين كل يوم ترتدي لونا جديدا، بفضل شبابها اللذين لا يتوقفون عن تلوين جدرانها وممارسة تمردهم وجنونهم، كلهم فنانون، لا أحد يدري.

لم تمض ثوان من إيقاظ الشمس لأرلينا حتى قامت مفزوعة من وجودها في مكان غريب تماما، ومضات من ليلة أمس تضرب رأسها وتشعرها بالصداع، لقد كانت في كامل ملابسها، حتى حذائها ما زال في قدميها، وجدت زين مسلقي على الكنبة في الصالة فور خروجها بهلع.

إستنتجت أرلينا بأن زين أشفق عليها ولم يرد تركها في الحانة وحدها وهي ليست بوعيها، وأن هذا منزله، توسعت عيناها عند وقوعها على هذا الأستنتاج، وقررت أن تتركه لنومه ودخلت غرفته مجددا.

لقد كانت بلون أزرق باهت، الأثاث باللون الأسود، وكانت تقريبا فارغة بإستثناء ملابس ملقاة على الأرض، بعض اللوحات المركونة في الزاوية، وعدة دمى محشوة على الأرض، إبتسمت أرلينا لمنظرها.

رسومات ذلك الفتى كانت شيئا آخر، لقد شعرت أرلينا بكل ذلك الإعجاب الذهبي عند رؤيتها أعماله، أخذت مكانا على السرير، اشياء كهذه لا تستطيع النظر إليها واقفا.

إبن القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن