Chapter 6

1.5K 104 29
                                    

"فهل الجنون قصر حقا علی الرسامين دون غيرهم؟
أليس هو قاسما مشتركا بين كل المبدعين، وكل المسكونين بهذه الرغبة المرضية في الخلق؟
فالذي يخلق لا يمكن بحكم منطق الإبداع نفسه، أن يكون إنسانا عاديا، بأطوار عادية وبحزن وفرح عادي. بمقاييس عادية للكسب والخسارة.. للسعادة والتعاسة.
إنه إنسان متقلب، مفاجئ، لن يفهمه أحد ولن يجد أحد مبررا لسلوكه."

وجهة نظر أرلينا

في الواقع ذلك اليوم الذي سرقناه أنا وزين من الزمان والمكان، مستمتعين بأنفسنا في شوارع بروكلين، كان الأخير لثلاث أيام أخری فارغة منه، قضيتها ذاهبة وعائدة من المعرض، متجاهلة طلب الشرطة الفيدرالية، وبوحدة مطلقة.

لم أره حتی صباح اليوم الرابع، عندما وصلت المعرض بكسل، دون الكثير من التبرج، وبفستان أسود بسيط لدرجة الملل، رأيته واقفا أمام اللوحات التي رسمتها في صغري، وصممت علی أن تكون هنا اليوم مع أنها ليست بالمستوی المطلوب، فقط لتشهد علی الطفلة التي كنتها وعلی تقدمي.

وجدت نفسي أمشط شعري بيدي محاولة ترتيبه "زين"

إلتفت إلي بابتسامة خفيفة "اهلا، لمن تلك الرسومات؟ هل تملكين إخوه صغار؟"

ضحكت بخفة "لا، هذه رسوماتي أيام كنت طفلة، أردتها أن تكون هنا ليعرف الناس كم كنت طفلة موهوبة!" مزحت بقليل من الجدية.

توسعت إبتسامته "لطيفة، وإبداعية إن أردتي الصدق، ولكن هل هذه جثة؟" قال زين بابتسامة ساخرة.

ضحكت "لا! هذه رسمتها بعد حصة رياضة في الصف الثاني، عندما صممت علی التسابق مع صديقتي طوال الحصة، ركضنا كثيرا لدرجة أن المسكينة وقعت مغشيا عليها! رعبت يومها، طننت بأنني قتلت الفتاة!" قلت بضحكة عالية وأنا أتذكر الموقف.

"عشوائية جدا!" ضحك زين.

ولكن من أين جاء بتلك الإبتسامة؟ ومن أي إله إغريقي تراه ورثها؟ فهي كشروق الشمس بعد ليل موحش طويل.. أو سقوط مطر علی أرض عطشی. وهذا ما لن يعرفه مني بالطبع. أنا التي أحمرت وجنتاي بدون سبب.

عاد فقال وهو ينظر لرسوماتي الأخری "وما شأن كل هذا الأحمر؟ إما أنك كنت عاشقة أو أنك كنت تنوين قتل أحدهم.. وبالنظر أعتقد أنه الخيار الثاني. تبا، هل أبدأ بالهرب؟" إستمر في السخرية. وبالطبع بالابتسام كأنه أكثر شيء طريف في العالم.

ضحكت وشددت علی ذراعه فسحبته بعيدا "ستكون بأمان طالما أنك لا تزعجني، بالمناسبة، لم تغيبت الأيام الماضية؟"

وجهة نظر الراوية

"اوه، لا شيء، فقط كان لدی صديقي مشكلة" فعليا، لم تكن هذه كذبة، ولكنها كانت تخفي الكثير، لم تشئ أرلينا التطفل أكثر من هذا لذا أومئت فقط.

بالطبع أكمل الشابان جولتهما في المكان، زين مع كل لحظة تمر كان يغرق أكثر فأكثر في المحيط المليئ بالسحر والأخطار الذي لم يكن سوی أرلينا، دون أن يدري.

إبن القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن