13 " خدعـة "

4.8K 321 87
                                    

وقفا أمام ذلك المنزل المتواضع والبسيط ،
تنفس بعمق، رمقها بنظرة مترقبة ،

لاحظ توترها من انشغالها بشبك أصابع يديها ببعضها ،
مدّ يده لجرس الباب ..

أوقفه صوتها: هاول .. إنتظر !
أنزل يده ونظر لها ، صامتاً

سألت، بصوت خافت: ماذا ستقول لعائلتك عني ؟
أجابها، بهدوء أزعجها: لا تقلقي سأتصرف بنفسي ..

ومدّ يده مرةً ثانية ورنّ جرس الباب ،

" أنا فعلاً خجِلَة من الدخول .. أشعر أنني
سأكون ضيفة ثقيلة غير مٌرحبٍ بها "

تمتمت بهذه الكلمات ، لـ يضحك بخفة ، أزعجها كثيرًا
غضبت منه: هل قلتٌ شيئاً مضحكاً يا سيد !؟

تدارك موقفه، قال: لا أبداً .. آسف .. عائلتي طيبة ومسالمة ولا تأكل اﻷميرات مثلكِ

تساءلت لعدم فهمها: أميراتٌ ٌ.. مثلي !؟
تبسّم بينما رنّ الجرس مرةً أخرى: أجل .. أنتِ كـ أميرات العصور الوسطى

" أردف بصوتٍ متسائل " .. ألَم تلاحظي على نفسكِ ذلك ؟

أجابت بالنفي: لا لم ألاحظ ذلك .. هل يبدو واضحاً أنني أميرة من العصور الوسطى ؟

تبسّم لـ لهفتها الواضحة من صوتها لمعرفة اﻹجابة ،
فال: نعم ملامحكِ تدل على ذلك
ردت بغير استيعاب: لا أصدق يبدو أنني حقاً كذلك ! ...

قطع حديثها صوت الباب وهو يُفتَح ،

إرتعدت فجأة لمجرد رؤيتها لفتاة تبدو في مثل عمرها ،
تظهر من خلف الباب ، شعرها مٌبعثَر ومغلِقة إحدى عينيها

إختبأت خلف هاول ، فـ تعجّب من تصرفها الطفولي

تبسّمت تلك الفتاة فقالت " أخـي .. "

إنتبهت لـ بيلار تسترق لها النظر من خلف هاول
: أوه ؟ من هذه الفتاة ؟

هاول: هذهِ .. صديقتي..

صدرت منه " آه " خافتة ، مما جعل أخته تقلق عليه
:ما بك هاول ؟

أجابها بصوت شبه متألم: أنا بخير ..
" همس لـ بيلار " .. لمَ لسَعتِني ؟

أجابته اﻷخرى بنفس مستوى الصوت
: سأضربك إن لزم اﻷمر .. هل فهمت ؟

: حسناً حسناً فهمت

قاطعت حديثهم " نيسيا "
: لمَ تتهامسان أخبراني .. ومن أنتِ يا فتاة ؟
هاول: سأخبركِ لكن دعينا ندخل أولاً

دخلت قبلهم ونادت السيدة دونيشا ،
التي أتت فور معرفتها بعودة هاول
: أين كنت ليلة البارحة .. أخفتنا عليك كثيرًا

ظهرت ابتسامة عتاب على ملامحه عند نظره لوالدته
: أخبرتكم في الرسالة أن لديّ عمل مهم

" إستدار لـ بيلار التي تقف خلفه "

: بيلار .. هذه أمي .. وهذه صغيرتي نيسيا

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن