30 " كيف للذكرى أن تُمحَى "

2.9K 195 68
                                    

        
         
       
       
:" ما-ماهذه ؟! "

:" قطة ! "

قامت السيدة دونيشا والغضب يعتليها
:" كيف تجرؤ على إحضارها للمنزل ؟ "

ردّ هاول مستغرباً : لماذا أمي إنها قطة لطيفة !

السيدة دونيشا : أخرجها اﻵن حالاً ، لن أدَعَ شيئاً يخٌصٌّ تلك الفتاة يبقى هنا

دٌهِشَ هاول أكثر : أيٌّ فتاة ؟! .. عمّ تتكلّمين ؟
          
          
وقفت أمامه وبدأت بالصراخ عليه

:" إنها قطة بيلار ، لا يمكن أنك نسيت شكلها ، لا أسمح لك بإبقاء قذاراتها في منزلي ، أخرجها اﻵن وإلا ستندم يا هاول "
          
          
صَمَت جِرَاء الصدمة ، في هذه الأثناء جاءت إليهم جينجو منزعجة من عُلُوّ صوتهم

" يكفينا كلّ ما مررنا به بسببها ، لن أتحمّل رؤية هذه القطة فلتأخذها بعيداً عن هنا "
        
         
هاول : لكن .. من بيلار ؟ .. لمَ دائماً تتكلمون عنها ماذا فعلت لكم من تكون !!

قطبت جينجو حاجبيها : هاول لا تدّعي الجهل ليس وقت سخافتك

إلتفت لها بشرَر : لماذا لا تفهمون ؟ .. أنا حقاً لا أعرفها ولا أتذكّر فتاةً إسمها بيلار ، مهما كانت هِيَ فأنا لستٌ أهتم بمعرفتها ولا أريد ذلك
         
          
         
- هل تَعِي كلامك ؟

بادرت والدته بسؤاله لعدم استيعاب معنى ما يقول

- أجل ، أنا فعلاً لا أعرفها ويستحيل أن يكون فقدان ذاكرة بما أنني أتذكّر كل شيء

جينجو : أتفهّم أنها مٌذنِبَة لكن ليس لدرجة أن تٌنكِر معرفتك بها !
إشتدّ غضبه واحتدّت عيناه ، حتى فاجأهم بصراخه المٌفزِع
- قلت لكم لا أعرفها ، لا أعرفها رجاءً صدّقوني أنا أقول الحقيقة
            
             
أسكتهم بصراخه .. لم يصدّقوا ، صٌدِموا منه لأنها المرةٌ الأولى التي يصرخ في وجوههم بهذا الكَم من الغضب
            
             
أخذ القطة وصعَدَ لغرفته ، جلست السيدة دونيشا على الأريكة ، تَبِعَتها جينجو والسكوت راجحٌ في موقفها ،
        
           
- ما قاله حقيقي ، كيف !!

همست بدموعٍ تملأٌ عينيها .. أجابتها جينجو بنفس النبرة
: قالها عدة مرات ، أنا لا أفهمه !
        
        
أزاح الستائر عن نافذته ، جلس بجانبها والقطة بين يديه يمسد فَرْوَها الأبيض ،

عيناهُ تطلٌّ على الحي وتراقب رذاذ المطر اللامع .. الذي بدا يقل تدريجياً ليظهر نور القمر بين الغيوم ..
           
        
نزلت عيناه نحوها وبانت على وجهه ابتسامة لطيفة

:" يالِبراءتِك ! ، وجهكِ ظريف يبعثٌ على الغرابة ، أتساءلٌ عن سبب اتّهامهم لكِ بما لم تقترفيه ، أنتِ حيوانٌ أليف ، مع أنني شعرتٌ بصدقهم فقد سبَقَ لي أن أحسستٌ بأني أعرفكِ ، ورغم ذلك لن أسمح لهم بأن يؤذوكِ ، أنتِ اﻵن أمانةٌ لديّ حتى أعثر على مالِكِك " ! ..
          
           
               
           
          
              
         
          
----------------------------------------------
           
           
         
          
       
في منتصف الليل وبعد أن تأكّدت أنه لا يوجد أحد بالقُرْب من الغرفة .. عزمت على فعل ما قد فكّرت به ، تنفّست بعمق لتهدئة نفسها من اﻹضطراب
         
            
" إطمئنّي نيسيا ، كل شيءٍ بخير "..

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن