24 " بدايتي ضحية "

3K 224 140
                                    




خرج من غرفته مبكراً على غير عادته ، أضاء التلفاز
وجلس أمامه وبيده كتاب صغير يتأمل كتاباته بِرَواق،

إستعجب عدم تواجد والدته في وقتٍ كهذا،
لم يأبه بالأمر وركّز نظره على الكتاب ..


فجأةً سمع صوت سيارات الشرطة في الخارج ،
أصابه القلق فترك ما بيده وخرج من المنزل مسرعاً ،

رأى الشرطة مجتمعين أمام منزل السيدة سالين ،
وجميع سكان الحي مجتمعين حولهم ..

الفوضى تعٌجّ بأرجاء الشارع وأصوات النحيب والبكاء تملؤه،
هرع إليهم ليٌصعَق بما يراه


:" هاول .. لقد ماتت ! "


حدّق بوالدته بذهـول ، ركضت نحوه لتعانقه وتزداد بكاءً

:" مـاتـ-ـت مـقـ-ـتـولـة "


تراجع للخلف وقد بهت لونه ، همس بنبرة هزيلة دون تصديق
: مقتولة !؟

جاءت إليهم نيسيا وجينجو خائفتان بعد لحاقهما لهاول

" ماذا هناك هاول .. ؟ "
سألت نيسيا لكن سرعان ما صرخت لرؤيتها للجثة !

صاحت بهما السيدة دونيشا : لماذا أتيتما هنا ؟ .. هيا عودا للمنزل جينجو خذي نيسيا بسرعة

أومأت لها جينجو وشدّت نيسيا إليها لتذهبا ،
لكنها عاندت ورفضت الذهاب لتفهم الذي يجري ! ..


توجّه إليهم ضابطٌ من الشرطة ليكلّمهم بهدوء وسط الضجيج
:" عذراً يٌمنَع وقوفكما هنا "


: ولكن ..

إلتفت هاول ليتحدث لكنه قطع حديثه بتفاجؤ : العم ليمان !!

الضابط : هاول أنت !!
محَت السيدة دونيشا دموعها متعجّبة : ماذا ؟ .. هل تعرفه ؟

هاول : إنه العم ليمان صديق والدي


إقتربت منهم نيسيا ، فور سماعها ما قاله هاول توقفت

" أبـي ! "

إلتمعت عيناها وعادت إلى جينجو التي وبّختها وسحبتها من بين التجمّعات بصعوبة


الضابط ليمان : مرّ زمنٌ طويل لم أرَكٌم فيه .. هل تعرفان صاحبة تلك الجثة ؟

عاودت السيدة دونيشا البكاء ،
ربَت هاول على كتفيها بحزن وأجابه
: إنها جارتنا .. واسمها سالين

الضابط ليمان : لقد مرّ على موتها عدة ساعات .. أي أنها قٌتِلت ليلة البارحة .. بطريقة غريبة جداً

أثار كلامه فضوله : كيف ؟
الضابط : يبدو أنها تعرضت للتعذيب قبل موتها .. لا يوجد على جسدها آثار رصاصٍ أو سكين أو حتى حبلاً .. والأعجب في الأمر أن ملامحها اختفت من وجهها حتى الدماء لا وجود لها


فور نٌطقِه للجملةِ الأخيرة استدرك هاول أمراً،
" لا وجود لدمائها .. كيف لم أنتبه ! ؟ "

إقترب من جثتها وأصابه الذهول
جثى على الأرض وهمس :" أين دماؤها ؟ .. كيف لم أنتبه ! ..
لا أرى قطرة دمٍ واحدة على ثيابها أو على الأرض .. مستحيل "


صاحت والدته وهي تقترب منه : ماذا تفعل ابتعد عنها ..
ماذا حصل لك بٌنَي

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن